ما هي حسابات الدول العظمى في سوريا من خلال عملية إدلب؟

ما هي حسابات الدول العظمى في سوريا من خلال عملية إدلب؟
ردّ الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) على تغريدات الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) المحذّرة من موت مئات الآلاف من المدنيين في مدينة إدلب، والتي نشرت في وقت متأخر (الإثنين)، من خلال ضرب المدينة في ساعات الظهيرة، الأمر الذي فسّره محللون على أنها كانت رسائل تواصل بين الزعيمين فيما يخص إدلب.

ما هي أولويات كلّ من روسيا وأمريكا والصين وتركيا في سوريا؟ وما هي كواليس اللقاء الأخير بين أنقرة وممثل الولايات المتحدة الخاص في سوريا (جيم جيفري)؟ أسئلة أجاب عنها الإعلامي المقرّب من الحكومة التركية (عبد القادر سيلفي) في مقال نشرته صحيفة حرييت تحت عنوان (فليستفيدوا من تجربة أنقرة فيما يخص إدلب).

وأفاد الكاتب بأنّ الجميع كان بانتظار بدء عملية إدلب من قبل النظام وروسيا خلال 72 ساعة من تاريخ 30 آب، إلا أنّه ولعدم بدء العملية حتى يوم الأحد المنصرم، ذهبت الآراء إلى احتمالية كون العملية تأجلت إلى ما بعد الاجتماع الثلاثي المرتقب لـ "روسيا وتركيا وإيران" في طهران، والمزمع عقده في الـ 7 من أيلول.

أولويات كل دولة تختلف عن بعضها البعض فيما يخص إدلب

ولفت (سيلفي) إلى تحرّك الصين المثير للاستغراب جنبا إلى جنب مع روسيا فيما يخص عملية إدلب، موضحا أنّه كما تخشى موسكو عودة الشيشانيين المنخرطين في صفوف القاعدة إلى روسيا والقيام بعمليات إرهابية فيها، تخشى الصين بدورها من عودة الصينيين ذي الأصول الأيغورية والمنخرطين بدورهم في صفوف القاعدة إلى الصين، وبالتالي القيام بعمليات إرهابية محتملة فيها.

وفيما يتعلق بهدف النظام من العملية في إدلب، أشار (سيلفي) إلى أنّه يسعى من خلال حشد مئات الآلاف باتجاه الحدود مع تركيا إلى توجيه ضربة لأنقرة.

وتهدف الولايات المتحدة الأمريكية بحسب الكاتب إلى إحكام أمنها الجوي في شرق الفرات، وبالتالي إنشاء منطقة خاصة بالوحدات الكردية في المنطقة، بالإضافة إلى المساعي لضرب دمشق بحجّة استخدام الأسلحة الكيماوية.

ونوّه الكاتب إلى أنّ روسيا التي أحكمت سيطرتها البرية في سوريا، تسعى إلى تمكين وجودها في البحر الأبيض المتوسط بشكل أكبر، لافتا إلى أنّه ما من دولة تكترث للمدنيين، وتقوم بحسابات حيالهم.

ما هي مخاوف تركيا بالنسبة إلى سوريا؟

وتابع (سيلفي) بأن تركيا هي الدولة الوحيدة المتخوّفة من حدوث كارثة إنسانية في إدلب جرّاء عملية محتملة تستهدف المدينة، موضحا أنّ أنقرة ستهدف إلى إخراج الإرهابيين عبر ممرات خارج المدينة.

وأشار إلى إمكانية الاستفادة من تجربة تركيا في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون، والتي تمّ فيهما إخراج الإرهابيين عبر ممرات من دون إلحاق الأذى بمدني واحد.

أنقرة تراقب عن كثب

ووفقا للكاتب فإن أنقرة في الوقت الراهن تراقب أمرين اثنين عن كثب، الأول: ارتفاع الدولار، والثاني: عملية إدلب، مضيفا: "أنقرة متخوفة من حدوث موجة لجوء كبيرة نحو حدودها، وتنظر إلى تدفق محتمل للاجئين نحو حدودها كأسوأ سيناريو محتمل، وتهدف أنقرة هذه المرة إلى إبقاء اللاجئين فوق أراضيهم، وتأمينهم خارج الحدود التركية".

كواليس لقاء جيفري في أنقرة

أكّد الكاتب على أنّ اجتماع جيفري -الذي عقد في أنقرة بالتزامن مع تعرّض إدلب للضرب- حمل أهمية كبيرة، لافتا إلى أنّه أجرى لقاءات على مستوى رفيع، موضحا أنّ ما يهم تركيا في الوقت الراهن مراقبة تحرّكات ومساعي أمريكا لإنشاء منطقة خاصة بالوحدات الكردية في شرق الفرات، مردفا في الإطار ذاته:

"ذكّرت تركيا جيفري بأنّ ما يحدث من تطورات بالقرب من حدودها مع سوريا تحمل أهمية وجودية بالنسبة إلى تركيا، وأنّ إنشاء قاعدة رادارات أمريكية في المنطقة تعني أنّ واشنطن تخطط للبقاء بشكل مستمر في المنطقة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات