تلغراف: هكذا تحاول روسيا إغلاق ملف الحرب في سوريا

تلغراف: هكذا تحاول روسيا إغلاق ملف الحرب في سوريا
قالت صحيفة " تلغراف" إن روسيا تسعى عبر الدعوة إلى عودة اللاجئين وإطلاق شهادات الوفاة للمعتقلين في سجون النظام إلى إغلاق ملف الحرب في سوريا.

والتقت الصحيفة بـ(هبة دباس) التي التقت بشقيها (إسلام) آخر مرة في زنزانة رثة في سجن صيدنايا السيئ السمعة في 13 تشرين الثاني، 2012. توسل (إسلام) إلى شقيقته خلال الزيارة التي استمرت ثلاث دقائق لإحضار المزيد من الملابس وبعض من الطعام، وعدت (هبة) بفعل ذلك، إلا إنها لم تر (إسلام) مرة أخرى أو تعلم عنه أي شيء حتى الأسبوع الماضي.

"بعد خمس سنوات من الصمت قيل لنا أنه يوجد بعض الأخبار" قالت (هبة) للصحيفة "أرسلنا ابن عمنا للتحقق من الموضوع لدى المكتب المحلي، حيث بحث عن اسمه ووجده. أخبرنا أنه ميت".

وأضافت (هبة) للصحيفة "كنت نتوقع ذلك في أعماقنا. ولكن بطريقة ما، كان لدينا أمل بأن يعبر من الباب ويكمل دراسته ويتزوج. في الوقت الذي كنا نأمل فيه، كان هو قد رحل".

تشير الصحيفة إلى الحملة التي يقوم بها النظام بهدوء، من خلال تحديث سجلات عشرات الآلاف من المعتقلين الذين اختفوا داخل سجونه. حيث تعتبر الصحيفة أنه أول اعتراف ضمني بأن الكثيرين قد ماتوا أثناء احتجازهم لدى النظام.

وكان (إسلام) يبلغ من العمر 22 عاماً عندما تم اعتقاله في تموز 2011 مع شباب آخرين خرجوا للمشاركة في مظاهرات سلمية في شوارع داريا. 

تشير الصحيفة كيف أطلق عليه لقب "وردة الثورة" بعد أن بدأ في توزيع الزهور والمياه على الجنود الذين يقومون بمراقبة المظاهرات.

تاريخ شهادة وفاة (إسلام) 15 كانون الثاني 2013، وهو نفس اليوم الذي اعتقل فيه عدد من النشطاء الآخرين في داريا مما يشي بحسب الصحيفة إلى احتمال حدوث إعدام جماعي.

مسلخ بشري

وقالت الصحيفة إن أسباب الوفاة التي أعلنها النظام في شهادات الوفاة تتراوح بين النوبات القلبة والسكتات الدماغية إلا أن أقارب المعتقلين يقولون إنهم تعرضوا للتعذيب حتى الموت أو شنقوا دون محاكمة.

كم لم يتم إرجاع الجثث، أو أخبار أقاربهم عن أماكن دفنها. وكانت منظمة العفو الدولية قد وصفت سجن صيدنايا بأنه "مسلخ بشري" حيث يعد المعتقل الأكثر رعباً في سوريا.

وفي تقرير صدر العام الماضي، قالت المنظمة إن ما لا يقل عن 13,00 شخص، كثير منهم من النشطاء الذين اعتقلوا في الأيام الأولى من الثورة ضد (بشار الأسد) قد تم إعدامهم بالسر.

وأشار التقرير إلى أن أحد مواقع السجن والذي يقع على تلال دمشق قد استخدامه كمحرقة للتصرف بالأعداد الهائلة من الجثث.

تحييد ملف المعتقلين

ويعتقد الخبراء بحسب الصحيفة أن قرار النظام بالبدء في إصدار شهادات الوفاة بعد مرور عدة سنوات من الحرب سببه الثقة المتزايدة لدى النظام خصوصا بعد أن تمكن في الأشهر الأخيرة من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي الاستراتيجية التي تحيط بالعاصمة وفي الجنوب.

وقال (كريستيان بنديكت) مدير الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية "هناك الكثير من التكهنات بأن النظام وحليفته روسيا يتطلعان إلى وضع خط تحت ملف الاعتقال لإخراجه من الأجندة السياسية، سواء في أستانا أو جنيف" وأضاف قائلاً للصحيفة "إنه ملف لا يحبونه فعلاً، وهم بالتأكيد لا يريدون مطالبة مفتشي السجون المستقلين بالدخول إلى مرافق الاحتجاز، الأمر الذي قد يفتح الطريق للتسبب بمتاعب أكبر للنظام في ظل هذه الظروف الرهيبة".

وقالت (هبة) يشكل " المعتقلون أكبر مشكلة متروكة بين النظام والمعارضة. من خلال الكشف عن مصائرهم الآن، قتل النظام الثورة أخيرا وفتح الباب للحل السياسي".

وحول دعوة روسيا الدول للتعاون من اجل عودة اللاجئين السوريين قال (كينيث روث) المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش "حسنا، يمكن أن تبدأ بوقف استهداف المدنيين في إدلب، وتسمح للمحكمة الجنائية الدولية بمقاضاة مجرمي الحرب، وإطلاق سراح عدد لا يحصى من المعتقلين الذي يتعرضون للتعذيب والإعدام في سجون الأسد". قال (روث) ذلك ملخصاً ما أسمته الصحيفة مزاج الحكومات الغربية والتي تكافح لفهم كيف وصل بهم الحال إلى هنا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات