هآرتس: خلافات بين روسيا وإيران حول مرحلة ما بعد الحرب في سوريا

هآرتس: خلافات بين روسيا وإيران حول مرحلة ما بعد الحرب في سوريا
تحدثت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في تقرير لها عن معركة جديدة تطفو على السطح مع اقتراب سوريا من المرحلة النهائية من الحرب، حيث تباعد المصالح بين روسيا وإيران حليفتي نظام الأسد، خصوصاً مع استعدادهما لجني الفوائد المالية التي ستصاحب إعادة إعمار سوريا.

ويشير التقرير إلى تصاعد حدة التوترات، عندما قامت روسيا بنقل قوات بحرية باتجاه الساحل السوري، الخطوة التي قوبلت بانتقادات من قبل "حلف شمال الأطلسي – الناتو". وقالت وسائل الإعلام الروسية، إن التحرك الروسي الأخير، يعد أكبر تحرك عسكري روسي من نوعه منذ تدخل روسيا في "الصراع السوري" في عام 2015.

وأرسلت القوة البحرية الروسية إلى المنطقة في الوقت نفسه الذي أعلن فيه نظام (الأسد) توقيع اتفاقية أمنية جديدة مع إيران، عقب زيارة قام بها وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق في وقت سابق من هذا الأسبوع. تضمنت الاتفاقية، انخراط إيران في بناء الصناعات العسكرية والدفاعية التابعة للنظام.

وبحسب التقرير، يسود اعتقاد في إسرائيل أن الخطوة الإيرانية هي عبارة عن رسالة مفادها "نحن باقون هنا" أما عملية تأهيل قوات النظام، الذي يعاني من حالة سيئة بعد الحرب، فلا تشكل أهمية لإسرائيل.

كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون بوجود خلاف روسي – إيراني حول بعض القضايا المتعلقة بمستقبل سوريا. إذ يتنافس كلا البلدين على عقود إعادة الإعمار، وعلى ما تبقى من الاحتياطي النفطي السوري. ولهذا تشير الصحيفة إلى وجود معركة تجري خلف الكواليس يسعى فيها الطرفان للسيطرة على (الأسد) في "سوريا الجديدة".

أما الولايات المتحدة عبرت عن موقفها على لسان السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة (نيكي هايلي) وذلك خلال كلمة ألقتها (الثلاثاء) في واشنطن، بقولها، إن روسيا و(الأسد) ربما يتوقعان أن تقود الولايات المتحدة عملية إعادة الإعمار في سوريا، مؤكدة "لكننا سنبقى خارجها" واعتبرت أن روسيا ونظام (الأسد) "يمتلكان الآن كومة كبيرة من الأنقاض" في سوريا.

الاتصالات والنفط

تشير (هآرتس) إلى أنه وبدون أي تدخل أمريكي من الممكن أن تتحول "كومة الأنقاض" إلى مصدر دخل مستقبلي لإيران، في الوقت نفسه الذي يقع فيه اقتصادها تحت الضغط بسبب العقوبات الأمريكية. الأمر الذي يبدو واضحاً من تصريحات وزير الدفاع الإيراني في دمشق عندما أكد على الالتزام الإيراني بإعادة إعمار سوريا.

ويشكل قطاع الاتصالات بحسب الصحيفة أحد الوجهات المفضلة لدى إيران، حيث قامت إيران بالفعل بالتوقيع على اتفاقيات شملت قطاع الاتصال، الأمر الذي رآه (ماثيو برودسكي)، محلل شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، على أنه مهم بالنسبة لإيران "ليس فقط بالنسبة للعائدات المالية ولكن للتنصت على السكان. لقد عادت عقود اتصالات حزب الله في لبنان بعوائد هائلة عليه".

كما أشار (برودسكي)، إلى اتفاق بين إيران والنظام، يسمح لإيران بتطوير مناجم الفوسفات في سوريا، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت إيران ستحصل على حقوق حصرية لتلك المناجم أو ستتشاركها مع روسيا. يضاف إلى ذلك 12000 فدان من الأراضي الواصلة بين حمص وطرطوس والتي استأجرتها إيران من النظام ويمكن استخدامها لبناء محطات للنفط والغاز. 

وأعتبر (برودسكي) أن عملية نقل الأراضي الزراعية التي خلفها السوريون إلى الإيرانيين خطوة تهدف إلى توطين أعضاء الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، كوسيلة لمساعدتهم على ترسيخ وجودهم في سوريا. 

معركة بين الحلفاء 

ولدى روسيا مصالح استراتيجية بعيدة عن حماية أمن النظام، حيث يشير التقرير إلى أهمية الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لروسيا من خلال الميناء الواقع تحت سيطرتها في طرطوس.

وكان النظام قد استكمل سيطرته على الشريط الفاصل بالقرب من مرتفعات الجولان، بعد أن توصلت روسيا إلى اتفاق مع إيران يقضي بإبعاد قوات الأخيرة مسافة 85 كلم عن الحدود الإسرائيلية، باستثناء وجود الإيرانيين في دمشق وما حولها.

كما ينوه التقرير إلى التوتر الذي يشوب التحالف الوثيق بين إيران ونظام (الأسد)، بما في ذلك حادثان وقعا في الأسابيع الأخيرة في شرق سوريا، على مقربة من الحدود مع العراق، حيث هاجمت قوات النظام ميليشيات شيعية مرتبطة بإيران. وهو أمر على أهمية بالغة بالنسبة لإيران التي تسعى إلى إنشاء "جسر بري" إلى البحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا ولبنان.

كما شهدت المنطقة نفسها ضربة جوية منذ شهرين، قالت بعض وسائل الإعلام إن إسرائيل هي من قامت بها.

أخيراً، تشير الصحيفة إلى أن المعركة الحالية والتي يبدو أن (الأسد) أنتصر فيها تفتح معركة أخرى تبدو معالمها واضحة يوماً بعد يوم، تشمل صراعات بين جميع الأطراف المختلفة النشطة في الساحة السورية.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات