نيويورك تايمز: لهذه الأسباب تشعر واشنطن بالقلق من موسكو

نيويورك تايمز: لهذه الأسباب تشعر واشنطن بالقلق من موسكو
أشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى النشاط الاستخباراتي الأمريكي في روسيا والذي ساهم في 2016 بتحذير الداخل الأمريكي حول النوايا الروسية الساعية للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث أرفق التحذير حينئذ بتقييم مفصل ودقيق عن العملية الروسية ويرجع الفضل إلى حد كبير إلى الجواسيس الأمريكان المقربين من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) والذين نجحوا في تقديم تفاصيل حاسمة عن النوايا الروسية.

ولكن ما حدث بعد عامين، هو اختفاء المخبرين الموجودين في الكرملين، الأمر الذي أدى بحسب تقرير الصحيفة إلى حالة غموض تشوب وكالة الاستخبارات المركزية والوكالات الاستخباراتية الأمريكية الأخرى، بشأن ما يخطط لإجرائه (بوتين) في الانتخابات النصفية الأمريكية التي من المفترض أن تبدأ في تشرين الثاني، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين على داريه بالعمل الاستخباراتي.

ولا يعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الجواسيس تم اختراقهم أو قتلهم، إلا أنهم توصلوا لاستنتاج مفاده أن الأرضية اللازمة للعمل الاستخباراتي أصبح أكثر عدوانية من قبل موسكو بما في ذلك جهود مكافحة التجسس تقوم بها السلطات هناك والساعية لقتل هؤلاء الجواسيس في عمليات مشابهة لعملية تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا.

كما يعتقد المسؤولون الأمريكيون السابقون والحاليون أن عملية طرد ضباط الاستخبارات الأمريكية من موسكو أضر بجهود جمع المعلومات. كما يعتقد المسؤولون أن عملية كشف مخبر مكتب التحقيقات الفدرالي بشكل علني لشهادته أمام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، بسبب الضغوطات التي مارسها (ترامب)، قد أدت إلى نتائج سلبية على عملية جمع المعلومات الاستخباراتية.

وكانت شركات التكنولوجيا العملاقة قد كشفت عن حملات سياسية خارجية تسعى للتدخل في الولايات المتحدة بما في ذلك عمليات اختراق تضمنت مراكز أبحاث تابعة للحزب الجمهوري بالإضافة إلى إنشاء منظمات ليبرالية مزورة على الفيسبوك. وقد حذر من الأمر كبار المسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، بمن فيهم (دان كوتس)، مدير الاستخبارات الوطنية، من أن الروس عازمون على تقويض المؤسسات الديمقراطية الأمريكية.

ويشير التقرير إلى أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم تتمكن بعد من تحديد نوايا (بوتين) بدقة. ربما يسعى للتدخل لصالح طرف ضد طرف آخر، أو يتدخل فقط بهدف زرع الفوضى وتقويض الثقة في العملية الديمقراطية.

افتقار للعناصر الحساسة

ولتحديد ما تقوم به الحكومة الروسية، تستخدم الولايات المتحدة أشكالا متعددة من الاستخبارات، بما في ذلك اعتراض الاتصالات واختراق شبكات الكمبيوتر.

وقال المسؤولون الأمريكيون السابقون والحاليون للصحيفة أن الولايات المتحدة تواصل اعتراض الاتصالات الروسية، وأن تدفق تلك المعلومات لا يزال قوياً. ولا يزال باستطاعة المخبريين الأمريكيين المتواجدين في روسيا الاجتماع مع مشغليهم في وكالة الاستخبارات المركزية في الخارج بعيداً عن أجهزة مكافحة الاستخبارات الروسية.

مع ذلك يبقى وجود المخبرين داخل الكرملين أو على مقربة منه امر حاسم بالنسبة للولايات المتحدة لتحديد ما إذا كان هنالك استراتيجية روسية لتقليص دور المؤسسات الأمريكية.

كما يقوم الجواسيس والمخبرين في الخارج بإعطاء أجهزة الاستخبارات الأمريكية إنذاراً مبكراً حول حملات التأثير وعمليات التدخل أو أي محاول لتقويض الولايات المتحدة. وتتوجه المعلومات هذه إلى الأجهزة الداخلية في الولايات المتحدة مثل وزارة الأمن الداخلي أو مكتب التحقيقات الفدرالية.

عملاء حول بوتين

وبسبب تعقيد العمل الاستخباراتي، تشير الصحيفة إلى أن الاجتماعات مع المخبرين والجواسيس قد تستغرق شهوراً من التنسيق لإتمامها واستكمالها لذلك يمكن أن تمر فترة زمنية طويلة دون أن تدرك وكالة الاستخبارات المركزية بوجود "مصادر صامتة". ومن النادر أن تكشف الوكالة اختفاء العملاء مباشرة، والأمر لا يتم اكتشافه إلا بعد عدة اجتماعات يغيب فيها المصدر، حيث يستنتج الضابط والمحللون الأمنيون أن المصدر قرر أن الأمر يشكل خطرا هائلاً في حال قرر تمرير معلومة ما.

وكان (كوتس) قد حذر هذا العام من قيام الحكومة الروسية، و(بوتين) على وجه الخصوص، بتقويض الأنظمة الديمقراطية الأمريكية.

ولا تعتقد وكالات الاستخبارات أن (بوتين) غير استراتيجيته عن تلك التي اتبعها في انتخابات 2016. بل يعتقد المسؤولون أنهم ببساطة لا يملكون نفس مستوى الوصول إلى المعلومات الصادرة عن الدائرة الداخلية للكرملين.

وتشير الصحيفة نقلا عن المسؤولين الأمريكيين إلى ندرة وجود المخبرين بالقرب من (بوتين). حيث لا تمتلك الولايات المتحدة إلا عددا قليلاً منهم وفي بعض الأحيان لم يوجد حول (بوتين) إلا مخبر أو مخبران فقط. لذلك أن صمت هؤلاء سيكون من الصعب جدا على الاستخبارات الأمريكية معرفة ما يدور داخل موسكو.

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات