هكذا يعمل نظام الأسد على إخفاء أدلة مجزرة الكيماوي في الغوطة

هكذا يعمل نظام الأسد على إخفاء أدلة مجزرة الكيماوي في الغوطة
يعمل نظام الأسد بالتزامن مع الذكرى الخامسة لمجزرة الكيماوي، التي ارتكبتها ميليشياته الطائفية عام 2013، بحق أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي راح ضحيتها قرابة الـ 1400 مدني، على طمس معالم الجريمة وإخفاء الأدلة، إذ عمد في الآونة الأخيرة إلى نبش قبور الضحايا ونقلها إلى جهة مجهولة.

وأوضح مراسل أورينت أن نظام الأسد افتعل مؤخراً هجوماً وهمياً على حواجزه في مدينة زملكا، ليقوم فيما بعد بتطويق منطقة مقبرة الشهداء في المدينة، ونفذ حملة اعتقالات واسعة طالت ممرضين وحفاري قبور ممن شهدوا المجزرة، بذريعة أنهم شاركوا بالهجوم الوهمي على الحواجز.

وأضاف أن ميليشيا أسد الطائفية قامت بالدخول إلى المقبرة لتبدأ عملية الحفر بحجة وجود أسلحة وذخائر مخبأة من قبل عناصر مجهولة، مشيراً إلى أن عمليات الحفر استمرت بشكل يومي وعلى مدار أكثر من أسبوع.

وقال الناشط الإعلامي (تيم سيوفي) لأورينت، إن نظام الأسد قام بعمليات حفر لقبور ضحايا الكيماوي في مقبرتي (زملكا وعربين)، ونقل عدداً كبيراً منهم إلى جهة مجهولة، مرجحاً أن تكون الوجهة إلى مقبرة (نجها).

وأشار (سيوفي) وهو أحد مهجري الغوطة إلى الشمال السوري إلى أن معلومات تتوارد بخصوص الرفات المنقولة، إذ إن البعض قال إن نظام الأسد قام بحرقها، فيما قال آخرون، إن ميليشيا أسد الطائفية دفتنها في مقبرة (نجها) حيث يدفن النظام قتلاه، الذين لقوا مصرعهم في جبهات القتال في مختلف المناطق السورية.

وأكد أنه بشكل يومي تقوم شاحنات كبيرة تتبع لنظام الأسد بالدخول إلى المدينة وتقوم بنقل الرفات، إذ تحوي مقبرة زملكا قرابة الـ 700 جثة ممن قضوا في مجزرة الكيماوي عام 2013، لافتاً إلى أن الجثث تم دفنها آنذاك على عجالة، إذ تم حفر حفرة كبيرة بعمق 4 أمتار، وبعرض مترين، وتم وضع الجثث فوق بعضها البعض.

بدوره، ذكر أحد سكان الغوطة الشرقية (رفض الكشف عن اسمه) أن ميليشيا أسد الطائفية قامت باعتقال مسؤول مقبرة حي جوبر، المدعو (أبو فهد العجوز)، وزجته في فرع الخطيب بدمشق، للتحقيق معه عن أماكن تواجد قبور ضحايا الكيماوي.

وأشار إلى أن نظام الأسد اقتحم مقبرة جوبر وأخرج عدة جثث من المقبرة، حيث تم نقلها إلى أماكن مجهولة، كما اقتحمت ميليشيا أسد الطائفية مقبرة مدينة دوما قبل أسبوع، بحجة أنها غير مرخصة، وقطعة الأرض المقامة عليها المقبرة تعود ملكيتها إلى إدارة المركبات في حرستا.

وأضاف المصدر، أن الميليشيات الطائفية قامت أيضاً بنبش القبور، فاعترض عليها مجموعة من أبناء المدينة، الأمر الذي دفعها إلى اعتقال 4 أشخاص منهم، ولفت إلى "أن الشرطة العسكرية المتواجدة في بلدات الغوطة الشرقية تعلم بأعمال نبش القبور التي تقوم بها ميليشيا أسد الطائفية وتقدم لهم المساعدة أيضاً".

وعن ليلة المجزرة، يروى الطبيب (أحمد)، شهادته لأورينت، وقال: "إنه كان يعمل في إحدى النقاط الطبية في الغوطة، وبعد منتصف الليل بدأت تتهافت سيارات الإسعاف التي تحمل المصابين، وسط حالة هلع وخوف كبيرة، مشيراً إلى أن أغلب المصابين كانوا يعانون من اختلاجات وتنفس نزعي".

ووصف الطبيب ذلك اليوم بـ"يوم القيامة"، كما أنه كان عاجزاً عن إنقاذ المصابين لعدم توفر المعدات والأدوية اللازمة، مؤكداً في الوقت ذاته أنه رأى على الأقل قرابة الـ 200 جثة مرمية على أرض المشفى دون حراك.

بدوره قال "أبو موفق" وهو أحد الناجين من المجزرة، لأورينت، إنه فقد زوجته وابنتيه، وشقيقه وزوجته في تلك الليلة، وقام أحد أقربائه بدفنهم جميعاً في مقبرة بلدة حمورية، مشيراً إلى أن ابنته الثالثة التي تبلغ من العمر 9 أشهر، تم فقدانها في تلك الليلة، كما قال إن عائلة من (آل الدباس)، وتتكون من عشرة أشخاص، توفوا جميعهم، كانوا يسكنون بالقرب من منزله.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات