عقب اجتماع بوتين وترامب.. هل يطبق نموذج شمال العراق في سوريا؟

عقب اجتماع بوتين وترامب.. هل يطبق نموذج شمال العراق في سوريا؟
عقد الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) والرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) أمس في العاصمة الفنلندية (هلسنكي) اجتماعا، أكّدا في تصريح صحفي على أنّهما تباحثا العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى الملف السوري، والتواجد الإيراني في سوريا.

وأشار الكاتب والإعلامي سامي كوهين في مقال نشرته صحيفة ملييت إلى أنّ أهمية القمة الثنائية تأتي من كون الزعيمين قبلا بالجلوس على طاولة واحدة، وخصوصا عقب الاتهامات التي طالت بوتين والتي أفادت بوقوفه خلف تنصيب ترامب رئيسا لأمريكا.

وأضاف الكاتب في السياق نفسه: " قبل ترامب بالجلوس على طاولة واحدة مع بوتين على الرغم من الضغوطات التي واجهها، إذ لا يمكن تجاهل حقيقة مفادها أن ترامب شخص غير مرغوب به من قبل الدول الأوروبية، وخصوصا أنّه سعى إلى تحسين العلاقات مع كلّ من روسيا والصين، مظهرا إياهما على أنهما منافسان للدول الأوروبية، فهناك حالة من عدم الثقة بأمريكا من قبل الدول الأوروبية، والمستفيد الوحيد من كل ما يحدث هو شخص واحد فقط الا وهو الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).

بدوره، أفاد الكاتب والإعلامي سيردار تورغوت بالاستناد إلى مصادر أمريكية خاصة به، بأنّ الزعيمين تطرقا خلال لقائهما إلى ملف الشمال السوري، واتفقا بشكل مبدئي على مقترح إنشاء مناطق آمنة فيه.

وذهب تورغوت إلى أنّ الجانبين تناولا ملف أكراد سوريا، موضحا بأنّ فلاديمير بوتين شارك في الاجتماع حاملا بيده المقترح الخاص بالشمال السوري، والذي عمل على تجهيزه مستشاره الخبير بالشرق الأوسط (فيتالي نعومكن).

وأردف الكاتب في الإطار نفسه، بأنّ مستشار بوتين نعومكن قدّم المقترح المسمّى "بأنموذج الشمال العراقي" والخاص بالشمال السوري في شهر شباط من العام الجاري لمسؤولين أمريكان، وذلك خلال تواجده في جامعة جورج واشنطن بأمريكا، مؤكدا على أنّ المقترح وإن لم يحظَ بموافقة أمريكية في بداية الأمر، إلا أنه حصل على وعد من ترامب بإمكانية النظر فيه.

ويقول تورغوت: "سينظر ترامب إلى المقترح بأكثر جدية في حال عملت روسيا على تقليص دور إيران في سوريا، وستطالب أمريكا الوحدات الكردية في سوريا بعيد سحب عناصرها من الأراضي السورية بالتعاون والتنسيق مع كل من نظام الأسد وروسيا، واشنطن تنظر إلى المقترح الروسي فيما يتعلق بأكراد سوريا على أنه مقترح أشبه بأنموذج الشمال العراقي، ينص على إقامة دولة كردية في الشمال السوري تنضوي تحت سقف النظام".

وعن موقف تركيا المحتمل حيال الأنموذج المقترح أوضح الكاتب وفقا لخبراء أتراك التقى بهم، بأنّ تركيا عارضت في بداية الأمر إقامة دولة كردية في الشمال العراقي أيضا، إلا أنها بعد ذلك أقامت علاقات اقتصادية مع إدارة الشمال، ووصل بها الأمر إلى أنها جعلت الإدارة تحت سيطرتها، وأنها قد تقوم برد الفعل نفسه فيما يتعلق بالشمال السوري.

وختم تورغوت مقاله: " لا يمكن في الوقت الراهن معرفة وقياس جدية ما ذهب إليه الخبراء فيما يتعلق بالموقف التركي حيال تطبيق أنموذج الشمال العراقي في الشمال السوري، ولكن ما يمكنني جزمه هو أنّ أمريكا وروسيا حققتا تقاربا كبيرا في وجهات النظر فيما يخص أكراد سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات