شهادات ناجين من مجزرة الغوطة الشرقية يروونها لأورينت في ذكراها الخامسة

شهادات ناجين من مجزرة الغوطة الشرقية يروونها لأورينت في ذكراها الخامسة
استقبل أهالي الغوطة الشرقية عيد الأضحى المبارك باستعادة ذكريات مريرة عاشوها في مثل هذه الأيام، حيث صادفت الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها نظام الأسد ضد أبناء الغوطة مع أول أيام العيد.

وروت الدكتورة (أماني بلور) الإخصائية بطب الأطفال لأورينت ما شاهدته في ليلة المجزرة قائلة: "في الساعة الثانية ليلا طرق باب منزلي بقوة، ثم سمعت صوتاً ينادي دكتورة اذهبي إلى المشفى فوراً، فأسرعت بالذهاب دون أن أعلم ما الذي حدث، وبعد وصولي بدأت العمل، لقد عملت بصمت عبر أهات الأحرار والنساء والأطفال حتى اختنق الصوت بداخلي، كنت أسمع بين كل نبضة ونبضة قهر وأتنشق أنفاس المصابين، وأنا أعلم أنني ممكن أن أغدو بينهم بعد قليل أصارع من أجل الحياة".

وأضافت الدكتورة (بلور) "كانت أرواحهم تستنزف شيئاً فشيئاً، وترتقي إلى السماء كان الناس والمسعفون ينظرون إلي ويقولون هنا طبيبة الأطفال، ويلقون بالأطفال حولي وأغلبهم جثث باردة انتزعت منها الروح".

وتابعت: "مرت ساعات طويلة ونحن نعمل ولكن لم تكن وخزات الإبر تنفع، ولا أدويتنا توقظ الموتى، وهواء الحياة معدوم، فقط ثلة قليلة من المصابين منحهم الله القوة فصارعوا الموت وانتصروا ليعيشوا وهم يجترحون الذكريات وأصوات من فقدوا لا تفارقهم ولن تفارقهم مدى الحياة والباقون ارتحلوا جميعاً".

بدوره، تحدث الناشط (أبو عماد شرف) من بلدة زملكا لأورينت عن ذلك اليوم، قائلا: "لم يتخيل السوريين يوما أن ضريبة ثورتهم ستكون قاسية إلى هذه الدرجة، لقد تحول الهواء إلى غاز قاتل أودى بحياة المئات وهم نيام".

وأردف "المجزرة كانت مروعة والأرقام كانت مخيفة، نعم لقد فعلها نظام الأسد ونفذ مذبحته بلا دما". 

وأشار (شرف) إلى أن "خمسة سنوات مرت على الفاجعة والقاتل مازال حراً طليقا وما زال للشهداء ثأر لم يؤخذ، وما تزال المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والفاعليات الدولية تراوغ في إدانة النظام وتجريمه"، لافتا إلى أن "الشكل القانوني التي تدار فيه القضية يتم بإغفال شهادات حقيقية من أهل النكبة، يقابلها كذب ومراوغة في روايات النظام وتحميله المسؤولية للضحية" .

من جانيه، رئيس المجلس المحلي السابق لمدينة زملكا (سليمان الدحلا) أكد أن عائلات كاملة من زملكا اختفى أثرها، مبينا أن سبعة من الكادر الطبي في زملكا استشهدوا بعد أن شاركوا في عمليات الإسعاف.

وقال (الدحلا) إن أربع أحياء في زملكا وهي "المحاريق والمزرعة والاتحاد والتوبة" كان فيها الغاز مركز لذلك كان حجم الضحايا فيها كبير، لافتا إلى أنه تم دفن ضحايا الكيماوي في مقبرة جماعية في اليوم التالي للمجزرة.

يذكر أن نظام الأسد يعمل بالتزامن مع ذكرى مجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها قرابة الـ 1400 مدني، على طمس معالم الجريمة وإخفاء الأدلة، من خلال نبش قبور الضحايا في الغوطة الشرقية ونقلها إلى جهة مجهولة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات