أتلانتيك: تعرف إلى مرتزقة روسيا المفضلين

أتلانتيك: تعرف إلى مرتزقة روسيا المفضلين
تناول الباحث (نيل هاور) في تقرير له نشرته مجلة "أتلانتيك" الأمريكية المرتزقة الروس والذي يتعاظم دورهم الداخلي والخارجي بالنسبة لروسيا.

وأشار (هاور) إلى حساسية تناول الموضوع في روسيا، حيث تسبب بمقتل ثلاثة صحفيين روس في جمهورية أفريقيا الوسطى أثناء تحقيقهم في الشركة العسكرية الخاصة والتي تدعى "فاغنر"، وهي مجموعة من المرتزقة الروس تنشط في روسيا وأكرانيا، كما تسبب الموضوع أيضاً بمعاناة صحفييّن روس على الأقل أثناء قيامها ببحث عن "فاغنر" من بينهم (ماكسيم بورودين) الذي سقط فجاءة من على شرفة منزله و(دينيس كوروتكوف) الصحفي من سان بطرسبرغ والذي اضطر للاختباء بعد تلقيه تهديدات بالقتل بسبب عمله.

والمثير للسخرية عمل "فاغنر" المتناقض، وفقا لـ (هاور)، حيث يشير التقرير إلى عمل المجموعة إلى جانب القوات المتمردة والقوات الحكومية في آن معاً في جمهورية أفريقيا الوسطى على عكس تأكيدات موسكو بأن القوات الروسية موجودة فقط لمساعدة سلطات جمهورية أفريقيا الوسطى.

وفي حين تسعى "فاغنر" إلى إيقاف التحقيقات التي تدور حول أنشطتها، إلا أن المعلومات المتوفرة تشير إلى الأهمية المتزايدة التي تلعبها هذه المجموعة في الداخل والخارج الروسي. وصحيح أن هذه القوات قد تسببت بتحقيق نصر عسكري لموسكو بدون تدخل قواتها البرية بشكل رسمي، إلا أن ما يرصده التقرير هو الحالة التي أوجدتها "فاغنر" في الداخل الروسي "جنود ماهرون وأثرياء، يحصلون على تعليماتهم من أوليغارشية – وليس من الكرملين – يلعبون دوراً مركزياً وغير متوقع في تشكيل سياسة روسيا الخارجية".

جيش الظل الروسي

بعد أن أثبتت نفسها في دونيتسك، انضمت "فاغنر" إلى القوات المقاتلة في سوريا بعد وقت قليل من إعلان موسكو تدخلها العسكري في أيلول 2015، حيث لعبت دوراً محورياً في الاستيلاء على تدمر ودير الزور. 

وشكلت "فاغنر" فرع غير معلن تابع للجيش الروسي، يطير مقاتلو المجموعة عبر طائرات عسكرية روسية ويتلقون العلاج في المستشفيات العسكرية الروسية، ويعملون إلى جانب القوات الروسية النظامية في المعارك، ويحصلون على ميداليات عسكرية روسية موقعة شخصياً من الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين).

وفي حين أن لروسيا تاريخا طويلا مع أوكرانيا وبدرجة أقل مع سوريا، إلا أنه لا يمكن توجيه نفس الادعاء تجاه وسط أفريقيا، المجال الحالي لنشاط "فاغنر".

ففي آذار 2018، أصدر الكرملين بياناً مفاده أن 170 "مستشارا مدنيا"، والمقصود هنا بالطبع قوات "فاغنر"، قد وصلوا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لتدريب القوات الحكومية، وفي نهاية تموز ظهر 500 آخرين من مقاتلي "فاغنر" على حدود السودان - جمهورية إفريقيا الوسطى، كما يشير التقرير إلى وجود شائعات تفيد بتواجد المجموعة في ليبيا، حيث أعلن أحد القادة في آذار أن مقاتليه سيتوجهون قريباً إلى هناك.

نسخ تجربة فاغنر

ويتطرق التقرير إلى الإغراءات المالية التي تشد المقاتلين الروس إلى صحراء أفريقيا، حيث يبلغ متوسط الأجور سنوياً 3550 دولار للمقاتل الواحد، وهو مبلغ يفوق بكثير الأجور المعتادة داخل روسيا.

كما يلعب العامل الإيدلوجي دوراً كبيراً في جذب المقاتلين إلى "فاغنر" حيث يتوجه المجتمع الروسي أكثر فأكثر نحو العسكرة، بسبب المبادرات الحكومية التي تستهدف الشباب في سن مبكرة، كما تلعب النزعة القومية المتشددة في روسيا والتي تندرج تحت شعار "التعبئة الوطنية" دوراً مهما في تجنيدهم.

"حتى لو كنت على بعد 10,000 كم من منزلك، فإنك لا تزال تحارب من أجل الوطن الأم" قال أحد قادة "فاغنر" واصفاً شعور مقاتليه.

وتعتمد "فاغنر" على العلاقة التي يصفها التقرير بالزئبقية بين (يفغيني بريغوجين) مالك المجموعة و(بوتين) ومسؤولين كبار في الكرملين، حيث تسببت مشادة كلامية بين (بريغوجين) ووزير الدفاع الروسي (سيرغي شويغو) في منتصف 2016 بانخفاض حاد في نوعية الإمدادات العسكرية والدعم الجوي المقدم لقوات "فاغنر" في سوريا.

كذلك ينوه التقرير إلى تكرار نموذج "فاغنر"، حيث ظهرت شركة معروفة باسم "باتريوت" والتي يبدو أنها تمتلك صلات جيدة بمسؤولي وزارة الدفاع وتقدم أجوراً أفضل من تلك التي تقدمها "فاغنر". كما يمكن لمنتسبيها كسب ما يصل إلى مليون روبل في الشهر، وهو مبلغ لا يمكن تصوره لأي شخص يعيش خارج حديقة موسكو.

ويبقى أن نرى ما الدور الذي ستلعبه "باتريوت" أو "فاغنر" أو أي نسخة أخرى في سوريا وأفريقيا وأماكن أخرى من العالم، حيث يشير التقرير أخيراً إلى أن شركات كهذه تحولت كأداة في السياسة الداخلية والخارجية لروسيا.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات