كيف تجسّد الموقف التركي في اجتماع حلف "الناتو" الأخير؟

كيف تجسّد الموقف التركي في اجتماع حلف "الناتو" الأخير؟
توجّه الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) في منتصف الأسبوع المنصرم إلى العاصمة البلجيكية (بروكسل)، للمشاركة في قمة زعماء حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، حيث أجرى مباحثات ثنائية مع عدد من زعماء الدول الأعضاء، إذ التقى على هامش الاجتماع مع نظيره الأمريكي (دونالد ترامب)، والفرنسي (إيمانويل ماكرون)، والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) ورئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) وغيرهم.

ويعدّ اجتماع حلف (الناتو) هو الاجتماع الأبرز الذي حضره الرئيس أردوغان، بعد أن أصبح رئيسا للدولة، وذلك عقب انتقال البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي.

وأشار الكاتب (نوح البيرق) في مقال نشرته صحيفة ستار إلى أنّ الصراع الأمريكي-الأوروبي انعكس على شكل أزمة خلال الاجتماعات، موضحا أنّ تركيا كانت هي المحور الأساس في الاجتماعات التي انعقدت.

ولفت الكاتب إلى أنّ روابط خفية كانت تجمع زعيم حزب الشعوب الديمقراطي -المعتقل في السجن لتهم متعلقة بالإرهاب- مع أوروبا التي كانت تملي عليه أجندتها، قائلا: "إنّ من كان يقول خلال الانتخابات في مرحلة من مراحل تركيا للرئيس أردوغان (لن نجعلك رئيسا) في الحقيقة لم يكن سوى ببغاء يردد ما يمليه عليه أسياده الغربيون، فالسياسيون الغربيون بذلوا كل ما بوسعهم لعدم جعل أردوغان رئيسا للدولة التركية، وحاولوا في الانتخابات الأخيرة بشتى الطرق إدخال حزب الشعوب الديمقراطي إلى البرلمان التركي، بعد أن وصل بهم الأمر في السابق إلى مساعدة التنظيمات الإرهابية في إنشاء ممر إرهابي حول تركيا،  ولذلك ظهور أردوغان أمام هؤلاء على الرغم من كل ما فعلوه للإطاحة به لا يمكن عدّه إلا نصرا، حيث تجسّد الموقف التركي للأسباب المذكورة أعلاه قويا كما لم يكن من قبل".

وبرأي الكاتب فإنّ أردوغان الذي حاول الغرب الإطاحة به خرج أمامهم بشكل أقوى خلال الاجتماعات، موضحا أنّ الصورة التي بدت في الاجتماعات أظهرت وكأنّ الدول الغربية تتسابق فيما بينها لفتح صفحة جديدة في سياستها مع تركيا.

وأشار البيرق إلى أنّ حضور رئيس هيئة الأركان السابق (خلوصي أكار) إلى الاجتماع بصفته وزيرا للدفاع التركي -وخصوصا مع التصريحات التي انتشرت والتي أفادت بعزم تركيا على إلحاق رئاسة هيئة الأركان التركية بوزارة الدفاع- أحدث صدى واسعا لدى الدول الغربية، التي حاولت على مدار السنوات الطويلة الحيلولة دون اتخاذ تركيا لمثل هذه الخطوة.

ومن جانبه أكّد الكاتب (برجان توتار) في مقال نشرته صحيفة صباح على أنّ انتقال تركيا إلى النظام الرئاسي الجديد، وانتخاب أردوغان رئيسا للدولة التركية، غيّر قواعد اللعبة لدى دول أعضاء الحلف، قائلا: "لو لم يغيّر انتقال تركيا إلى النظام السياسي الجديد قواعد اللعبة لما تسابق الرئيس الأمريكية والمستشارة الألمانية ورئيسة الوزراء البريطانية والرئيس الفرنسي فيما بينهم للاجتماع مع أردوغان، ولا سيّما أنّ العلاقات بين تركيا والدول المذكورة كان يشوبها التدهور، وخصوصا بعد الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية من الوحدات الكردية في سوريا، وكذلك من التقارب الروسي-التركي في العديد من القضايا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات