تشديد أمني تركي وحالات ترحيل لعدد من السوريين.. ما الذي يجري؟

تشديد أمني تركي وحالات ترحيل لعدد من السوريين.. ما الذي يجري؟
كثف الأمن التركي منذ الشهر الماضي وحتى الآن من دورياته المنتشرة في شوارع بعض الولايات لا سيما الحدودية منها، إضافة للحواجز المنتشرة بكثافة على طول الطرق الرئيسية بين المحافظات، في وقت تتجه فيه الحكومة التركية لضبط الأمن بشكل كامل في المدن المتاخمة للحدود السورية، في ظل التوتر الذي تشهده محافظة إدلب.  

ولعل القرارات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة التركية بخصوص السوريين وتواجدهم وتنقلاتهم بين المحافظات التركية، هي خير دليل على (التشديد الأمني) في المحافظات الحدودية وبخاصة مدينة "أنطاكيا" التركية التي تحاذي الحدود السورية من ثلاث جهات (اللاذقية وإدلب وعفرين بريف حلب الشمالي)، وهو ما جعل الحكومة التركية لوضعها على رأس المدن المتخذ بشأنها (تدابير أمنية إضافية).

تشديد أمني وترحيل

وفي ظل التوترات التي تشهدها المنطقة لم يعد هناك مجالاً للتغاضي عن بعض المخالفات التي يقوم بها بعض اللاجئين السوريين أحياناً، ومنذ أن تم منحهم بطاقات حماية جديدة تحمل رقماً وطنياً تركياً، وهو ما جعل الحكومة التركية تعاملهم من حيث الواجبات والمسؤوليات كالأتراك تماماً.

يقول "محمود النعيمي" وهو لاجئ سوري في مدينة أنطاكيا التركية لأورينت نت"، إنه "قبل أيام تم ترحيل شقيقي الأكبر إلى سوريا رغم أنه لم يرتكب أي خطأ حديثاً، ويعود ذلك إلى وجود دعوى سارية بحقه من قبل أحد الجيران، نتيجة خلاف على بيع دراجة نارية منذ عام وما زالت الدعوى قائمة في القصر العدلي، ولكن تفاجأ أخي بعد إيقافه على أحد الحواجز الأمنية بأنه مطلوب بسبب وجود مذكرة بحقه وتم اقتياده إلى الأمنيات بداية ثم تم ترحيله إلى سوريا خلال ساعات قليلة".

ويضيف: "دهشنا لما جرى ولم نكن نتوقع أن تكون الأمور بهذا السوء، كما أننا لم نتوقع أن تؤدي مخالفة من هذا النوع لترحيل شخص، وبعد السؤال تم إبلاغنا أن القانون أصبح ينص على ترحيل أي سوري إلى بلاده في حال ارتكب أية مخالفة" مشيراً إلى أن هذه القوانين جديدة، على حد قوله.

قانون واحد لجميع المحافظات

الإجراءات الجديدة لم تقتصر على محافظة دون أخرى، فقد شهدت محافظة إسطنبول قبل أيام ترحيل عدد من الشبان السوريين، بعد أن تبين أن (قيود هوياتهم) تم إلغاؤها، بسبب مغادرتهم إلى سوريا والعودة من جديد إلى تركيا بطرق "التهريب" حيث تم اعتقال الشبان من قبل إحدى الدوريات وتم اقتيادهم إلى مديرية الأمن قبل أن يتم نقلهم إلى الحدود وترحيلهم إلى بلادهم، وقد سبب ذلك حالة من الرعب لدى السوريين ممن هم في مثل وضعهم ودفعهم للنأي بأنفسهم والابتعاد عن مراكز المدن واللجوء للعمل والسكن في البلدات والقرى المحيطة بالمحافظات التي تكون فيها دوريات الأمن قليلة جداً.

يقول "رضوان جبقجي" وهو أحد الذين تم ترحيلهم وينحدر من مدينة حلب في حديث لأورينت نت، إن عملية الترحيل تمت بعد القبض عليهم في "ميدان تقسيم" حيث تم طلب هوياتهم وبعد عملية تفييش بسيطة تم اعتقالهم ومن ثم نقلهم إلى مديرية أمن "بايزيد" في إسطنبول ليتخذ القرار بحقهم، لافتاً إلى أنه ولأكثر من مرة تعرض للتفييش ولكن في كل مرة كان عناصر الدورية يطلبون منه مراجعة الأمنيات ولكن في هذه المرة لم يكن الوقت كافياً للحديث حتى: "تم نقلنا إلى مديرية الأمن وخلال 20 ساعة كنا داخل الأراضي السورية".

أنطاكيا في رأس القائمة

على الحدود مع سوريا وبالتحديد في مدينة أنطاكيا، نحو 10 دوريات تنتشر في الشوارع متخفية بزي "مدني"، حيث يظهر عناصر الأمن بشكل مفاجئ لطلب الهوية التركية (الكمليك) بعد أن يبرز فيها (ِشارة الشرطة أو البطاقة الأمنية الخاصة به) مع عبارة (بوليس) وهذا ما جعل الوضع في هذه المحافظة أصعب من غيره وذلك بسبب تخفي الدوريات وظهورها فجأة.

أما بالنسبة لعمليات الترحيل فقد شهدت المدينة وفقاً لمصادر إعلامية، نحو 131 حالة ترحيل خلال الشهر الماضي فقط ممن هم مقيمون فيها دون غيرهم من المحافظات الأخرى، من بينها نحو 13 حالة سلموا أنفسهم للشرطة وطلبوا الرحيل (طواعية) ومن تبقى تم ضبطهم في المدينة وريفها ومن ثم تم ترحيلهم إلى سوريا لأسباب شتى تتعلق بالمخالفات أو عدم وجود قيود لهم أو ارتكابهم لجرم ما.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات