"وول سريت جورنال" تكشف تفاصيل استراتيجية أمريكا الجديدة حول سوريا

"وول سريت جورنال" تكشف تفاصيل استراتيجية أمريكا الجديدة حول سوريا
أشارت صحيفة "وول سريت جورنال" إلى أن الخطة الأمريكية الجديدة تأتي كتصحيح لمسار الرؤية التي وضعها (دونالد ترامب) حول سوريا والتي كانت تقتصر على إنهاء القتال ضد تنظيم "داعش" وإخراج القوات الأمريكية في "القريب العاجل"، كانعكاس لشعار "أمريكا أولا" الذي تبناه (ترامب) أمام قاعدته الشعبية.

وبحسب الصحيفة، فإن الخطة الجديدة تنسجم مع رغبة مسؤولي الأمن القومي الأمريكي في ردع خصوم الولايات المتحدة التقليديين، في الوقت الذي تسعى إليه روسيا وإيران للهجوم على إدلب، الخاضعة لسيطرة الثوار.

وتشمل الخطة الجديدة، إبقاء 2,000 جندي أمريكي في سوريا، وفرض عقوبات على رجال أعمال مقربين من (بشار الأسد) والانخراط أكثر في الدبلوماسية التي تتعلق بالملف السوري.

وتهدف هذه الخطوات، بحسب الصحيفة، لضمان تراجع دور إيران في سوريا وعدم عودة "تنظيم داعش"، بناء على ما صرح به المسؤولون الأمريكيون.

وترى الصحيفة، بناء على مسؤولين أمريكيين، أن شعار الإطاحة بـ (الأسد) والذي عملت عليه الإدارة السابقة، لم يعد أولوية أمريكية. وبدلاً من ذلك، يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى القيام بترتيبات سياسة شاملة داخل سوريا، بالإضافة إلى بث حياة جديدة في المفاوضات الدولية التي تدور حول سوريا.

وأشار (نيكولاس هاريس) الذي يعمل في "مركز الأمن الأمريكي الجديد" إلى أنه "من الواضح، أن لديهم طاقة جديدة تركز على سوريا".

وكانت الولايات المتحدة قد مرت بالعديد من التقلبات السياسية والتكتيكية، في محاولة كلا من إدارة (أوباما) و(ترامب) لوقف المذبحة في سوريا، إلا أن كلا الإدارتين ركزتا على التعامل بدقة شديدة مع التدخل الأمريكي.

والأسئلة التي يطرحها الخبراء الآن، بحسب الصحيفة، هي ما إذا كانت التحركات الأخيرة تمثل ظهور استراتيجية إقليمية، وإذا ما كان بمقدور الإدارة تشكيل الأحداث في سوريا، والأهم من ذلك، ما إذا كان (ترامب) سيلتزم بالنهج الجديد.

البقاء العسكري

تعتمد استراتيجية (ترامب) وفقا للصحيفة، على ثلاثة مكونات رئيسية. 

على الصعيد العسكري، قال المسؤولون الأمريكيون إن الإدارة تريد التأكد بشكل تام من تحقيق "الهزيمة الدائمة" بتنظيم "داعش"، وعلى هذا الأساس سيتم تمديد وجود القوات الأمريكية، لمدة عام الأقل.

وفي حين أن البيت الأبيض لم يقل بالضبط إلى أي مدى ستبقى القوات الأمريكية أو عدد القوات المطلوبة، إلا أن تحقيق الهزيمة الدائمة للمتطرفين، يتطلب أكثر من استعادة ما نبقى من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، بحسب قول المسئولين الأمريكيين.

كما يتطلب الأمر ضمان عدم قدرة التنظيم على العودة، كما فعل "تنظيم القاعدة" في العراق، بذرة "داعش" الأولى، وذلك بعد أقل من عامين من سحب إدارة (أوباما) للقوات الأمريكية من العراق في نهاية 2011. وهذا يعني تجنيد الولايات المتحدة وشركائها الدوليين للمزيد من قوات الأمن المحلية للحفاظ على الاستقرار في المناطق المحررة من التنظيم.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، سعت إدارة (ترامب) لطمأنه الحلفاء، وذلك من خلال تأكيدها على الانخراط في المداولات التي تدور حول مستقبل سوريا وبأنها لن تتسرع بالانسحاب عسكرياً، وأنها مستعدة أيضاً لفرض تكلفة فيما إذا قام نظام الأسد وروسيا وإيران في المضي قدما والهجوم على إدلب.

إشارات باتجاه إدلب

وتشير الصحيفة إلى أن الإدارة لم تقل علانية، ماهي الإجراءات التي تقوم بها في حال تم الهجوم على إدلب، حتى بدون استخدام الأسلحة الكيمائية، إلا أنها بعثت في الوقت نفسه بإشارة، يوم الخميس الماضي، عما تخبأه الإدارة من قرارات، وذلك من خلال فرض عقوبات على العديد من الشخصيات السورية واللبنانية التي دعمت (الأسد)، بما في ذلك (محمد القاطرجي) والذي قالت وزارة الخزانة إنه يسهل شحنات الوقود المقدمة لنظام الأسد عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة "داعش".

كما تشير الصحيفة إلى إشارة أخرى، أرسلتها الإدارة يوم الجمعة الماضي، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية عن بدء تدريبات عسكرية بالرصاص الحي، يشارك فيها أكثر من 100 مجند من مشاة البحرية الأمريكية في جنوب سوريا بالقرب من "قاعدة التنف".

وقال (تشارلز ليستر) من "معهد الشرق الأوسط" للصحيفة إن "إدارة ترامب استغرقت وقتا طويلا لتصبح جسماً متماسكاً وفعالاً عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع القضايا المعقدة والمستمرة مثل سوريا" مضيفا أن "الموقف الجديد للولايات المتحدة هو فكرة جيدة، فقط إذا ما تم دعم هذا الموقف بحزمة موثوقة من النفوذ.. ومع ذلك، يتعين علينا جميعا أن نضع في اعتبارنا عدم القدرة على التنبؤ بالرئيس ترامب، الذي سيواصل حدثه بتشجيعه بالانسحاب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات