أين هيئة تحرير الشام من مشروع الجبهة الوطنية للتحرير؟

أين هيئة تحرير الشام من مشروع الجبهة الوطنية للتحرير؟
أعلنت أربعة فصائل عسكرية من كبرى فصائل الشمال السوري المحرر، الانضمام إلى فصيل "الجبهة الوطنية للتحرير" والذي تشكّل سابقاً من أحد عشر فصيلاً، بالوقت الذي ما زالت فيه "هيئة تحرير الشام" خارج هذا التشكيل، رغم ربط البعض مصير "إدلب" بمصير هيئة تحرير الشام، بناءً على التفاهمات الدولية الأخيرة.

وذكرت عدة مصادر مطّلعة لأورينت نت، وجود مباحثات جادّة بين الجانب التركيّ وقادة من الجبهة الوطنية للتحرير من جهة، وفصيل هيئة تحرير الشام من جهة ثانية بهدف الوصول لاتفاق يُرضي كافة الأطراف، وتجنيب محافظة ادلب والشمال السوري أيّة عقبات تُخالف التفاهمات الدولية التي قد تُفضي بسيطرة ميليشيات الأسد على المحافظة.

الحلقة المفقودة

رغم بعض التنسيق بين القوات التركية وهيئة تحرير الشام فيما يخصّ بعض الأمور اللوجستية والعسكرية في الشمال السوريّ المحرر، وخاصة فيما يتعلق بنشر نقاط المراقبة التركية، إلّا أن هذا التنسيق لم يصل لدرجة الثقة المتبادلة فيما يخصّ مصير الهيئة وادلب مستقبلاً.

حيث أكّد على ذلك مصدر عسكريّ تابع لهيئة تحرير الشام والذي رفض ذكر اسمه لأورينت نت بقوله، "لدينا تجاربنا التي تُثبت سوء نتائج التفاهمات الدولية على الساحة السورية، وتركيا هي طرف أساسي بهذه التفاهمات، رغم أنها أفضل الموجودين، إلا أن المجتمع الدولي يبدو أنه قد أعطى مهلة أخيرة لتركيا لإنهاء ملف الإرهاب في ادلب، كما يسمونه، مقابل عدم الاعتراف بالميليشيات الانفصالية الكردية، وبالتالي هناك صفقات بين الدول والخاسر الأكبر هو الحلقة الأضعف".

فصيل واحد

وكانت فصائل الثورة قد تجاوزت المئة فصيل دون أن تتّحد فيما بينها بفصيل واحد، ولكن في الفترة الأخيرة وبعد انحسار رقعة سيطرة هذه الفصائل بتنا نرى بالمقابل انحسار عدد هذه الفصائل بعد اندماجها فيما بينها، حتى بات عددها لا يتجاوز أصابع اليدين.

وعن الاندماج الأخير وعدم وجود هيئة تحرير الشام فيه، يقول الخبير العسكري "عبد الرزاق قاجو" لأورينت نت، "الاندماج الأخير المتمثّل بالجبهة الوطنية للتحرير جاء متأخراً، ولكنه خيراً للمناطق المحررة رغم أن قراره ليس مستقلاً ولكنه يتبع للطرف التركيّ الأكثر ضمانةً لمستقبل هذه المناطق".

ويُبيّن "قاجو" مستقبل هيئة تحرير الشام ،حسب رؤيته، بقوله، "الهيئة خارج التشكيل الجديد لأنها وافقت مُسبقاً بحلّ نفسها خلال عدة اجتماعات بين قادة الهيئة والجانب التركي، ومن سينضم إلى الجبهة الوطنية للتحرير سينضمّ بشكل إفراديّ أو مجموعات صغيرة، وليس كفصيلٍ كامل، وفعلاً بدأت بعض الأفراد والقادة بترك الفصيل ".

ويؤكّد "قاجو" أن الجانب التركيّ لن يقبل بالمستقبل بتعدد الفصائل في المناطق المحررة، وإنما سيضغط عليها لتكون فصيلاً واحداً قابلاً للتعامل معه فيما يخصّ مستقبل الحلّ في سوريا، وهذا ينطبق على كافة الفصائل ومنها هيئة تحرير الشام، وإلا سيكون هناك تغييرات عدة فيما يخصّ الموقف التركي ومستقبل المنطقة.

 

مصير إدلب مرهون بفصائلها

وأشار "قاجو" إلى أن مصير محافظة ادلب والشمال السوري المحرر مرهون بقوة وتماسك ثوّاره، وما وجود هيئة تحرير الشام إلاّ شماعة للروس وايران والأسد.

وشدّد "قاجو" على أن الاندماج هو خير للجميع وإن حصل متأخراً، ولذلك على الفصائل المنضوية فيه أن تستغله بالتنسيق العسكري والأمني بالدرجة الأولى.

وبجانبه، لفتَ العقيد المنشقّ "مالك الكردي" إلى أنّ مصير ادلب المستقبلي، وحسب التفاهمات الدولية مرهون بتسوية وضع هيئة تحرير الشام واندماجها بشكل عمليّ مع باقي الفصائل، كي لا تكون حجّة للآخرين.

وطالب "الكردي" جميع الفصائل بما فيها تحرير الشام والجبهة والوطنية بقيامهم بتحضيرات استثنائية من تجهيزات لخطوط الدفاع، وكذلك ترك كل الخلافات والتشرذمات بينها، بحال لم يكن هناك انصهار واندماج كامل فيما بينهما باعتبارهما أكبر التشكيلات الموجودة في المناطق المحررة، بالإضافة للعمل بما يتوافق مع الضامن التركيّ والذي يمكن أن يؤدي لاستتباب الأمن والتمهيد للانتقال إلى الاستحقاقات التي تمّ التوافق عليها بين الروس والأتراك، حسب كلام "الكردي".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات