ما وراء استعداد نظام الأسد لمعركة جبل التركمان؟

ما وراء استعداد نظام الأسد لمعركة جبل التركمان؟
تشهد جبهات جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي زيارات لعدد من ضباط وقادة ميليشيات الأسد الطائفية وبعض الميليشيات الإيرانية والروسية، بالتزامن مع حشود لتلك المنطقة، رغم خضوعها لاتفاقية "خفض التصعيد" ووقوعها تحت الرقابة التركية.

وقالت مصادر عدّة بأنّ عدداً من قيادة ميليشيا "الدفاع الوطني" في سوريا عامةً واللاذقية خاصةً كالعميد (صالح العلي) والعميد (حديج حاتم) والمقدم (همام سليمان) قد تجوّلوا بالقرب من جبهات جبل التركمان برفقة(معراج أورال) قائد ما يسمى "جبهة الخلاص الشعبية" وطلبوا إزالة الألغام ببعض النقاط وتجهيز وحدات الرصد والاستطلاع، مما يدلّ على الاستعداد لعمل عسكريّ في المنطقة.

الإشراف على إدلب

وذكرت صفحات موالية لنظام الأسد، أنّ الهدف من هذه التجهيزات هو السيطرة على منطقة "جبل التركمان" المتاخم للحدود التركية، والوصول لمشارف محافظة ادلب غرباً، تحديداً مدينة جسر الشغور.

وأكّد النقيب (ناجي مصطفى) المتحدث الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير، لأورينت نت، رصد وحداته لحشود النظام التي استحضرها إلى تلك المنطقة، قائلاً "استطاعت فرق الاستطلاع الخاصة بالجبهة الوطنية للتحرير وبعض الفصائل الثورية المرابطة بجبل التركمان من رصد حشود لبعض الآليات العسكرية بالقرب من برج زاهية، ومن خلال التنصت عليهم تبيّن لنا وجود ميليشيات إيرانية وعراقية وحزب الله اللبناني، وميليشيات من الدفاع الوطني، إضافة للميليشيات التابعة لمعراج أورال المطلوب للثوار وتركيا لارتكابه عدة مجازر وجرائم في سوريا وتركيا".

وأوضح (مصطفى) خطّة ميليشيات النظام، بأنها تهدف للسيطرة على منطقة جبل التركمان وقطع بعض الطرقات الرئيسية في المنطقة وصولاً لمشارف مدينة جسر الشغور، بحيث يكون الجزء الغربي لمحافظة إدلب تحت أنظارهم.

وهذا ما أكدته وكالة "سبوتنيك" الروسية، التي نقلت عن مصدرٍ تابع لقوات الأسد، أنّ النظام يحشد لإنهاء نفوذ المعارضة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة اللاذقية، وما تبقى من جبليّ التركمان والأكراد المشرفين على جسر الشغور وسهل الغاب.

تحذيرات تركية

بعد اتفاق "خفض التصعيد" الموقّع بين تركيا وروسيا وإيران كضامنين لمحادثات أستانا، ثبتت القوات التركية نقطتيّ مراقبة في جبل التركمان وريف إدلب الغربي، بالقُرب من المنطقة التي يحشد فيها نظام الأسد.

وفي هذا السياق، يقول العقيد (مالك الكردي) المنشق عن ميليشيا أسد لأورينت نت: "من الواضح أن التحركات التي تتم في جبليّ الأكراد والتركمان تأتي في إطار الضغوط الروسية والتحذيرات لتركيا والفصائل الثورية المتواجدة، لإنهاء وضع هيئة تحرير الشام وبعض الجماعات المصنّفة تحت لائحة الإرهاب حسب التصنيفات الروسية والأمريكية، بالتالي تذكيرهم بالخطة الزمنية غير المُعلنة لإنهاء الوضع استعداداً للمرحلة المقبلة".

ويُنوه (الكردي) إلى أنّه "في حال فشلت تركيا في تسوية وضع إدلب فصائلياً، ستقوم روسيا بالإيعاز لأذرعها من كافة الميليشيات الطائفية بالمساندة من قواتها العسكرية، للبدء بعملٍ عسكريّ واسع لن تستطيع أنقرة حياله فعل شيئ، ولذلك ليس من خيارٍ لأيّ فصيل إلا العمل سوياً مع الجانب التركيّ بما يتوافق معها، وعدم وضعها تحت ضغط التحذيرات الروسيّة".

إنهاء المكوّن التركماني

غالبية سكّان جبل التركمان هم من المكوّن التركماني المُقرّب لتركيا والمتواجد على حدودها، ولذلك حذّر "المجلس التركماني السوريّ" من سيطرة ميليشيات النظام الطائفية على جبل التركمان، والتي قد تُنهي الوجود التركماني في تلك المنطقة.

بدوره، نوّه "المجلس التركماني السوريّ" في بيانه الذي أصدره بهذا الخصوص، إلى أنّ خسارة جبل التركمان سيشكّل خطراً إرهابياً وأمنياً على الحدود الجنوبية التركية القريبة من البحر المتوسط وولاية هاطاي التركية.

بدوره قال الناشط التركماني (محمد شيخو) لأورينت نت، إن "الوجود التركماني شمال غرب سوريا وخاصة في جبل التركمان كان له الدور الكبير خلال الثورة السورية، سلمياً أو عسكرياً، ولقربه من تركيا وبسبب أصولهم التركيّة، فقد يسعى نظام الأسد الطائفيّ للقضاء على هذا المكوّن الرئيسي في المنطقة، وينتقم بهم من الوجود التركيّ، خاصة أن المجرم معراج أورال هو من سيقوم بتولّي مهمة القتال في جبل التركمان، وهو الحاقد والمجرم بحق الشعب السوري الثائر والتركي المتضامن". على حد وصفه.

جدير بالذكر أن ميليشيات الأسد الطائفية كانت قد سيطرت أواخر عام 2015 على معظم محافظة اللاذقية، عدا عن بعض البلدات في جبليّ الأكراد والتركمان المحاذيين لمحافظة إدلب من الغرب، حيث خضعت تلك المنطقة لخفض التصعيد بداية عام 2017.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات