في ذكرى محاولة الانقلاب.. ما المشهد الذي عاشته تركيا خلال العامين الماضيين؟

في ذكرى محاولة الانقلاب.. ما المشهد الذي عاشته تركيا خلال العامين الماضيين؟
تعتزم تركيا في مختلف ولاياتها، على إحياء ذكرى إحباط محاولة الانقلاب الفاشلة، التي أودت بحياة ما يزيد عن مئتين وثلاثين مواطنا، حيث من المقرر أن يجتمع الآلاف من المواطنين بمشاركة الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) فوق جسر البوسفور، والذي تم تحويل اسمه إلى جسر (شهداء 15 تموز)، والذي كان مسرحا لأهم مشاهد محاولة الانقلاب في تلك الليلة.

وفرزت مديرية الأمن في ولاية إسطنبول ما يقارب 21 ألف شرطيا، بهدف حفظ الأمن في الولاية خلال إحياء الذكرى الثانية لإحباط محاولة الانقلاب، فيما سيٌغلق جسر (شهداء 15 تموز) أمام حركة المرور اعتبارا من الساعة الثانية ظهرا.

بعد مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة هل زال الخطر عن تركيا بشكل تام؟

الكاتب والإعلامي (محرّم ساري قايا) أشار في مقال نشرته صحيفة (خبر ترك) إلى أنّه وبحسب مصادر أمنية يثق بها فإنّ الخطر الذي واجهته تركيا ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، ما زال قائما حتى اللحظة.

وبحسب الكاتب فإنّ الدليل على عدم زوال الخطر بشكل تام، هو تجاوز عدد الذين تمّ إخراجهم من وظائفهم عقب الاشتباه بتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة، وذلك وفقا للقانون رقم 701 بلغ ما يزيد عن 18 ألف مواطن، الأمر الذي يعني بأنّه في كثير من الأحيان ذهب الصالح مع الطالح.

وذهب ساري قايا إلى أنّ السبب المذكور أعلاه ووفقا لخبراء أمنيين يشير بطريقة وبأخرى إلى أنّ الخطر لم يزل قائما حتى اللحظة، مضيفا: "لتلافي حدوث فراغ عقب إزالة حالة الطوارئ في تركيا، فإنّ الحكومة -على غرار ما فعلته فرنسا- جهّزت تكلف قانون جديد".

ولفت الكاتب إلى أنّ المشهد بعد مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة كما يلي: "تم إخراج العديد من المسؤولين والموظفين في بنية القوات المسلحة التركية والقيادة البحرية من مهامهم، ولكن يٌعتقد أنّ هذه المؤسسات لم تٌظهّر بشكل تام من العناصر الانقلابيين، ما يعني أنّ الخطر لم يزول بشكل تام".

(مراد يتكين) الإعلامي التركي البارز شدد و-بعد مرور عامين على محاولة الانقلاب الفاشلة- على ضرورة الإجابة عن العديد من الأسئلة الجوهرية فيما يتعلق بتنظيم الكيان الموازي، والآلية التي تمكّن من خلالها العناصر الانقلابيين من اختراق مؤسسات الدولة المختلفة.

ويقول يتكين في هذا الصدد: "عقب إعلان حالة الطوارئ تم إخراج عشرات الآلاف من مهامهم، إلى الآن هناك 687 ضابطا تلقوا حكما بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى الآلاف الذين تم إعفاؤهم من مهامهم للاشتباه بتورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة، ولكن مع كل ذلك لم نفهم بعد المشهد التام لما يحدث، فتح الله غولن من أمريكا يعطي التعليمات لشبكاته في تركيا وفي مختلف أنحاء العالم، ولكن في المقابل نحن لم نتمكن حتى اللحظة من معرفة الآلية التي اخترق بها غولن مؤسسات الدولة وعلى نحو خاص بنية قوات المسلحة التركية، وكذلك لم نعرف حجم الدعم الذي يتلقاه من الخارج وهو يحاول اختراق المؤسسات، وكذلك لم نعرف الآلية التي تمكّن من خلالها عناصر انقلابيون من الوصول إلى مناصب عالية في الدولة من خلال الاختباء خلف ستار حزب العدالة والتنمية، كل ما سبق ما زالت كنقاط سوداء لا نعرف إجابتها، ومن الضروري توضيح هذه التساؤلات من خلال الإجابة عنها".

محاولة انقلاب فاشلة

جدير بالذكر أنّ تركيا تعرّضت في 15 تموز يوليو 2016 لمحاولة انقلاب فاشلة، حيث أغلق عناصر من الجيش التركي آنذاك جسر البوسفور الذي يعد أحد أهم نقاط العبور من القسم الآسيوي إلى الأوروبي، ليسارع رئيس الوزراء التركي آنذاك إلى وصف ما جرى على أنّه محاولة انقلابية.

وعقب ذلك بدأت طائرات F-16 بالتحليق في سماء إسطنبول وغيرها من الولايات الأخرى، قيل إنّها خرجت من قاعدة إنجرليك التركية، وذلك بهدف إرهاب الناس، واعتراض طائرة الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) الذي كان في طريقه من مارميس إلى إسطنبول، بعد دعوته للشعب التركي بالتوجّه إلى مطار أتاورك الدولي للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

وحاول انقلابيون السيطرة على قناة (تي أر تي) الحكومية، حيث أجبروا العاملين فيها على بث بيان أفاد بانتهاء سلطة حكومة العدالة والتنمية، وانتقالها إلى قبضة القوات المسلحة التركية، وذلك -بحسب البيان- "للحفاظ على الديمقراطية"ـ  موضحا -والحديث هنا عن البيان- أنّ الدولة ستستمر في علاقاتها الخارجية، وأنّ السلطة الجديدة ستبقى ملتزمة بجميع المواثيق والالتزامات الرسمية.

وبالتزامن مع بث البيان الانقلابي خرج الرئيس التركي عبر قناة سي إن إن، بوساطة تطبيق على وسائل التواصل الاجتماعي، دعا من خلاله شعبه إلى النزول إلى الشوارع والميادين والمطارات للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة، مطالبا الضبّاط الشرفاء من القوات المسلحة التركية بحسب وصفه بالوقوف بصلابة وشرف أمام الضباط من باع ضميره من الضباك الانقلابيين.

وفي الوقت الذي بدأ فيه الانقلابيون بالإعلان عن نجاح المحاولة الانقلابية في السيطرة على مفاصل الدولة، تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية تصريحات لمسؤولين أتراك يؤكدون فيها على أن الرئيس والحكومة المنتخبين ديمقراطيا لا يزالان على رأس السلطة.

ولبّى الشعب التركي النداء الذي وجهه إليه الرئيس أردوغان، فانطلقت مظاهرات حاشدة رافضة للمحاولة الانقلابية، انتشرت في كافة الولايات التركية تقريبا، وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة، حيث استمرت لأيام وليال عديدة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات