بعد التطورات السياسية الأخيرة.. هل تتجه إيران نحو العزلة؟

بعد التطورات السياسية الأخيرة.. هل تتجه إيران نحو العزلة؟
انتهجت الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة سياسة حازمة حيال إيران، الأمر الذي أدّى إلى اختلاف موازيين القوى في المنطقة، وكذلك إلى إضعاف النفوذ الإيراني في كلّ من سوريا والعراق، وخصوصا مع ارتفاع الأصوات الشعبية الرافضة لتواجدها في كلا البلدين.

وأشار (سرحان عفاجان) منسق السياسات الداخلية لمركز البحوث الإيراني، والخبير في الشؤون الإيرانية، في تقرير تحليلي نشرته وكالة الأناضول التركية، إلى أنّ التطورات السياسية الأخيرة الحاصلة في المنطقة، أظهرت أمام الأعين صعوبة محافظة إيران على نفوذها في العراق وسوريا .

ويقول (عفاجان) في هذا السياق: "أدّى فوز كتلة مقتدى الصدر -المعروفة برفضها للتواجد الإيراني- في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في شهر أيار من عام 2018 في العراق، إلى زيادة الأصوات الشعبية العراقية الرافضة للتواجد الإيراني في البلاد، في حين شكّلت السياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا إزاء إيران تهديدا بارزا أمام نفوذ الأخيرة، ما أدّى إلى صعوبة موقفها، وتهديد وجودها في المنطقة".

ولفت الكاتب التركي إلى أنّ إيران التي أثبتت تواجدها العسكري في العراق، ومع وصول نور الدين المالكي إلى الحكم، وبقائه في السلطة منذ 2006 وحتى 2014 تمكنت من تثبيت قدمها في المنطقة على المستوى السياسي أيضا، حيث لم تتوان إيران خلال مدة حكم المالكي عن البقاء صامتة إزاء اتهامات حكومة المالكي لتركيا بانتهاج سياسة قائمة على التمييز المذهبي في العراق.

وبحسب الخبير فإنّ رفض قسم كبير من الشيعة العراقيين للأهداف التي ترسم لها إيران، والمتعلقة ببسط نفوذها في العراق، وتشكيل حكومة شيعية مركزية أشبه بالحكومة الإيرانية ، أدّى بشكل أو بآخر إلى رسم حدود للعلاقات العراقية الإيرانية، وبالتالي بقائها في إطار محدد دون التطور أكثر.

وأوضح (عفاجان) أنّ من الأمور التي شكّلت عائقا أمام  إيران هو ظهور داعش في مدينة الموصل عام 2014، قائلا: "مع بدء ظهور داعش في المدينة، فقد بدأت العناصر المتطرفة بالتحرّك والظهور على الواجهة من جديد، إذ اضطّرت إيران إلى محاربة داعش، محمّلة نفسها عبء ومسؤولية الدفاع عن المقدسات الشيعية أمام من أسمتهم بالتكفيريين والمتطرفين.

وذهب الخبير إلى أنّ توقيع الولايات المتحدة الأمريكية للاتفاقية النووية مع طهران في 2015 أدّى إلى زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة، إلا أنّ طهران علمت فيما بعد بأنّ الاتفاقية جاءت نتيجة السياسات الأمريكية الدورية، الأمر الذي دفع بها -أي بإيران- إلى انتهاج سياسة أكثر عدائية في المنطقة، لتبدأ فيما بعد مرحلة جديدة بالنسبة إليها ولا سيّما مع وصول الإدارة الجديدة إلى الحكم في أمريكا.

وأضاف (عفاجان): "يرى الكثير من الإيرانيين أنّ إقحام بلادهم لنفسها فيما يحدث في سوريا والعراق لم تجلب سوى الخسائر وخصوصا على الصعيد الاقتصادي، ولا سيّما مع الأموال الطائلة التي ضختها إيران نتيجة دفاعها عن النظام في سوريا وكذلك في العراق، وأيّا كان شكل الحكومة الائتلافية التي سيتم تشكيلها في العراق فإنّ التواجد الإيراني سيبقى قويا إلى حدّ ما في العراق، إلا أنّه ونتيجة السياسة الأمريكية والتطورات الأخيرة في المنطقة بات من الواضح أنّ إيران لن تتمكن من توسيع نفوذها في العراق وسوريا أكثر مما هو عليه، وبالتالي قد يكون موضوع حفاظها على قوّتها ونفوذها أصعب مما كانا عليه في الماضي.

وختم الخبير تقريره، بالقول إنّ ردود الأفعال التي ستبديها إيران خلال المرحلة الراهنة مهمة للغاية، وفي حال استمرار إيران بالبحث عن حلول أحادية الجانب، وعدم رضوخها لمطالب الاستقرار في العراق فإنها ستخسر حلفاءها في المنطقة بما فيهم تركيا صاحبة الدور البارز في المنطقة، وهذا يعني أنّ إيران قد تبقى في حالة عزلة، وهو الخطر الذي لن ترغب به طهران".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات