هل ستتولى تركيا ملف حلب؟

هل ستتولى تركيا ملف حلب؟
أثار تقرير لصحيفة (يني شفق) التركية حول مفاوضات تجريها أنقرة وموسكو لإمكانية انسحاب نظام الأسد من مدينة حلب ونقلها إلى السيطرة التركية زوبعة من التكهنات والتشكيك بين المحللين والمتابعين للملف السوري في إمكانية الوصول إلى اتفاق كهذا.

التقرير الذي جاء تحت عنوان "هل ستتولى تركيا ملف حلب؟" قال إنه "في حال الاتفاق" فمن المقرّر أن تتولى تركيا مهمة الإشراف على إعادة إعمار المدينة، بغية إعادة أكثر من 3 ملايين لاجئ يعيشون في تركيا وأوروبا ودول الجوار إلى وطنهم.

تكهنات

فالحديث عن مفاوضات روسية تركية لنقل حلب إلى سيطرة الأخيرة يدخل في "سياق التكهنات" وهذا أمر شائع في الصحافة التركية، وفقاً للكاتب الصحفي (عبد الرحمن السراج) ورئيس تحرير موقع "ترك برس"، وقد يبنى على تكهنات أو تحليل أو توقعات معينة، كونه لا يوجد مصادر رسمية سواء روسية أو تركية أو حتى من نظام الأسد تحدثت عن ذلك حتى الآن.

والأمر الآخر، بحسب (السّراج) يتمثل في كون "نظام الأسد ليس بوارد أن يقدم تنازلات أو إجراءات بناء ثقة مع تركيا ليعطيها مدينة بثقل وأهمية حلب، لا سيما ما يعتبره تحقيق انتصارات داخل سوريا"، يضاف إلى ذلك "كون أن الأمر ما يزال في إطار التنبؤات والتحليل" وأن بعض أهالي حلب و"أصحاب المصالح" فيها المرتبطين بنظام الأسد قد يرفضون مثل هذا السيناريو.

تكامل اقتصادي

وفيما يتعلق بجزئية "إعادة اللاجئين" السوريين وما تحدثت عنه الدفاع الروسية عن "خطة أو عمل مشترك" مع الأمريكيين حول الموضوع، قال السراج، إنه "لا يوجد هناك تفاصيل مفيدة في هذا الصدد، لا سيما ما أوردته بعض المصادر المحلية السورية من غوطة دمشق على وجه الخصوص، بأن القوات الروسية قد بدأت تتعامل بشكل مختلف مع السكان وتحل بعض الإشكالات التي تحدث" مضيفاً "لا نقول إنها بدأت بعمل تنموي ولكن يمكننا القول إنها تعمل على بناء ثقة مع مواطنين سوريين من خلال إجراءات سطحية، وهذا ربما يأتي تماشيا وتعبيراً عن قدرة روسيا على تحقيق الاستقرار باعتبارها الراعي لنظام الأسد".

إلا أن (السراج) يرى أن هناك أمر يمكن النظر إليه يتمثل في "التكامل الاقتصادي" وهو الخط التجاري بين غازي عنتاب وحلب، ويمكن الآن بناء "تكامل جديد" لا سيما ما تتسم به المنطقتين من قدرات اقتصادية كبيرة، وعلى هذا الأساس يمكن بناء "مشروع تنموي" يعيد الحياة إلى الشمال السوري، ويكون نموذجاً لبقية المدن السورية التي تم تدميرها خلال السنوات الماضية.

أفضل الخيارات

بالمقابل، يرى محللون أن "الخيار التركي" للوصول إلى حل في سوريا "أفضل الخيارات" بالنسبة للاعبين والمعنيين بالملف السوري، ولطالما كانت أنقرة مصرّة على إقامة "مناطق آمنة" في الشمال لإعادة اللاجئين السوريين.

فتركيا ومن خلال ما قامت به في الشمال السوري (عمليات عسكرية) أقنعت الدول المعنية بالملف السوري، أنها تريد ملجأ آمن للاجئين، وفقاً للكاتب والمحلل السياسي التركي (وحيد الدين انجي) والذي أكد على أن تركيا زادت من ثقة هذه الدول بنواياها في سوريا.

وبحسب (انجي) فإن الملف السوري لا سيما ملف اللاجئين يعتبر الأكثر أهمية لموسكو والدول الغربية، وهؤلاء يريدون حل لهذه المشكلة، وبعد التدخل التركي في الشمال ولإنهاء "الحرب الأهلية" وإعمار سوريا هناك الخيار التركي والذي يتمثل في تأسيس "مناطق آمنة" لاعادة اللاجئين إليها، و"لا بد" للدول المعنية مثل إيران وروسيا والدول الغربية وأمريكا من قبول هذا الاقتراح. 

"موسكو والغربيون يعلمون جيداً بأن السيطرة التركية على حلب أو إدلب أو أية مناطق أخرى هو لإعادة اللاجئين وإعمار البلاد" يقول (إنجي) ويستطرد "إن صح ما يتم الحديث عنه من مفاوضات حول تسلم تركيا لحلب، يمكننا القول بأن المشكلة السورية أصبحت على وشك الحل، إذ أن كل المعنيين بالملف السوري يريدون حل نهائي للمسألة السورية والخيار التركي هو أفضل الخيارات لهذا الحل، ولكن في ظل النوايا الغربية والأمريكية والروسية والإيرانية أيضاً لم يكن تطبيق الخيار التركي ممكناً حتى اللحظة، وما نسمعه اليوم هو تأكيد على أفضلية الخيار التركي للحل في سوريا".

اتفاقات روسية أمريكية

يشار إلى أن حديث الصحيفة التركية عن حلب تزامن مع توجهات روسية وأمريكية للتركيز على ملف "إعادة اللاجئين السوريين" لا سيما ما أوردته وزارة الدفاع الروسية، بأنها أرسلت لواشنطن "اقتراحا بشأن الخروج بخطة عمل مشتركة لإعادة اللاجئين السوريين للمناطق التي كانوا يعيشون فيها قبل اندلاع الحرب في 2011".

وأكد بدوره (ميخائيل ميزينتسيف) المسؤول في الوزارة بأن "اتفاقات توصل إليها رئيسا روسيا والولايات المتحدة خلال القمة في هلسنكي ساعدت على تحقيق تقدم فعال في هذا الاتجاه" حيث أن "الجانب الأمريكي يبحث حالياً الاقتراحات التي تقدمت بها روسيا".

وتشمل المقترحات الروسية "تشكيل مجموعة مراقبة روسية أمريكية أردنية في عمان ومجموعة مماثلة في لبنان" ووفقاً للتقديرات الأولية عن المقترحات الروسية فإن 300 ألف سوري من تركيا ومئتي ألف من دول الاتحاد الأوروبي سيتمكنون من العودة إلى سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات