هكذا بدأ طلاب الغوطة الشرقية عامهم الدراسي بعد سيطرة النظام

هكذا بدأ طلاب الغوطة الشرقية عامهم الدراسي بعد سيطرة النظام
توجه طلاب الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى المدارس التي افتتحت أبوابها مطلع الشهر الحالي، في ظل "صدمة كبيرة" كون العملية التعليمة أصبحت مختلفة، ولم تعد كما كانت عليه بعد سيطرة نظام الأسد على الغوطة.

وتحدث العديد من الطلاب عن تغيرات كثيرة طرأت على التعليم في المدارس من حيث اللباس والشعارات والمناهج. 

وقال (راشد أبو سعيد) الذي يعمل مدرسا في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، لأورينت نت، "بدأ الطلاب دوامهم وسط دهشة كبيرة على وجوههم، فالشعارات الصباحية التي طُلب منهم ترديدها تمجد بشار الأسد وحزب البعث وبطولات الجيش السوري".

وأضاف (أبو سعيد) أن "المدرسين من أبناء الغوطة أيضاً لم يكونوا مرتاحين، علما أن قسم كبير منهم اختار التهجير إلى الشمال السوري، لذلك استعيض عنهم بمدرسين من خارج الغوطة".

وأشار إلى أن مديرية التربية التابعة للنظام فرضت على طلاب المدارس لباساً موحداً، الأمر الذي شكل عبئا ماديا إضافيا على الأهالي، لا سيما أن الوضع الاقتصادي متردي جدا في الغوطة بعد سنوات الحرب والحصار، إضافة إلى "الأتاوات" التي يفرضها النظام وفروعه الأمنية على أصحاب المحال التجارية والمعامل.

من جهته، أشار (حسن حامد) الذي كان يعمل في مديرية التربية والتعليم التابعة للحكومة المؤقتة بالغوطة، إلى أنه من أصعب الأمور التي يعانيها الطلاب لا سيما في مرحلة التعليم الأساسي هي حالة الانفصام بين القيم والأخلاقيات التي حاول المدرسون زرعها في طلاب الغوطة أثناء سنوات الثورة، وتلك التي عاد النظام ليغرسها من جديد بعد سيطرته على الغوطة.

وأوضح أن النظام يغرس في عقول الطلاب أن من قام بتدمير المدارس وقتل المدنيين العزل هم "إرهابيون" وهذا الأمر يصيب الطلاب في ازدواجية ويؤدي إلى خلل في التنشئة، منوهاً إلى أن بعض المواد التي فرضها النظام ليتم تدريسها للطلاب تؤكد على "انتصارات الجيش السوري" وعن "إنجازات الأسد وحزب البعث". 

بدوره، قال (ماجد حسن محمد) مدرس في مدينة سقبا لأورينت نت، إن الظلم الذي تعرض له طلاب الشهادات في الغوطة من قبل النظام كان كبيراً، حيث رفض بعد سيطرته على الغوطة الاعتراف بشهادتي التعليم الأساسي والثانوي التي حصل عليها الطلاب من المدارس التابعة للحكومة السورية المؤقتة.

ولفت (محمد) إلى أن طلاب المرحلة الثانوية والطلاب الذين سجلوا في جامعات الغوطة الشرقية التي تتبع للحكومة المؤقتة، اضطروا لإعادة تقديم امتحاناتهم في شهادة التعليم الأساسي والبكالوريا، مؤكدا أن النظام لا يبالي بالسنوات التي ضاعت عليهم.

وكان (ماهر فرج) مدير تربية ريف دمشق التابعة للنظام، ذكر أنه "تم افتتاح 47 مدرسة في كافة بلدات الغوطة الشرقية التي تضم أكثر من 37 ألف طالب وطالبة، مبيناً أن مدينة دوما تحتوي على 10 مدارس تتضمن حوالي 12 ألف طالب من الصف الأول وحتى الصف التاسع، وفي حرستا مدرستين، وباقي المدارس موزعة على مدن وبلدات الغوطة الشرقية".

يذكر أن عشرات المدارس في الغوطة الشرقية تعرضت للدمار والتخريب نتيجة القصف الهمجي من قبل ميليشيا أسد الطائفية، كما أن هناك أكثر من 4 آلاف مدرسة مدمرة في جميع أنحاء سوريا، بحسب موقع وزارة التربية التابعة للنظام .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات