تليغراف: ماذا سيحدث في حال هاجم النظام إدلب؟

تليغراف: ماذا سيحدث في حال هاجم النظام إدلب؟
قالت صحيفة "تليغراف" إنه من المتوقع أن يبدأ هجوم النظام ضد إدلب في الأيام القادمة، وذلك تزامناً مع تجمع القوات الموالية لـ(الأسد) حولها، بالإضافة إلى تواجد للسفن الروسية العسكرية في البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين غربيين إلى أنه من المتحمل أن تمتد معركة إدلب عدة شهور وذلك لأسباب عدة منها تمركز الآلاف من المقاتلين المعارضين للنظام في منطقة واحدة بعد أن استعادت قوات (الأسد) السيطرة على باقي المناطق الأخرى، بما في ذلك تسويات فضل فيها هؤلاء الخروج بالحافلات بدلاً من الاستسلام للنظام. كما أن وجود المقاتلين الأجانب، بما في ذلك الشيشان والأيغور والأوروبيين، سيزيد من تعقيد المعركة لأنه من المرجح أن يقاتل هؤلاء حتى الموت بسبب انعدام فرص التسوية أمامهم.

وبحسب الصحيفة، ترى الولايات المتحدة وتركيا، الهجوم ضد إدلب لا مفر منه، لذلك تعمل كلا منهما على الحد من نطاق أي عملية عسكرية وتداعياتها المحتملة، خصوصاً أن تركيا التي أغلقت حدودها مع سوريا لوقف تدفق اللاجئين تعد من أكبر الدول المتأثرة، كون الهجوم على إدلب من الممكن أن يتسبب بتدفق الألاف من اللاجئين إلى حدودها، وهو عبء لا تستطيع تركيا وحدها تحمله.

ويعتقد مسؤولو الأمم المتحدة أن الهجوم من الممكن أن يتسبب بنزوح 800 ألف شخص، وسيؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدات، حيث يعيش العديد من المدنيين الآن ضمن خيام وتجمعات بالقرب من الحدود بعد أن أصبحوا بلا مأوى بسبب فرارهم من القتال في أماكن أخرى من البلاد.

"ستشهد إدلب كارثة إنسانية ستتجاوز فيها حدود أي كارثة أخرى شهدناها في الصراع السوري، حتى الآن" قالت (لينا الخطيب) رئيسة "برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" في "مركز تشاتام هاوس للأبحاث" والذي يتخذ من لندن مقراً له، وأضافت في تصريحها للصحيفة "هناك احتمال عدم استهداف المدنيين من قبل النظام، إنما أن تتم إصابتهم نتيجة للمعارك التي سيخوضها الثوار للدفاع عن أنفسهم ضد هجمات النظام".

ومن المتوقع أن تثير تركيا هذه النقاط خلال القمة التي ستعقد يوم الجمعة، في محاولة منها للتوصل إلى صفقة سياسية ما.

هل يمكن تجنب المعركة؟

حذر الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) النظام ورعاته الروس والإيرانيين على تويتر من ارتكاب "خطأ إنساني جسيم" فيما إذا مضوا في شن هجوم شامل ضد إدلب.

ومع ذلك، ترى الصحيفة إن إدارة (ترامب) لديها القليل من النفوذ في سوريا لكبح روسيا وإيران مع انعدام شهيتها لمعاقبة أي منهما في حال بدؤوا بالهجوم.

وتشير الصحيفة إلى وجود مصيرين ينتظران إدلب: اتباع نموذج حلب، مما يعني حمام دم لا مفر منه، أو نموذج درعا، حيث تم التوصل إلى نوع من "المصالحات" مع تنفيذ ضربات جوية محدودة نسبياً.

أما السيناريو الأفضل الذي يسعى إليه اللاعبون الدوليون، هو هجوم مرحلي، يستهدف قواعد لجماعات توصف بالمتشددة، ويوسع من منطقة "درع الفرات" في شمال سوريا تحت حماية أنقرة.

كما أن روسيا والتي أصبحت تخضع لضغط متزايد، تتطلع إلى الحد من التكلفة الاقتصادية والسياسية للحرب.

المخاطرة بالمكاسب الروسية

تقول الصحيفة إن عدد المقاتلين المتواجدين في إدلب يقدر ما بين 30,000 إلى 40,000 مقاتل، يشمل ذلك المقاتلين المنضوين تحت جماعة "هيئة تحرير الشام"، الجماعة التي لها ارتباطات سابقة بـ "تنظيم القاعدة". وكان (بريت ماكغورك) المبعوث الرئاسي الخاص بالتحالف الدولي ضد "داعش"، وصف محافظ إدلب بانها "أكبر ملاذ آمن للقاعدة منذ هجمات 11 أيلول".

وتأتي أهمية إدلب الاستراتيجية، بسبب قربها من الحدود التركية، وبسبب تواجدها على الطريق السريع، الرابط بين اللاذقية، معقل (الأسد) وحلب، ثاني أكبر محافظة في سوريا. وعلى هذا الأساس، يحرص (الأسد) على إظهار وجوده من خلال ترسيخ موقف "انتصار" في إدلب.

"إن نصراً للنظام في إدلب يقتل العديد من المدنيين ويتسبب في نزوح مئات الآلاف سيصعق الدول الأوروبية التي تميل روسيا الآن إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهم وبين النظام والاستثمار في إعادة الإعمار" وذلك حسبما جاء في التقرير الجديد لـ "المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات" والذي رأى أنه "ومن خلال هجوم كامل، فإن روسيا تخاطر بتقويض أهدافها السياسية على المدى الطويل في سوريا".

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات