ما الذي يكمن وراء تعيين الخارجية الأمريكية فريقاً جديداً لسوريا؟

ما الذي يكمن وراء تعيين الخارجية الأمريكية فريقاً جديداً لسوريا؟
تطرق تقرير جديد نشره موقع "المونيتور" إلى قرار وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) القاضي بتعيين فريق دبلوماسي رفيع المستوى لمتابعة العمل في سوريا والذي يتزامن مع بدء المراحل الأخيرة من الحملة العسكرية الهادفة لمكافحة تواجد تنظيم "داعش" في سوريا، خصوصاً بعد أن أعلن (ترامب) عن شكوكه المستمرة من أي عملية تمويل تهدف إلى إعادة استقرار سوريا بعد الحرب.

وقال (ترامب) في تغريدة له في 18 آب "لقد أنهت الولايات المتحدة المدفوعات السنوية السخيفة البالغة 230 مليون دولار والمخصصة لتطوير سوريا"، مشيراً إلى دول أخرى وصفها بالغنية ستقوم بالدفع عوضاً عن الولايات المتحدة.

وكان قبلها بيوم، قد أقسم السفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا (جيمس جيفري) أمام (بومبيو) للعمل كممثل خاص للولايات المتحدة للمشاركة في سوريا. كما قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتعيين الضابط العسكري الأمريكي المتقاعد (جويل رايبورن)، والذي كان يعمل حتى وقت قريب في منصب كبير مدراء مجلس الأمن القومي الخاص بإيران والعراق وسوريا ولبنان، للعمل كنائب مساعد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وكمبعوث خاص بسوريا.

ويشير التقرير إلى أن ضمن الأدوار الجديدة هذه، سيقوم (جيفري) بتنسيق جميع جوانب سياسة الولايات المتحدة في سوريا ودعم حل سياسي، بعيداً عن مهمة مكافحة الإرهاب والتي يتولاها (بريت ماكغورك). وبحسب مسؤول في وازرة الخارجية، سيعمل (رايبورن) كنائب لـ (جيفري) والذي سيركز على الأردن ومكافحة "حزب الله".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية (هيذر نويرت) في تصريح صحفي لوزارة الخارجية في 17 آب "سيعمل جيفري كمستشار لوزير الخارجية في قسم الاتصال الأساسي لكل جوانب الصراع السوري. بعيداً عن المكونات السورية المتعلقة بالحملة - ضد داعش" وأضافت "بالنظر إلى كل الدول والقضايا الموجودة، من الإرهاب إلى اللاجئين، فإن هذه القضايا تتقاطع بشكل واضح بين المكاتب الجغرافية ولذلك تتطلب درجة عالية من التنسيق".

كما قالت (نويرت) "سيركز رايبورن على القضايا المتعلقة بإنهاء الصراع السوري، ويؤكد على معارضتنا الشديدة لحزب الله وأهمية وجود حكومة لبنانية قوية، وتنسيق علاقاتنا الثنائية القوية مع الأردن".

الإعمار ومسار جنيف

ويشير التقرير، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إلى أن (ترامب) ملتزم بالبقاء في سوريا طالما أن ذلك يعني هزيمة تنظيم "داعش" ومنع عودته وذلك على الرغم من تصريحه بأنه سيوقف مبلغ 230 مليون دولار كان مخصصاً لإعادة إعمار سوريا بعد الحرب.

وقال (ديفيد ساترفيلد) مساعد وزير الخارجية بالوكالة لشؤون الشرق الأدنى في حديث صحفي لوزارة الخارجية يوم 17 آب "لا ينبغي أن يكون هناك شك في موقف الرئيس فيما يتعلق الأمر بالرؤية الأوسع المتمثلة بالوجود الأمريكي المستمر في سوريا.. نحن هناك لإلحاق الهزيمة، الهزيمة الدائمة - لداعش. وهذه رسالة نقلها الرئيس إلى الرئيس بوتين، والتي قمنا بنقلها جميعاً في الحكومة الأمريكية إلى جميع محاورينا".

وفيما يخص إعادة الإعمار أكد أصرار الولايات المتحدة على عدم تخصيص أموال أمريكية أو غربية لإعادة بناء أي جزء من سوريا خاضع لسيطرة نظام (بشار الأسد) إلى أن تحدد الأمم المتحدة أن هناك تقدما في المحادثات الخاصة بالعملية السياسية في جنيف.

إزالة التوتر مع تركيا

يشير التقرير إلى (جيفري) بوصفه دبلوماسيا مخضرما، صاحب خبرة تمتد على مدى 35 عاماً، بالإضافة إلى تمتعه بعلاقات جيدة مع الأتراك، كما لديه باع طويل في التعامل مع البيروقراطية الأمريكية ومع العديد من الحكومات في المنطقة وفي أوروبا.

وقال المحلل المختص بالشؤون السورية (تشارلز ليستر) إن لـ (جيفري) علاقات جيدة وخبرة دبلوماسية مع تركيا والتي قد تكون مفيدة في محاولة عزل الجهود التركية – الأمريكية في سوريا عن باقي جوانب العلاقة المضطربة بين البلدين. 

"أكثر ما يعجبني، إن تعيين جيم، يأتي في الوقت الحالي، حيث علاقة الولايات المتحدة مع تركيا تصل على أدنى مستوى منذ وقت طويل" قال (ليستر) الباحث في "معهد الشرق الأوسط" وأضاف "من المعروف أن لدى جيم علاقات جيدة مع تركيا. ويبدو أن موقفه ينحاز إلى تعزيز الحوار مع الأتراك وعزل سياسة تركيا في سوريا عن بقية مشاكلنا مع أنقرة، والتي من الواضح أنها أولوية".

ورأى (ليستر) أن لـ (جيفري) دور أخر سيقوم به "سيكون على الأرجح إعادة إقامة علاقة أمريكية أكثر فعالية مع الطيف الواسع من المعارضة السورية، من أجل لعب دور ما في العملية السياسية".

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات