لماذا يتعرض السوريون لـ"العنصرية" في لبنان؟

لماذا يتعرض السوريون لـ"العنصرية" في لبنان؟
لا يفوّت جزء كبير من وسائل الإعلام اللبناني مناسبة إلا ويبث فيها "سم" العنصرية تجاه اللاجئين، إما على شاشات التلفزة، أو على مواقع الإنترنت. إذ تحتل قناة (أم تي في) المرتبة الأولى بهذا الخصوص، وفقاً لمراقبين وشريحة واسعة من السوريين، فهي التي تأخذ في التركيز على "تكاثر" اللاجئين منذ فترة، عدا عن أنها أسندت تلوث الهواء إلى وجود اللاجئين في لبنان لاحقاً، وعادت وأدرجت تقريراً على موقعها الإلكتروني مؤخراً زعمت أنه "طبي" يدعي من خلاله أحد "الأطباء المهنيين" أن أحد أسباب انتشار السرطان في لبنان يعود لتواجد اللاجئين الذين يعيشون في ظروف معيشية بائسة، حيث لاقى التقرير انتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ذهب إلى حد وصفه من قبل ناشطين وإعلاميين لبنانيين بـ"إعلام الفاشية والعنصرية".

في هذا السياق، يقول الإعلامي اللبناني (ماهر مجذوب) لأورينت نت، إن "ظاهرة العنصرية ليست منتشرة ضد اللاجئين السوريين في لبنان وحسب، بل أصبحت ظاهرة متفشية في معظم الدول الغربية" مشيراً إلى أن "ظاهرة العنصرية في لبنان لها أبعاد مختلفة، كالبعد الاقتصادي، حيث يعتبر قسم من اللبنانيين أن العامل السوري ينتزع فرص العمل منهم، على الرغم أن العمالة السورية في لبنان موجودة منذ عشرات السنين قبل الأزمة السورية" على حد وصفه.

ويلفت (المجذوب) إلى أنه "بعد الأزمة السورية، ومع تزايد عدد اللاجئين في لبنان، الذين يحمل عدد كبير منهم شهادات علمية، وبسبب قبول اللاجئ براتب أقل من راتب اللبناني وبمعايير أدنى كغياب الضمان الاجتماعي والتأمين، يرى رب العمل اللبناني أن من مصلحته توظيف العامل السوري بدل اللبناني". 

وبحسب الإعلامي اللبناني فإن "أشكال العنصرية الأخرى تأخذ أشكالاً دينية، وطائفية، ونظرة دونية، فبعض وسائل الإعلام لا تجد مشكلة مع اللاجئ السوري إذا كان مسيحياً، ولكنها تجد مشكلة معه في حال كان مسلماً. أيضاً، أصبحنا نرى مشاكل عنصرية عندما يرتاد اللاجئون شواطئ في مناطق مسيحية، حيث أصبح الحجاب هو أكثر ما يستفز أصحاب الشواطئ حتى وإن كانت شعبية".

وأسِف (المجذوب) لنظرة البعض "الدونية" التي تشمل المحجبات سوريات كنَ أو لبنانيات، مؤكداً أنه لا يجب النظر إلى اللاجئ أياً كانت جنسيته بطريقة عنصرية بغيضة تنم عن جهل وحقد، فالمسؤولية عن تنظيم أسس العمل بين اللبنانيين وغير اللبنانيين تقع على عاتق الدولة اللبنانية وليس على اللاجئ.

في السياق، استغرب (خالد رعد) رئيس "لجنة التنسيق والمتابعة السورية" ومدير "مكتب التربية والتعليم التابع للحكومة السورية المؤقتة" في لبنان وصف السوريين بـ"النفايات" من قبل أحد اللبنانيين، لأن هذا الأمر "يتنافى مع الأخلاق ومع العروبة" على حد قوله، خاصة أن السوري لجأ إلى أهله في لبنان، وهو معزز في معظم دول الشتات، ولكنه يهان في وطنه العربي ويشبه بالنفايات! 

وتساءل (رعد) عن أسباب تحسن اقتصاد لبنان المنهك منذ عشرات السنين عندما كثر التواجد السوري داخله؟ وأين تصرف العائلات السورية، والتي يبلغ عددها حوالي 500 ألف عائلة، بطاقة الأمم التي تملكها ناهيك عن عائدات الوقود؟ لافتاً إلى أن وزارة التربية اللبنانية استلمت مطلع العام 2015 مبلغ 50 مليون يورو لتعليم اللاجئين السوريين الذين لم يتعلم منهم سوى القليل!

يشار إلى أن السوريين في لبنان يتعرضون لمضايقات وتمييز عنصري من بعض الأحزاب السياسية ومؤسسات الدولة، إضافة لبعض اللبنانيين، ووسائل إعلام تمتاز في بث عنصريتها، حيث شهد الشهر الفائت حالات متعددة لإهانة السوريين بأوصاف واتهامات لا يمكن تصنيفها إلا كـ"عنصرية" عدا عن التجاهل المتعمد لبعض الحالات الإنسانية والتي أودت بحياة شاب سوري، قبل أسبوعين عندما صدمته فتاة لبنانية وانصرف رجل البوليس للاطمئنان عليها تاركاً الشاب ينازع حتى فارق الحياة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات