لماذا تؤيد المرجعية العراقية الاحتجاجات ضد أذرع إيران؟

لماذا تؤيد المرجعية العراقية الاحتجاجات ضد أذرع إيران؟
وصف بعض المحللين والإعلاميين العراقيين الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها عدد من المحافظات العراقية بـ "ثورة شعبية" انطلقت لإسقاط "الإرادات السياسية والإقليمية" التي أقصت ممثلين الشعب العراقي من الوصول إلى البرلمان.

وتستمر التظاهرات الشعبية منذ نحو أسبوع بالاتساع بعد أن انطلقت شراراتها الأولى من مدينة البصرة (جنوب العراق) يوم (الأحد) الماضي، جراء تردي الأوضاع الخدمية، لتعم محافظات أخرى مثل (ذي قار وبابل وكربلاء وميسان والديوانية والنجف) والتي استدعت إعلان (حيدر العبادي) رئيس حكومة بغداد القوات الأمنية للدخول في حالة الإنذار "ج" (حالة الاستنفار القصوى).

وشهدت التظاهرات الشعبية ارتفاعاً في سقف المطالب بـ "تغيير الدستور" و"اسقاط" الحكومة والبرلمان والأحزاب، واتهمتهم بـ"العملاء" لا سيما عقب تأييد المرجع الشيعي الأعلى (علي السيستاني) للمتظاهرين، وقد اقتصرت المطالب في البداية على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية للشعب العراقي.

ثورة لإسقاط "الإرادات الإقليمية"

ويؤكد الصحفي والباحث العراقي "أحمد الفاضل" في حديث لأورينت نت، أن انطلاق "الثورة الشعبية" في العراق وإن جاءت بدايةً بسبب تراجع الخدمات عموماً وجنوب العراق (البصرة) على وجه الخصوص، فإن "الثورة" استندت بالأساس على ما حدث في الانتخابات البرلمانية "المزورة"، والتي من خلالها فرضت "الإرادات السياسية والإقليمية" نوابها فيما يسمى "البرلمان الجديد" ولم تمكن مرشحي الشعب العراقي من الوصول إلى القبة البرلمانية.

وحول تأييد "المرجعية الشيعية" لهذه التظاهرات والتي أسهمت في رقعة انتشارها، أوضح بأن المرجعية من منتقدي أداء مفوضية الانتخابات والانتخابات التي جرت مؤخراً، لأنها حصلت على لوم كبير من العراقيين بسبب وصول "شخصيات الإرادة الإقليمية والسياسية" كما وصفها.

استهداف أذرع إيران

وأكد "الفاضل" أن المتظاهرين في المناطق التي تشهد "ثورة شعبية" يرفضون تدخل أي حزب أو جهة دينية، ضارباً مثال على رفضهم لتدخل مقتدى الصدر كـ"راعٍ" لعملية الإصلاح، كما رفضوا تدخل ومشاركة في هذه التظاهرات لأنها "ثورة شعبية"، حيث تحاول بعض الجهات السياسية "ركوب موجة" التظاهرات الشعبية لمصالحها والالتفاف على مطالبهم، لا سيما أن موجة الاحتجاجات الواسعة قد أربكت "الحكومة" لعدم تصدر شخصيات معينة (سياسية أو دينية) لقيادة هذه التظاهرات بحيث يمكن للمسؤولين التفاوض معهم.

وفي حين اتهمت بعض الأطراف أذرع إيران في العراق بالوقوف خلف الاحتجاجات، فقد قامت كبرى التظاهرات في مدينة (النجف) واصطدمت بميليشيا "عصائب أهل الحق" أحد أبرز الأذرع العسكرية الممولة من إيران، وهو ما أكد عليه الباحث العراقي "أحمد الفاضل" بأن المرجعية العراقية طالبت قبل الانتخابات بالتغيير بدعوة "المجُجرّب لا يجرّب" ودعت المواطنين حينها إلى انتخاب شخصيات جديدة لإدارة المرحلة المقبلة، ولكن عندما رأت الاحتيال على العملية الانتخابية وتزويرها وحرق صناديق الانتخابات، نهضت لتأييد المطالب الشعبية، منوهاً إلى أن من وصف ممارساتهم بالاحتيال هم من الذراع الموالي لإيران و"الحكومة القائمة"الموالية لإيران أيضاً.

ومع ازدياد رقعة التظاهرات الشعبية وارتفاع سقف مطالبها، تؤكد تقارير إعلامية أن موجة الغضب الشعبي لن تكون كسابقاتها (احتجاجات 2015) لا سيما أن بعض المحتجين عبّروا عن غضبهم باحراق بعض مقرات الأحزاب السياسية الدينية (الموالية لإيران) واقتحموا مراكزاً حكومية، الأمر الذي قابلته "حكومة بغداد" بالقوة بداعي "أن لديها معلومات عن مندسين بين المتظاهرين".

يشار إلى أن النظام الإيراني والذي يعتبر العراق "امتداداً طائفياً وجغرافياً" له وفقاً لبعض المحللين والسياسيين، أسس كيانات عسكرية (ميليشيات) موازية تكبر الجيش العراقي، أبرزها ميليشيات "الحشد الشعبي" حيث أحكمت قبضتها على العراق بقوة السلاح، عدا عن الكيانات السياسية الدينية الممولة مباشرة من ولاية الفقيه، والتي تأتمر بأمره وفقاً لتوجهاته في المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات