هل بدأ نظام الأسد بالتخلص من عرّابي المصالحات؟

هل بدأ نظام الأسد بالتخلص من عرّابي المصالحات؟
عمِل نظام الأسد خلال سنوات الثورة على استغلال مواليه والمُتعاونين معه لتحقيق مصالحه من أجل البقاء في الحكم، ولكن بعد انتهاء مهمتهم وشعوره بعد الاستفادة منهم يقوم بالتخلي عنهم، وهذا الأمر ينطبق على عرابي المصالحات الذي استخدمهم لتحقيق غاية معينة ثم تخلى عنهم فيما بعد.

وتحدث ناشطون عن قيام نظام الأسد بالاستغناء عن بعض عرّابي المصالحات ممن ساهموا بعقد العديد من المصالحات، أو ساعدوا النظام في السيطرة على أماكن كان يصعب عليه الدخول إليها من دونهم، حيث قام النظام باغتيال بعضهم أو ملاحقتهم بتُهم القتل والسلب أو زجّهم في المعارك للخلاص منهم.

محكمة الإرهاب بالمرصاد

من شروط بنود المصالحات أو عودة بعض المحسوبين على المعارضة إلى حضن نظام الأسد، كان شرط القبول بخضوعهم للمحاكمة بحال تمّ البلاغ عنهم بمشاركتهم بعمليات القتل أو التخريب ضد نظام الأسد أو عناصره.

ويرى المحامي (بلال القاضي) أن محكمة الإرهاب تعد أهم سبل خلاص نظام الأسد من بعض عرّابي المصالحات والعائدين إليه. 

وقال (القاضي) لأورينت نت إنه "باسم محكمة الإرهاب يستطيع نظام الأسد الخلاص من أي شخص يُعارضه أو يشعر أنه مهمته انتهاء، وهذا ما حصل مع الكثيرين ممن عادوا لحضن نظام الأسد أو ممن كان لهم الدور بسيطرة ميليشيات أسد الطائفية على مناطق عدة عبر عقد المصالحات".

وأضاف (القاضي) "مِن أكثر الشخصيات شهرةً بعقد المصالحات والترويج لها المدعو عمر رحمون الذي عاد لحضن نظام الأسد منذ سنتين تقريباً، ولكن النظام بعد أن شعر بعلوّ شأن رحمون بين بعض فئات المجتمع الموالي والجانب الروسي كما أنه لم يعد يستفد منه بشيء، قرر التخلص منه، حيث حرّك بعض مواليه ليقدموا دعاوى قضائية لمحكمة الإرهاب بحقه، بحجّة مشاركته بقتل وسلب العسكريين والمدنيين في حلب، بالإضافة لتقديم شكوى من عضو مجلس الشعب التابع للنظام وضاح مراد ضد رحمون"، موضحا أن رحمون اليوم ملاحق من قبل أجهزة النظام.

وأشار (القاضي) إلى أن العديد من الشخصيات التي روّجت أو ساهمت بعقد المصالحات مع نظام الأسد قد وُجهت لها تهمٌ عدّة من قبل محكمة الإرهاب، ومنهم القيادي السابق "مهند الشمّاط" وبعض مسؤولي المصالحة في ريف دمشق الغربي، بالإضافة لمسؤول المصالحات في بيت جن المدعو "إياد كمال" المعروف بمورو، والعديد من القضاة والشخصيات في ريف درعا والغوطة الشرقية بتهمة الانتماء لـ"داعش" وجبهة النصرة.

الاغتيال لإثارة البلبلة

من جانبه، ذكر الناشط (محمد المسالمة) لأورينت نت أن نظام الأسد حاول التخلّص من بعض عرّابي المصالحات عبر اغتيالهم ولصق التهمة بفصائل الثوار.

وأضاف "دائماً ما كان نظام الأسد يلعب على وتر الفتنة بين الأهالي والفصائل، ولذلك قامت ميليشيا أسد الطائفية بقتل عدد من رؤوس المصالحات في حوران واتهموا بذلك خلايا تابعة للمعارضة".

وأشار (المسالمة) إلى أن الأذرع الأمنية لنظام الأسد في حوران قتلت عدداً من رؤوس المصالحة كالقيادي )ياسر الطويرش( والذي كان له دور كبير بتسليم درعا لميليشيا أسد الطائفية، بالإضافة لاغتيال الدكتور (موسى قنبس( و)زكريا العميان وحامد شحادات وتوفيق الغنيم( وجميعهم لهم دور فعّال بتسليم درعا لنظام الأسد، ويُضاف لذلك محاولات اغتيال غير ناجحة استهدفت بعض الشخصيات (كجمال اللباد) من الصنمين، موضحا أن "كل هذه الاغتيالات حاول نظام الأسد استخدامها من أجل إثارة البلبلة بين الأهالي وكل من يفكر بمعارضة النظام".

ونوه إلى أنه جرت أيضا محاولة اغتيال لعرّاب المصالحات في جنوب دمشق الشيخ (صالح الخطيب)، بالإضافة لاغتيال (عبد الخالق وهبة) اليد اليمنى لشيخ المصالحة في الغوطة الشرقية (بسام دفضع).

زجّهم بمقدمة المعارك

وعن نفس الموضوع، قال الضابط المنشق (أحمد دبيس) لأورينت نت، "أصبح قادة المصالحات وقوداً لمعارك ميليشيا أسد الطائفية في حوض اليرموك ثم بادية السويداء والمناطق السورية الشرقية، وذلك بزجّهم في مقدمة القوات التابعة للنظام، وهذا ما حصل مع (أحمد عودة) وميليشياته بريف السويداء عندما سيق لمحاربة داعش هناك ".

وتابع (دبيس) قائلاً: "أما مصير قادة المصالحات في حمص وحوران والغوطة فيما يخصّ معركة إدلب المحتملة، فسيكون الموت الحتميّ لأنهم سيكونون بمثابة الطّعم الذي ترميه ميليشيا أسد الطائفية للفصائل المقاتلة في إدلب عند بدء المعركة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات