لهذه الأسباب تضع أمريكا الاقتصاد التركي نصب عينيها

لهذه الأسباب تضع أمريكا الاقتصاد التركي نصب عينيها
أحدث فرض الولايات المتحدة المتحدة الأمريكية -قبل يومين- عقوبات اقتصادية على وزير العدل (عبد الحميد غل) ووزير الداخلية (سليمان صويلو)، جدلاً واسعاً لدى الشارع التركي، الذي فسّر السلوك الأمريكي على أنّه محاولات تستهدف الاقتصاد التركي بشكل عام.

وحول الأسباب الحقيقية التي دفعت بالإدارة الأمريكية إلى فرض العقوبات الأخيرة والتي أعقبها أخذ ورد بين الطرفين. يبرز سؤال مهم عن مصير العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن؟.

وذهب الإعلامي والصحفي (كرم ألكن) في مقال نشرته صحيفة (صباح) إلى أنّ القرارات الأمريكية الأخيرة إزاء مسؤولين أتراك تأتي في إطار محاولات واشنطن المستهدفة للاقتصاد التركي، وذلك بعد فشلها في وقت سابق -وبطرق مختلفة- من جعل تركيا تحت وصايتها.

وأشار (ألكن) إلى أنّ أمريكا -حتى عام 2008- كانت تظن بأنّ تركيا ستبقى في حاجة  دائمة لصندوق النقد الدولي، وأنّ أنقرة لن تتخلى في يوم من الأيام عن شراء الأسلحة منها، وأنّها ستظل تلبي تطلّعات وتوقعات حلف شمال الأطلسي، إلى حين قال (أردوغان) في مؤتمر دافوس للاقتصاد كلمته المشهورة "وان مينت"، وبدأت أمريكا توقن أنّ توقعاتها وظنونها ليست في محلّها.

وأضاف في الإطار ذاته "حوّلت تركيا وجهتها فيما يخص الاقتصاد والطاقة النووية وأنظمة الرادارات ومنظومة الدفاع الجوي نحو الصين وكوريا الجنوبية وروسيا، وبعد أن كانت تركيا دولة تستدين من صندوق النقد الدولي، تحوّلت إلى دولة مقرضة له، حيث أقرضت تركيا صندوق النقد الدولي في وقت سابق ما يقارب 5 مليار دولار".

وقارن (ألكن) بين استثمارات الشركات الأمريكية في تركيا، واستثمارات الشركات الآسيوية، قائلا "بلغت نسبة استثمارات الشركات الأمريكية المباشرة في عام 2012 في تركيا 1.3 مليار دولار، بينما نسبة الشركات الآسيوية 2.4 مليار دولار، وفيما يخص مخزون الاستثمارات الأمريكية المباشرة في تركيا منذ عام 1954 ولغاية 2017 بلغ 1.8 مليار دولار فقط، فيما بلغ مخزون الشركات الآسيوية 4.2 مليار دولار، ومخزون الشركات الصينية لوحدها بلغ مليار دولار، فيما بلغت مخزون الدول التي تتصدرها روسيا 5.3 مليار دولار، ومخزون الدول الأفريقية 2.5 مليار دولار".

وبحسب الكاتب فإنّ استراتيجية (أردوغان) التي تعتمد مبدأ العالم أكبر من 5 دول، للتعبير عن موقفه الرافض لتحكّم الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بمصير العالم، أكّدت فاعليتها في مواجهة كافة محاولات الغرب التي تستهدف سيادة تركيا، وتسعى إلى جعلها تحت الوصاية الدائمة.

وأكّد على أنّ واشنطن باتت منزعجة من ازدياد قوّة تركيا المحلية والعالمية، وكذلك من ازدياد سيادتها الوطنية، مضيفا "في ظل توجّه تركيا نحو دبلوماسية اقتصادية جديدة، وفي ظل مساعيها لتعزيز قوّتها، بدأت واشنطن باستخدام الورقة الأخيرة لديها وهي الورقة الاقتصادية، ولكن هذه المحاولات أيضا ستبوء بالفشل، ونحن علينا أن نكون يقظين إزاء هذه المحاولات".

الكاتب والإعلامي (سيردار تورعوت) المتخصص في العلاقات التركية-الأمريكية أكّد في مقال له نشرته صحيفة (خبر ترك) على أنّ العقوبات الأمريكية الأخيرة تشير إلى أنّ الإدارة الأمريكية باتت تحت السيطرة الكاملة للدوائر الإنجيلية الراديكالية.

ومن جانبها (ناكيهان ألجي) من صحيفة (خبر ترك) أيضا رأت بأنّ المنطق والحكمة هما اللذان سيكونان سيد الموقف في العلاقات التركية-الأمريكية، وأنّ أمريكا لن تفرّط بتركيا ولا سيّما في ظل الوقت الراهن، وفي ظل المساعي التي تهدف إلى إيجاد حلول بشأن الملف السوري، مضيفة "وأظن أنّ أصواتا من داخل أمريكا لن ترغب بتضرر المصالح الأمريكية فضلا عن عدم رغبتها بتضرر المصالح التركية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات