هل تقف تركيا في وجه الحملة العسكرية على إدلب؟

هل تقف تركيا في وجه الحملة العسكرية على إدلب؟
توقع أكثر من 50 بالمئة من المصوتين على استطلاع طرحه موقع أورينت نت قبل أسبوع تحت عنوان "هل تقف تركيا في وجه الحملة العسكرية على إدلب؟" أن تركيا لن تقف في وجه الحملة، في حين رأت نسبة 32.56 في المئة من المصوتين أن تركيا سوف تقف في وجه الحملة التي من الممكن أن تشنها ميليشيا أسد الطائفية على إدلب.

وتعيش محافظة إدلب والشمال السوري بشكل عام الذي يعج بالنازحين حالة من الترقب، وسط حديث مستمر من إعلام نظام الأسد عن نية ميليشيات الأسد شن عمل عسكري على إدلب قريباً.

وكانت تركيا قد حذرت في عدة مناسبات من مخاطر قيام ميليشيا أسد الطائفية بعمل عسكري على إدلب، حيث اعتبرت أنقرة أن ذلك سيمثل انهياراً كاملاً لاتفاقات أستانة مع روسيا وإيران.

تفاهمات جديدة

وعلق المحلل السياسي التركي (فراس رضوان أوغلو) على التصويت الذي أجراه أورينت نت بالقول "ربما جاءت نسبة التصويت مع أن تركيا لن تتدخل بسبب الأحداث الأخيرة في سوريا، حيث أصبح الكل متخوف من السيناريوها التي حدثت في ريف دمشق ودرعا وحلب، إذ تم تهجيرها بعد أن ضغطت موسكو عسكرياً وسياسياً على الفصائل والأهالي".

واستبعد (رضوان أوغلو) أن تسمح تركيا بدخول ميليشيات أسد الطائفية أو الميليشيات الأجنبية إلى إدلب وإخلائها من المعارضة بشقيها السياسي والعسكري.

واستدرك بالقول "لكن أعتقد أن يكون هناك تفاهمات مع روسيا قد تفضي إلى وجود روسي وموظفين مدنيين تابعين للنظام من أجل استمرار العمل بالدولة المركزية التابعة لدمشق حتى إيجاد حل سياسي ودستور جديد لسوريا".

ورأى أن أمريكا وروسيا هما الدولتان المهتمتان بالوجود لعسكري في سوريا، وأن أمريكا كانت قد طلبت من الدول عدم التدخل عسكرياً في سوريا؛ إلا أن ذلك لم يعجب تركيا التي ترى في الشمال السوري مكاناً لحفظ أمنها القومي.

وتساءل (رضوان أوغلو) "إذا تم إخراج الناس من إدلب أين سيذهبون؟"، وتابع تركيا لن تسمح بذلك إذ إنها تحضر نفسها حالياً لإعادة عدد من اللاجئين من الراغبين بالعودة إلى تلك المناطق.

وقبل يومين قال مستشار الرئيس العام لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا (ياسين أقطاي) إن "الحكومة التركية واضحة وجادة في مسألة إدلب وهي تعمل جاهدة لإيقاف هجمات الأسد على ريف المدينة، والتي ارتفعت وتيرتها خلال الأسبوع الأخير"، نافياً في الوقت ذاته الحديث عن نية تركيا ترحيل اللاجئين السوريين.

وفي رد على سؤال لصحيفة (يني شفق) حول موقف تركيا في حال شنت ميليشيا أسد الطائفية هجوماً على إدلب قال (أقطاي) "إن تركيا لن تسمح بهذا، هناك ملايين المدنيين في إدلب، ولا يوجد لهم مخرج من ملاحقة الأسد سوى تركيا، ولا يمكن لأحد أن يتصور الكم الهائل من الذين سيتوجهون إلى تركيا حينها". مؤكداً أنّ تركيا ستقف إلى جانبهم.

عدم ثقة

وحول نسبة التصويت المرتفعة، قال الصحفي (حسين العمر) "السوريون متخوفون وليس لديهم ثقة بتدخل تركيا عسكرياً لمنع الهجمات المتوقعة على إدلب لأسباب عديدة أهمها أن السنوات السابقة لم تشتبك تركيا مع أي قوة عسكرية داعمة للنظام في سوريا بشكل مباشر وهذا ما عزز عند الشعب السوري في المناطق المحررة فكرة أن تركيا لن تخرج عن صمتها العسكري حيال ما يواجهونه من قتل".

وأضاف "تركيا كانت تتجه إلى الحلول السياسية والدبلوماسية والعسكرية الغير مباشرة مع الدول الداعمة لنظام الأسد في سوريا، ولكن الظروف تغيرت ولربما سيكون لدى تركيا سياسة جديدة حيال إدلب المحافظة الأخيرة المحررة في سوريا والتي يجتمع فيها أكثر من 3 مليون سوري معارض للنظام".

وتوقع (العمر) أن تكون هناك مواجهة عسكرية بين تركيا ونظام الأسد في إدلب، خاصة وأن تركيا وقفت كندّ لأمريكا في الأسابيع الماضية وسياسة تركيا في النظام الرئاسي ربما تكون غير سياستها قبل ذلك، وفق قوله.

وتشهد منطقة خفض التصعيد في إدلب ومحيطها وصول تعزيزات عسكرية تركية مستمرة، حيث أفاد مراسل أورينت أن شاحنات تركية محملة بمحارس مسبقة الصنع دخلت قبل يومين من معبر كفر لوسين الحدودي في ريف إدلب إلى شمالي حماة.

وقال المراسل إن الشاحنات كانت محملة بستة محارس مسبقة الصنع، موضحا أنها توجهت إلى نقطة المراقبة التركية في مدينة مورك بريف حماة الشمالي.

ويأتي إدخال تركيا للمحارس بعد اجتماع جرى في نقطة المراقبة في مورك، بين ضباط أتراك ووجهاء من قرى ريف إدلب الجنوبي. وانتهى بجملة من التوصيات أدلى بها المسؤول العسكري التركي في النقطة ومنها "العمل المشترك لإعادة الثقة لدى الأهالي بالوجود التركي الذي يعمل على حماية إدلب من أي هجوم بري للنظام".

وضع مختلف

من جانبه، رأى الصحفي (رائد المصطفى) أن نتائج استطلاع موقع أورينت ربما تشير إلى "عدم ثقة" - إذا صح التعبير - من جمهور الثورة السورية، جراء مواقف سابقة لم تتعامل معها تركيا كما وعدت.

وقال "لكن بالنسبة لإدلب فالوضع مختلف عن سابقاته، لا سيما أنها تحتوي على قرابة 3 مليون سوري نصفهم من المهجرين، وفي حال تم الهجوم على إدلب، فإن تركيا هي المتأثر الأول بتداعيات هذا السيناريو".

واعتقد (المصطفى) أن الموضوع لا يتعلق بتركيا وحدها، بل بالأوروبيين على وجه التحديد، وهذا ما أشارت إليه المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) في مباحثاتها مع الرئيس الروسي يوم أمس، حيث شددت على أهمية تجنب ما وصفته بالكارثة الإنسانية في سوريا، وفق قوله.

وتابع قائلاً "هناك نقطة مهمة يمكن الإشارة إليها، وهي أن الروس يسارعون للضغط في ملف عودة اللاجئين، ولا اعتقد أن يقوموا بمثل هذه الخطوة لتهجير 3 مليون سوري، ويوقعون أنفسهم في مواجهة جديدة مع المجتمع الدولي، وهذا ما يمكن اسشفافه من إبعاد ميليشيات النظام عن البوابات والمعابر التي تسيطر عليها الأخيرة مع مناطق سيطرة الفصائل، فروسيا من هذه الخطوة ربما تسعى للحفاظ على سكون الجبهات ولو مؤقتاً للاستمرار في الضغط بملف عودة اللاجئين وإعادة الإعمار ولذلك تسند لتركيا موضوع إدلب وتسويته ضمن اتفاقات ربما لم يعلن عنها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات