فايننشال تايمز: هكذا تستغل روسيا الاحتياجات الإنسانية في سوريا

فايننشال تايمز: هكذا تستغل روسيا الاحتياجات الإنسانية في سوريا
أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى طبيعة المساعدات الإنسانية التي تحاول روسيا القيام بها عبر الجيش الروسي في سوريا، حيث ارتفعت وتيرة المساعدات الروسية، مع تعزيز ميليشيات أسد الطائفية السيطرة على البلاد في الأشهر الأخيرة.

التقت الصحيفة (زين مصطفى)، والذي يعمل كهربائياً في أحد الأرياف السورية، حيث صدم من المساعدة غير المتوقعة، التي كانت من الجيش الروسي. وقال مصطفى: "أتى إلينا جنود في الشاحنات المحملة بالطعام وبدؤوا بتوزيعه علينا، حتى أنهم أتوا بصحبة أطباء عاينوا ساق زوجتي المصابة بالقرب من غربي حماة".

وتشير الصحيفة أن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) والذي يرغب بإنهاء المشاركة العسكرية الروسية في سوريا يسعى إلى تأمين الاستقرار من خلال كسب عقول الناس وعواطفهم عبر تقديم مساعدات لهم.

نوع خاص من المؤسسات

وتشير الصحيفة إلى أن المجموعات الإغاثية الروسية التي تعمل في سوريا ليست نمطية بالمعنى المتعارف عليه للمنظمات الإنسانية. منها مثلا "مؤسسة أخميم قاديروف العامة" وهي مجموعة خيرية أنشئت تخليداً لذكرى والد أمير الحرب الشيشاني (رمضان قديروف)، المعروف أساساً بانتهاكه لحقوق الإنسان لعمال الإغاثة الغربيين العاملين في الشيشان.

تحجج الخبراء الإنسانيون الروس بعمل مؤسسة (قديروف) مدعين إن العقيدة الإسلامية المشتركة مع الشيشان، ووجود مقاتلين شيشان على طرفي الصراع، والصلات العميقة بين حكومة الشيشان وحكومات الشرق الأوسط، هي التي سمحت للمؤسسة بتقديم المساعدات في سوريا. 

قامت المؤسسة منذ بدء عملياتها في سوريا في 2016، بدعم من الحكومة الشيشانية، بإيفاد بعثات مساعدات إلى دمشق وحلب ودير الزور والغوطة الشرقية وذلك وفقاً لـ (دجومبولت عمروف) وزير الإعلام الشيشاني.

وبحسب (عمروف) قدمت المؤسسة في الغوطة الشرقية وحدها الطعام والمياه لأكثر من 100,000 من السكان خلال شهري نيسان وأيار. وقال (عمروف) "تساعد طائرات النقل التابعة للقوات الجوية الروسية بنشاط في إيصال المساعدات إلى سوريا".

إغاثة بالتعاون مع المخابرات

وبحسب الصحيفة يشكل التعاون مع الجيش الروسي لإيصال المساعدات مشكلة في بعض الحالات. حيث قال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية وخبيران في مجال المساعدات الروسية إن الجيش اعتمد في بادئ الأمر على مخابرات النظام للحصول معلومات حول مكان إرسال المساعدات الإنسانية، إلا أنهم اكتشفوا فيما بعد أن المساعدات لم تصل إلى المحتاجين.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع "قمنا حالياً بوضع قوائم خاصة بنا، ونبلغ السلطات السورية إلى أين نحن ذاهبون". مع ذلك تشير الصحيفة إلى أن مجموعات الإغاثة الروسية مضطر للتعاون مع الهلال الأحمر السوري، والذي ينظر إليه بحسب عمال الإغاثة على أنه مقرب جدا من النظام. 

وقال أحد عمال الإغاثة الغربيين "إنهم - الهلال الأحمر -  أصبحوا يسيطرون تماماً على الفضاء الإنساني ويحاولون الهيمنة عليه".

السيطرة على الإغاثة

في نسيان الماضي، نظمت البعثة الروسية "RHM" لقاء لتقييم الاحتياجات وتسليم المساعدات بصحبة المجموعات الغربية بما في ذلك منظمة أوكسفام ومنظمة أطباء بلا حدود بحضور مسؤولين في الحكومة الروسية ومسؤولين تابعين للنظام.

تشير الصحيفة إلى أن اللقاء لم يثمر، كان ذلك واضحاً من خلال النقاش الدائرة بين منظمة أطباء بلا حدود ووزارة الدفاع الروسية.

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات