ما الأهمية الاستراتيجية لـ "معبر نصيب" على الحدود السورية الأردنية؟

ما الأهمية الاستراتيجية لـ "معبر نصيب" على الحدود السورية الأردنية؟
يعتبر معبر نصيب على الحدود السورية الأردنية من المعابر الهامة تجارياً لكلا الدولتين، حيث تم إنشاؤه عام 1991 وبدأ العمل به عام 1997، وتقدر مساحته بـ 2867 دونماً.

للمعبر أهمية استراتيجية ووصف بأنه الأهم في منطقة الشرق الأوسط حيث كانت تنتقل عبره البضائع التجارية بين سوريا وكل من الأردن والخليج العربي.

اتخذ الأردن قرار إغلاق المعبر مع الجانب السوري منذ نيسان 2015 بعد أن تمكن الجيش الحر من السيطرة عليه وطرد ميليشيات أسد الطائفية منه، ومنذ إغلاقه فُتحت أبوابه مرة واحدة للتجار الأردنيين لسحب بضائعهم من درعا (السوق الحرة) تنفيذاً لقرار  عمّان إغلاقه. 

من جانبها حاولت ميليشيا أسد الطائفية عدة مرات خلال السنوات الماضية استعادة المعبر لكنها لم تتمكن إذ لم يشاركها طيران الاحتلال الروسي عملياتها تلك ما جعل محاولاتها تبوء بالفشل.

وقبل 20 يوماً بدأت الطائرات الروسية بقصف مدن وبلدات درعا تمهيداً لتقدم الميليشيات الأجنبية وميليشيات أسد الطائفية إلى المعبر لكن فصائل الجنوب تصدت مرات عدة لهذه الهجمات، وبعد محاولات متكررة وقصف عنيف تمكنت ميليشيات أسد الطائفية (الجمعة) من الوصول إلى معبر نصيب بالتزامن مع توصّل "لجنة التفاوض عن الجنوب" إلى اتفاق مع الاحتلال الروسي يقضي بوقف القتال وتسليم الفصائل لسلاحها الثقيل.

أهمية استراتيجية

من الناحية الاقتصادية يبحث نظام الأسد عن تصدير منتجاته إلى السوقين الأردنية والخليجية، إضافة إلى تحقيق عوائد مالية ضخمة ورفد خزينته من القطع الأجنبي من خلال الجمركة على المعبر والترانزيت عبر دخول الشاحنات الأردنية إلى سوريا، إضافة إلى مرور الشاحنات اللبنانية عبره.

ولمعبر نصيب أهمية أخرى بالنسبة لنظام الأسد حيث يعتبر بوابة سوريا الجنوبية إلى العالم كما أن النظام سيتمكن من خلاله إعادة العلاقات الاقتصادية مع الأردن وتخفيف الحصار المفروض عليه.

وبالسيطرة على المعبر ستنتعش تجارة الترانزيت من خلال المرافئ التي تسيطر عليها ميليشيات الأسد باتجاه المعبر نفسه إلى الأردن أو من لبنان باتجاه الأردن والخليج، إضافة للواردات التي لاتقل أهمية عن الصادرات من دول الخليج إلى سوريا ومن ثم  إلى العراق وصولا إلى إيران ولاحقاً إلى روسيا.

وسيمكّن معبر نصيب نظام الأسد من أن يكون لاعبا اقتصاديا مهما لكون المعبر نقطة توزيع للقارات الثلاث إلى روسيا فإيران والعراق وصولاً إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا، بحسب تقارير اقتصادية.

ولا تقتصر أهمية المعبر فقط لنظام الأسد، فقد كانت قيمة الصادرات اللبنانية التي تعبر من نصيب، تصل لنحو ملياري دولار وتراجعت بشكل تدريجي لتصل إلى نحو مليار دولار قبل إغلاق المعبر في نيسان 2015.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات