محللون يوضحون دلالات التصريحات الروسية بشأن التواجد الإيراني في سوريا

محللون يوضحون دلالات التصريحات الروسية بشأن التواجد الإيراني في سوريا
مع سيطرة ميليشيات أسد الطائفية على معظم الجنوب السوري، بما فيه الحدود مع إسرائيل في مرتفعات الجولان، احتفلت وسائل إعلام إيرانية بما اعتبرته "انجازاً" عبر أخبار وتقارير نشرتها للتأكيد على إصرارها تجاوز الخطوط الحمراء لها في سوريا. جاء ذلك في الوقت الذي أكد به سفير روسيا في إسرائيل أن نظام الأسد هو فقط الذي يجب أن ينتشر هناك، في رسالة على ما يبدو إلى الإيرانيين تبين التزام موسكو بتعهداتها لتل أبيب بإخراج أو إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودها لكن دون إجبار طهران على شيء.

وفي قراءة خارج الصورة السابقة يُلاحظ أن لا شيء جديد حدث بعد اللقاءات والتصريحات العديدة التي خرجت من جميع القائمين على ملف تواجد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري ومن ثم سوريا ككل. لكن تُظهر تلك الصورة إحالة موسكو هذا الملف إلى اللاعب الأكبر في سوريا وهي واشنطن لكي تفاوض إيران لاحقاً حمايةً لحدود إسرائيل، بحسب مراقبين.

ولفهم تصريحات السفير الروسي (أناتولي فيكتوروف) التي أطلقها من إسرائيل (الثلاثاء) وجاء فيها "موسكو لا تستطيع إرغام القوات الإيرانية على مغادرة وأن موسكو لا تستطيع أيضاً أن تمنع إسرائيل من توجيه ضربات جوية للقوات الإيرانية في سوريا". 

وقال المحلل السياسي (ماجد عزام) لأورينت نت (الأربعاء) إن من أولويات روسيا هي حماية أمن إسرائيل مشيراً إلى  أن مسألة الوجود الإيراني في سوريا ستكون عرضة للنقاش بين كل من إسرائيل وأمريكا وروسيا إضافة إلى أن ميليشيات إيران ستكون عرضة للضربات الإسرائيلية.

 التواجد الإيراني الاستراتيجي

ورأى (عزام) أن تصريح السفير الروسي أشار إلى أن موسكو ستواصل الحديث مع طهران بشكل منفتح بشأن الخروج من سوريا خاصة بعد العرض الروسي الذي قدمه (لافروف) سابقاً لـ (نتنياهو) حول إبعاد الميليشيات الإيرانية 100 كم عن حدود إسرائيل  والذي رفضته الأخيرة مؤكدة أنها لا تقبل سوى ببشار الأسد حارساً لحدودها.

 وأكد أن إسرائيل ستعمل على إنهاء الوجود الإيراني في سوريا بمفهومه الاستراتتيجي بمعنى أن تمنعها من إنشاء مطارات وموانئ ومنظومات صواريخ  بدعم وإصرار من واشنطن التي ممكن أن تقبل بوجود إيراني سياسي فقط بسوريا، بحسب تعبيره.

(عزام) لفت إلى أن النقاش الأساسي الذي ممكن أن يُقرأ إذا ما وسعنا الصورة أكثر  بحسب قوله هو الأخذ بعين الاعتبار الحوار الروسي التركي الذي ممكن أن يحول إيران إلى لا عب هامشي لأن العديد من النقاشات حول مستقبل سوريا تتم بعيداً عنها.

روسيا تسعى لتحجيم إيران

في هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي (ماجد كيالي) إنه "ليس من السهل على إيران ابتلاع فكرة حظر وجودها في الجنوب السوري، لأن ذلك سيعني بداية العمل على تحجيم نفوذها في سوريا كلها، وهذا ما تتخوف منه، سيما أنها تعتقد بأن لها الفضل في بقاء النظام".

 

واعتبر (كيالي) ملف الوجود الإيراني في سوريا شائكاً ومعقداً بقدر حجم التدخل الإيراني العسكري والمدني والخدمي والسياسي والطائفي في سوريا. وقال "مشكلة إيران أنها لا تحظى بثقة أحد، وضمنهم روسيا التي تنازعها على مكانتها ونفوذها، باعتبارها سوريا منطقة نفوذ لها، وليس لإيران. وطبعا يأتي هنا كل من الموقفين الأميركي والإسرائيلي بخصوص إنهاء نفوذ إيران في سوريا أو تحجيمه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات