ما مصير المعتقلين داخل مطار المزة العسكري بعد انفجارات أمس؟

ما مصير المعتقلين داخل مطار المزة العسكري بعد انفجارات أمس؟
أثارت الانفجارات الضخمة التي وقعت في مطار المزة العسكري ليلة أمس، مخاوف ذوي المعتقلين في مراكز الاحتجاز التي يقيمها نظام الأسد للآلاف منهم داخل حرم المطار المذكور، ليس من الانفجارات بحد ذاتها فقط، وإنما من إمكانية أن يتخذ النظام هذه الانفجارات مسوغاً لتصفية مئات وربما آلاف ممن يحتجزهم في المكان.

وكان مطار المزة العسكري شهد سلسلة انفجارات ضخمة، قال نظام أسد إن سببها "ماس كهربائي" في أحد مستودعات الأسلحة والذخائر، إذ أظهرت شرائط مصورة ضخامة الانفجارات التي هزت دمشق، لا سيما أن المطار يقع على التخوم الغربية للعاصمة.

ويعد مطار المزة أحد أبرز واهم مطارات نظام الأسد ومقراته العسكرية، لما يحتويه من فروع أمنية (الأمن الجوي) عدا عن كونه مطار خاص لإقلاع طائرة رأس النظام (بشار الأسد) ومركز قيادة أمنية وعسكرية، وأحد أبرز المعتقلات ذائعة الصيت في تعذيب وتصفية المعتقلين على يد عناصر ميليشيا "المخابرات الجوية".

أقسام وأنواع السجون داخل المطار

وفي هذا السياق، أكد أحد المنشقين عن ميليشيا أسد الطائفية، ممن كانوا يخدمون في مطار المزة العسكري مع انطلاق الثورة السورية، أن المطار يتضمن عدة معتقلات، أهما معتقل رئيسي يتبع للمخابرات الجوية ويوجد داخل حرم المطار، وهو موجود قبل الثورة، أما المعتقل الثاني (سجن السومرية) والذي تم استحداثه عقب انطلاقة الثورة ويتبع لميليشيا "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار.

وبالنسبة للمعتقلات تحت الأرض، أكد المصدر أن أبنية المطار مجهزة بمقرات أرضية. كل منها عبارة عن طابق واحد عميق (قبو) وليس مجموعة طوابق فوق بعضها البعض، ويمكن أن يتسع لمئات الأشخاص، حيث يستخدم بعضها كغرف عمليات وأخرى كمعتقلات، منوهاً إلى أن النظام ونتيجة للأعداد الهائلة للسوريين الذين اعتقلهم، حوّل بعض قناطر الطائرات (بلاكوست) لمعتقلات، عدا عن عدد من (الهنغارات) التي يستخدمها كمراكز احتجاز.

وأشار المصدر في حديثه لأورينت نت إلى أنه كان شاهداً على زج أكثر من 300 شخص من أهالي قطنا في أحد مراكز الاحتجاز بالرغم من أن استيعابه في الحالات الطبيعية لا يتجاوز 100 شخص. 

وحول إمكانية تهديد حياة المعتقلين للخطر جراء "القصف" أو الانفجارات التي حدثت أمس، أكد المصدر أنه إذا لم يتعمد نظام الأسد وميليشياته تصفية المعتقلين، فلن يصيبهم شيء آخر، لسببين أولهما لأن الضربات الإسرائيلية (إذا كان القصف إسرائيلي) تكون موجهة وبدقة ومحدودة وليست ضربات شاملة، وهي عادة ما تستهدف رادارات أو مراكز قيادة إيرانية أو مستودعات صواريخ، والسبب الثاني أنه إذا كان احتجاز المعتقلين داخل تحت الأرض فإن عمق المكان سيجنبهم الخطر الناتج عن الانفجارات مهما كانت.

ولم يستبعد أن يستخدم النظام هذا القصف أو الانفجارات مسوغاً لتصفية مئات وربما آلاف المعتقلين داخل حرم المطار، رغم أن النظام ليس لحاجة لذرائع لقتل السوريين وتصفية المعتقلين.

مراكز تصفية وتحقيق

بدوره أكد أحد المعتقلين السابقين  (رفض الكشف عن هويته) والذي احتجز لعدة أيام في مطار المزة (فرع الجوية) في السنوات الأولى من عمر الثورة السورية، أن المطار يغص بآلاف المعتقلين، حيث أكد رواية المصدر السابق بأن النظام صنع مراكز احتجاز من قناطر الطائرات (مكان توضع فيه الطائرات أشبه بكراج - يسمى بلاكوست) إضافة للهنغارات.

وأوضح المعتقل السابق لأورينت نت، أن معتقلات نظام الأسد داخل المطار تقسم إلى قسمين الأول يسمى (قسم الدراسات) وهذا مخصص للتعذيب وتصفية المعتقلين، والثاني يدعى (قسم التحقيق) وهذا مختص بإجراء عمليات التحقيق مع المعتقلين وفيه يتم تدوين اعترافات المعتقلين، وبالنسبة لطبيعة المكان، أكد المعتقل أنه احتجز في (هنغار) داخل حرم المطار يتموضع فوق سطح الأرض مع قرابة 100 معتقل آخرين، بينما لا يتسع المكان لأكثر من 50 شخصاً، إذ يحتوي سقفه فتحة، وهذا مخصص لمن يحظون بـ"دعم أو واسطة" حسب وصفه، منوهاً إلى أن المكان الذي احتجز فيه يتبع لـ(قسم التحقيق) آنف الذكر، بينما معتقلي (قسم الدراسات) فيحتجزون تحت الأرض ولا يمكنهم رؤية شيء.

من جانبه، أوضح المحلل العسكري والعقيد المنشق عن ميليشيا أسد الطائفية (أحمد الحمادى) أن مطار المزة العسكري ليس فقط ثكنة عسكرية، هو مقر لفرع التحقيق ويوجد بداخله فرع للمخابرات الجوية (الجهاز الأمني الأكثر بطشاً بحق المعتقلين) مؤكداً هو الآخر على قضية انشاء معتقلات من قناطر الطائرات، وأن نظام الأسد ينقل المعتقلين إليها كلما كان هناك حديث عن ضربة جوية.

كما أكد (الحمادى) أن النظام يقتل المعتقلين بكل الأحوال وليس بحاجة لمسوغ، ولكن الأمر الأكثر خطورة هو أنه يحتفظ بمن بقي من هؤلاء داخل مقراته العسكرية كمطار المزة، أي أنه يضعهم في أماكن معرضة للخطر والقصف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات