كيف أثرت التطورات الراهنة على سير العملية التعليمية في إدلب؟

كيف أثرت التطورات الراهنة على سير العملية التعليمية في إدلب؟

تتعرض المدن والبلدات المحررة في ريف إدلب لقصف متواصل من قبل طيران الاحتلال الروسي وميليشيا أسد الطائفية، ما أجبر القائمين على العملية التعليمية في عدة مناطق على إيقافها، لا سيما بعد تكرار استهداف المدارس وسقوط عدة جرحى من الطلاب.

وحرصاً على حياة الطلاب، أعلنت مديرية "التربية والتعليم" في محافظة إدلب، (الإثنين) عن توقف العملية التعليمية في مجمعات (خان شيخون ومعرة النعمان)، نتيجة القصف المتواصل الذي تشنه ميليشيا أسد الطائفية على مدن وبلدات المحافظة.

وقال مشرف المجمع التربوي في معرة النعمان (خالد المحمود) لأورينت إن ميليشيا أسد الطائفية استهدفت صباح اليوم مدرستي "النضال وثانوية الذكور" في بلدة (جرجناز) جنوبي إدلب، بالعديد من القذائف الصاروخية، ما أسفر عن إصابة خمسة طلاب، بعضهم إصاباتهم خطرة.

وأشار إلى أنهم تلقوا توجيهاً من مديرية "التربية والتعليم" بضرورة إيقاف عمل المدارس إلى أجلٍ غير مسمى بسبب كثافة القصف، لافتاً إلى أن المدرستين تعرضتا لأكثر من 80 صاروخ، الأمر الذي أدى إلى دمار أجزاء كبيرة منهما.

وأضاف (المحمود) أن بقية المدارس في المنطقة، والتابعة للمجمع أبلغتهم بضرورة إيقاف الدوام فيها بسبب التخوف من استهداف مماثل وحرصاً على حياة الطلاب وسلامتهم.

بدوره، قال وزير التربية في "الحكومة السورية المؤقتة" الدكتور (عماد برق) إن الحل الوحيد لديهم في ظل الظروف الراهنة هو تعليق الدوام المدرسي، مرجعاً السبب إلى عدم وجود أماكن أخرى لنقل الطلاب والمدرسين إليها، كما كانوا يفعلون سابقاً.

وخلال تصريحات أدلى بها لأورينت، أضاف أنه ربما يمكن طرح خيار لنقل الطلاب إلى مناطق درع الفرات أو غصن الزيتون في ريف حلب، لكن الأمر صعب في الوقت الحالي بسبب افتقار هذه المناطق إلى الإمكانيات، وعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب والمدرسين.

وعن أعداد الطلاب تحدث الوزير عن قرابة 500 ألف طالب من جميع المراحل التعليمية سينحرمون من متابعة تحصيلهم العلمي في عموم محافظة إدلب وحماة في حال استمرار القصف، منوهاً إلى أن عدداً من المدارس في بعض المناطق شهدت استهدفاً ممنهجاً الأمر الذي دفع الأهالي إلى عدم إرسال أبنائهم إلى المدارس.

ووفقاً لـ (برق) فإن عدداً من (الكهوف والمغر) في بعض المناطق، تُستخدم كصفوف مدرسية وتستوعب أعداداً قليلة، لكنها لا تعتبر حلاً ناجعاً لهذه المرحلة، بسبب عدم توافر المناخ المناسب، ولضيق مساحتها.

من جانبه، فضّل (مصطفى أبو خالد) إبقاء ابنه دون تعليم، على أن يكون عرضة للاستهداف في مدرسته في بلدة (أم جلال) حنوبي إدلب، وقال لأورينت إن الوضع الراهن لا ينذر بالخير، لاسيما وأن نظام الأسد تعمد في السابق استهداف المدارس، خاصة في بلدة (حاس) حيث راح عشرات الطلاب ضحية استهداف طيران نظام الأسد مدرسةً في البلدة العام الماضي.

وأردف بالقول: " إنه وعائلته نزحوا أكثر من مرة، بحثاً عن منطقة آمنة، مشدداً على أن سيضطر للنزوح مرة أخرى باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا".

من جهته، أفاد مراسل أورينت بأن بلدة جرجناز شهدت حركة نزوح كثيفة، بسبب تعرضها للقصف، كما وتعرضت مدرسة بلدة حيش لقصف بالصواريخ التي تحمل قنابل عنقودية ما أدى إلى تدمير أجزاء من المدرسة دون وقوع إصابات.

وقررت "مديرية التربية" في إدلب قبل أيام إيقاف عمل المدارس في الريف الغربي ليوم واحد حفاظاً على حياة الطلاب، بحسب بيان أصدرته بعد ارتكاب الاحتلال الروسي عدة مجازر وتدميره لـ 3 مدارس.

وجاء في بيان المديرية الذي حمل عنوان "مجازر بالجملة و أطفال تقتل ومدارس تهدّم" أن الطيران الروسي ارتكب مجازر عدة في قرى وبلدات ريف إدلب الغربي، حيث قتل أكثر من 17 مدنياً أغلبهم أطفال و نساء كما دمّر عشرات البيوت والمرافق العامة.

واستهدف الاحتلال الروسي في هجمته مدرسة البدرية التابعة لمركز توجيه (محمبل) وهي مدرسة للمستوى الابتدائي يوجد فيها 83 طالباً وطالبة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات