تفاصيل المفاوضات بين نظام الأسد و"الوحدات الكردية" شرقي الفرات

تفاصيل المفاوضات بين نظام الأسد و"الوحدات الكردية" شرقي الفرات
كشفت مصادر إعلامية عن مفاوضات عُقدت بين نظام الأسد من جهة وميليشيا "قسد" من جهة ثانية، بهدف تسليم الأخيرة بعض المناطق الواقعة شرق الفرات لميليشيا أسد الطائفية مقابل ضمانات يُتّفق عليها لاحقاً.

كما كشف مصدر مطّلع تابع للإدارة الذاتية الكردية شمال شرق سوريا عن تفاهمات جديدة بين "قسد" ونظام الأسد، خلال اجتماعهم يوم الأحد الماضي في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة، واتّفق الطرفان على استكمال الاجتماعات لعدم الاتفاق النهائي.

مربعات أمنيّة للنظام

وقال الناشط "سراج الحسكاوي" لأورينت نت، "زارت عدة وفود لمسؤولي نظام الأسد مدن القامشلي والحسكة والرقة والطبقة والشدّادي في الأيام الأخيرة للاجتماع مع بعض قيادات "الوحدات الكردية" المسيطرة على شرق الفرات، وكان من بين أعضاء وفد النظام محافظا الرقة والحسكة وبعض الضباط العسكريين".

وأضاف "الحسكاوي" قائلاً، "أغلب التسريبات التي وردت كانت تقول بأن وفد نظام الأسد كان يُركّز جلّ اهتمامه على إنشاء المربعات الأمنية داخل المدن الهامة الموجودة شرق الفرات، ويُشرف عليها الفروع الأمنية والشرطيّة وبعض الدوائر الحكومية كالتجنيد والسجل المدني والدوائر التابعة لوزارات النفط والزراعة والنقل، وبالتالي تكون المدينة بقبضة ميليشيا أسد الطائفية بعد أن كانت بقبضة الوحدات الكردية".

وبنفس الجانب، أكّد القيادي في "الوحدات الكردية" شاهين أحمد على صفحته في الفيسبوك، أنّ الوحدات الكردية ستُسلّم النظام المربعات الأمنية في المدن والمحافظات الواقعة شرق نهر الفرات، ضمن اتفاق يتم العمل عليه مؤخراً، وكانت أولى ثمراته تسليم بعض المعتقلين الكرد والعرب الموجودين عند ميليشيا PYD إلى نظام الأسد.

بوادر حسن النيّة

وأشارت صحيفة "الوطن" المُقرّبة من نظام الأسد، إلى أنه تم الاتفاق مبدئياً على إزالة صور الميليشيات الكردية ورموزها وأعلامها في مناطق سيطرة هذه الميليشيات، وهذا ما أكّده لأورينت نت الناشط "الحسكاوي" بقوله، "فعلاً لقد تمّ البدء بإزالة صور بعض الرموز القيادية للوحدات الكردية وأعلامها من ساحات مدن الحسكة والرقة، وهذا اعتبره البعض بادرة حسن نيّة من الوحدات الكردية لرغبتها بتطبيق الحل مع نظام الأسد".

ومن جهته، كشفت مصادر تابعة للإدارة الذاتية عن اتفاق جديد بين الوحدات الكردية وميليشيا أسد الطائفية، يهدف الاتفاق لتولّي نظام الأسد إدارة المنشآت النفطية في الحسكة، ويكون للـ PYD جزءاً من إيرادات هذه المنشآت.

وأوضحت المصادر أن نظام الأسد سيحصل على نسبة 65% من إيرادات النفط في محافظة الحسكة بينما يحصل PYD على نسبة 35% فقط، وذلك بعد عزل مسؤول النفط "علي شير" المُعيّن من حزب العمال الكردستاني، وتولّي النظام عمليات بيع النفط.

شروط قيد التفاوض

ويُعتبر ملف شرق الفرات من الملفات المُعقّدة جداً كوْن المنطقة هامة جداً لجميع الأطراف، وذلك بسبب احتوائها على أغلب حقول النفط السورية، ولذلك ربما يطول التفاوض حول السيطرة الكليّة على منطقة شرق الفرات لأيّ جهة كانت.

وبهذا الخصوص يقول المقدم "أحمد العطار" لأورينت نت، "عملية المفاوضات بين نظام الأسد والوحدات الكردية لها عدة شهور ولكن مؤخراً زادت وتيرتها لقرب انتهاء الأسد من فرض سيطرته على مناطق عدة كانت خارج سيطرته، ومع ذلك فملف التفاوض شائك جداً".

ويوضّح "العطار" بعض الشروط التي يتم التفاوض عليها حالياً بين مسؤولي نظام الأسد ومسؤولي الأحزاب والوحدات الكردية قائلاً، "حسب المعلومات التي وردتنا هناك بعض الشروط من كلا الطرفين قيد التفاوض، ومنها مصير عناصر الميليشيات الكردية وإدارة حقول النفط والغاز، وكذلك الوجود الأمريكي الذي لن يقبل دون نيل حصته من هذه الصفقة".

ويُضيف "العطار" موضّحاً، "ومن بين الشروط التي يُفاوض عليها، هي المعابر الحدودية مع العراق وتركيا وآلية إدارتها، بالإضافة للمكاسب الكردية من هذه المفاوضات إدارياً وقومياً".

القيادة الكردية جاهزة والنظام يُماطل

رغم نفي رئيس مجلس "قسد" رياض درار وجود أيّة مفاوضات مع نظام الأسد حول منطقة شرق الفرات، إلاّ أنه أكّد بتصريح خاص لموقع "باسنيوز" الكردي، أنه جاهز للمفاوضات مع النظام دون شروط مُسبقة.

وكذلك أكّدت حركة المجتمع الديمقراطي الكردية استعدادها للتفاوض مع نظام الأسد دون شروط، ولكن النظام يُماطل بإجراء المفاوضات معها، وكذلك جميع الميليشيات الكردية العسكرية أبدت استعدادها للتفاوض مع النظام لتسليمه منطقة شرق الفرات وضمان حقها السياسي والقومي بالمنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات