كيف قرأ محللون أتراك القمة الثلاثية في طهران؟

كيف قرأ محللون أتراك القمة الثلاثية في طهران؟
شغلت القمة الثلاثية في طهران، والتي جمعت زعماء كلّ من روسيا وتركيا وإيران، وسائل الإعلام التركية والعالمية على حدّ سواء، وسرعان ما تناول كتّاب الرأي التصريحات التي أدلى بها قادة الدول الثلاث، وذلك في إطار سعيهم إلى تصنيف الموقف الأقوى من عدمه.

كيف قرأ المحللون والإعلاميون الأتراك نتائج القمة الثلاثية في طهران؟ وما هي الجوانب التي لفتت انتباههم في تصريحات الرؤساء الثلاثة؟ أسئلة أجاب عنها الكتّاب في مقالات نشرتها وسائل إعلام تركية مختلفة، حيث اتّفق معظمهم على أنّ تركيا بدت الوحيدة المعنية بالجانب الإنساني من كل ما يحدث في سوريا.

وذهب (يشار حجي صالح أوغلو) الكاتب لدى صحيفة (أكشام) إلى أنّ موقف تركيا من التطورات المحيطة بإدلب بدا واضحاً وشفافاً كما كان عليه في السابق، قائلا: "تركيا ما زالت تبدي حساسيتها حيال وحدة الأراضي السورية، تماماً كالحساسية التي تبديها حيال وحدة أراضيها هي، وتصرّ على موقفها الصارم فيما يتعلق بضرورة مكافحة الإرهاب من دون التمييز بينهم، وتفضيل أحدهم على من سواه، وتؤمن بضرورة إعادة إنشاء سوريا وإعمارها، وموقف تركيا الحازم يؤدي إلى قلق كلّ من إيران ورسيا، وعلى هاتين الدولتين أن يجيبا عن السؤال التالي (انقسام سوريا سيخدم مصالح من؟ هل سيخدم مصالحهما أم مصالح إسرائيل وأمريكا؟) وفي حال كانت كل من إيران وروسيا صادقتين فيما يتعلق بسوريا، فهما اللتان سيستفيدان من الموقف التركي الصارم، فضلا عن أن مستقبل أستانة مرتبط بصدق هاتين الدولتين".

بدورها أشارت الإعلامية (سعادت أوروج) إلى أنّ الرئيس أردوغان بدا مصرّاً على الدفاع عن ضرورة وقف إطلاق النار وتطبيق الهدنة في إدلب، لافتة إلى أنّ الموقف التركي أثبت ولمرة جديدة أنّ الدولة الوحيدة المعنية بالمظلومين والأبرياء على طاولة المفاوضات من بين جميع الدول هي تركيا فقط، مضيفة: "قمة طهران كانت مهمة للغاية، وبدت تركيا حريصة على عدم تحوّل إدلب إلى ساحة لمجازر وجرائم جديدة، والسؤال هنا (ما موقف الدول الأخرى إزاء حرص تركيا والجهود التي تبذلها للحيلولة دون كارثة جديدة في إدلب؟ الجواب هو أنّ العالم بأسره يمرّ في اختبار للضمير والوجدان، ويبدو أنّه ككل مرة سيرسب في هذا الاختبار".

من جانبه أوضح (ماركار أسايان) في مقال نشرته (أكشام) أنّ تركيا بدت خلال القمة مدركة للمخاطر المحفوفة في حال استهداف إدلب بعملية عسكرية، مردفاً في الإطار نفسه: "أكّد الرئيس أردوغان خلال القمة على صعوبة الوصول إلى حلّ فيما يخص المشكلة السورية بين ليلة وضحاها، وفي حال لاحظت روسيا وإيران جديّة تركيا في هذا الصدد، من الممكن أن تشهد الساحة تطورات أكثر جديّة، ولاحظنا مرة جديدة أنّه في إطار السياسة الواقعية فإن تركيا هي الوحيدة التي ترد على ذكر الجوانب الإنسانية للأزمة، ودعوة الرئيس التركي خلال القمة وفي بث مباشر إلى وقف إطلاق النار كان تكتيكا ذكيّا للغاية، وذلك لكونّه حول بهذه الطريقة ضغط الرأي العام في هذا الصدد إلى عنصر من عناصر الدبلوماسية التي تجرى خلف الكواليس".

وذهب (مصطفى قره علي أوغلو) من صحيفة (قرار) إلى أنّ الأمر ازداد تعقيدا عقب القمة الثلاثية في طهران، مشيراً إلى أنّ ما بعد الاجتماع بدا مختلفا عما قبله بالنسبة لتركيا، مردفاً في الإطار ذاته: "عقدت القمة باجتماع دول ثلاث تتباين أفكارهم ومصالحهم السياسية فيما يتعلق بسوريا، والنقطة التي تم التوصل إليها بدت بعيدة عن توقعات وآمال أنقرة، وانحصر الموقف التركي في لفت الانتباه إلى المواقف الإنسانية في سوريا، إذ لم يكن بوسعها فعل شيء أكثر من ذلك، وبدت روسيا غير مكترثة للمخاوف الإنسانية التي أعربت عنها تركيا، ولا تنظر إلى الأمر كموضوع يعنيها، وبشكل تراجيدي بدت روسيا وإلى جانبها في وقت سابق الولايات المتحدة الأمريكية غير مكترثتين بالمشاكل التي ستواجه تركيا إزاء عملية محتملة تستهدف إدلب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات