ما دلالات تعزيز تركيا وجودها العسكري في الشمال السوري؟

ما دلالات تعزيز تركيا وجودها العسكري في الشمال السوري؟
دخل رتل تابع للجيش التركي قبل أيام يحمل معدات لوجستية رُصد على أوتستراد دمشق حلب في مدينة سراقب متجه جنوباً باتجاه نقطة مورك الإستراتيجية بريف حماة الشمالي وذلك بعد أيام من إدخال كتل إسمنتية لنقاط المراقبة في إدلب.

وقامت القوات التركية بوقت سابق بإدخال أبراج اتصال من نوع توركسيل بالإضافة إلى بناء مهابط للطيران في النقاط الموجودة في أرياف حلب وإدلب وحماة، بالإضافة إلى إدخال عشرات السيارات من الكتل الأسمنتية.

ويقول الدكتور في جامعة يلدريم بيازيد التركية (قتيبة الفرحات) وهو باحث في الشأن التركي لأورينت نت، بأن أسباب إدخال التعزيزات التركية بمثابة رسالة خفية إلى ثنائي أستانا إيران وروسيا مفاده أن تركيا تريد لاتفاق أستانا الاستمرار والالتزام بتعهداتها يقتضي إرسال التعزيزات لنقاط المراقبة هناك، حيث أن تركيا تعمل جاهدة لتجنيب إدلب مصير المحافظات الساقطة حديثا بفعل آلة الحرق الروسية كون ذلك يشكل تهديدا بشريا لأنقرة.

وأشار قتيبة إلى خروج أهالي بلدتي كفريا والفوعة ربما يكون بطلب تركي والفصائل الموقعة على أستانا أو الراضخة لأستانا في الخفاء ، كي يختبروا الموقف الروسي الذي ضرب بعرض الحائط كل تعهداته ووعوده بخفض التصعيد في درعا مؤخرا ، وكون الضامن الروسي في الشمال قد سمح بخروج أهالي البلدتين فهذا يعني أنه مازال لأستانا ومناطق خفض التصعيد روح وحياة.

موضحاً  بأن التحليلات التي تقول إن خروجهما هو مقدمة لعمل عسكري فأظن أن الروس وخلفهم ميليشيا النظام لهم تجربة بمجازر كبرى في كل قرية من قرى المحافظة مع وجود أهالي كفريا والفوعة ، فكيماوي خان شيخون و مجزرة الأقلام في حاس وسوق المعرة و غيرها من عشرات المجازر شاهدة على أن تفريغ البلدتين ليس له منطق عسكري في آلة الحرب الروسية.

سور إسمنتي

من جهته يقول المحلل السياسي عبد الله عمر بأن الأتراك طلبوا من بعض متعهدي البناء الحضور للنقاط التركية من أجل البدأ بوضع مناقصات من أجل بناء سور إسمنتي وكتل أبنية حيث سيتم وضع ما يقارب 8000 متر من البيتون في كل نقطة، حيث إن كل نقطة تركية ستكلف الحكومة التركية ملايين الدولارات وتصبح بمثابة قاعدة عسكرية للأتراك ولهذا الأمر يتم جلب التعزيزات إليها.

مضيفاً بأن العمل على توسيع النقاط التركية وتجهيزها جار بشكل سريع وسط تطمينات من قبل الضباط الأتراك لوفود عشائرية بأن النقاط التركية  ستبقى في المحافظة وسيتم جلب تعزيزات تركية على عدة مناطق أخرى في الشمال السوري بالإضافة إلى تقديم الخدمات والمشافي والمدارس وإعادة تأهيل المباني الخدمية في المحافظة وهو أمر تم الاتفاق عليه مع الروس.

وقد نشرت تركيا 12 نقطة مراقبة في الشمال السوري حيث تتضمن نقاط المراقبة عشرات الآليات التركية العسكرية ومئات الجنود الأتراك وتم توزيعها في أريفا حماة وإدلب وحلب وبالقرب من جبلي الأكراد والتركمان في الساحل السوري، وسط مطالبات من قبل المدنيين للنقاط التركية باستخدام صلاحياتهم ومنع الروس والنظام من محاولة التقدم للمحافظة وسط تطمينات من قبل المسؤولين عن النقاط التركية.

مرحلة جديدة

ويقول الكاتب الصحفي حليم أبو البراء بأنه قد بدأت مرحلة جديدة بعد جمع المعارضة في الشمال السوري حيث أصبح هناك توافق تركي روسي على العمل على مسار واحد حيث إذا قام أحد الأطراف بعرقلة هذا المسار، يقوم الطرف الضامن بالضغط العسكري من أجل معالجة حل هذا الأمر وهو ما جرى مع تركيا في عفرين والغوطة ودرعا مع الروس.

مضيفاً بأن استراتجية تركيا في الأزمة تدل على نظرة بعيدة الأمد وخصوصاً بعد إدخال الكتل الأسمنتية والمعدات اللوجستية ومعدات الاتصال تدل على أنها مقدمة على البقاء لعشر سنوات وذلك من خلال إستراتيجية يتم تنفيذها عبر عدة مراحل في حين أن الروس يشعرون بالرضى من سيطرة تركيا على الفصائل وقطع الطريق على تصدير الغاز إلى أوروبا عن طريق الخليج.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات