كيف استغلت روسيا فصائل المصالحات لتحقيق مصالحها؟

كيف استغلت روسيا فصائل المصالحات لتحقيق مصالحها؟
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن روسيا استطاعت خداع فصائل “المصالحات” في سوريا، ووضعتهم تحت "رحمة بشار الأسد"، واتخذت من ذلك وسيلة للضغط على الحكومات الغربية من أجل الحصول على أموال لإعادة الإعمار.

وتضيف الصحيفة أن عملية التفاوض التي تقودها روسيا مع الفصائل تغذي رواية النظام التي يدعي فيها أنه يتفاوض مع "المعارضة"، وبالوقت نفسه تستطيع إقناع اللاجئين بالعودة وتسوية أوضاعهم ولكن من ناحية أخرى استطاعت روسيا جذب المئات من مقاتلي الفصائل وتحييدهم بحجة عدم قدرة النظام على ملاحقتهم وتشكيل نواة عسكرية من الفصائل دون تدخل النظام بهم ولكن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح.

عملاء للنظام

وقال الإعلامي والكاتب الصحفي نورس العرفي لأورينت نت بأن فصائل المصالحات أو "الضفادع" كما يحب الثوار تسميتهم، القسم الأغلب منهم عبارة عن عملاء للنظام تم زرعُهم سابقاً، والهدف من ذلك إيصال المعلومات للنظام، والآن جاء وقتهم لإبرام تلك المصالحات التي تضعف الروح المعنوية لدى الفصائل التي تريد المقاومة، وانتشرت تلك الفصائل بكثرة في الجنوب بسبب ارتباطهم السابق بالموك والموم.

وأضاف نورس بأنهم أفشلوا معارك للثوار لعدم تحركهم فيها أو لتقاعسهم عن تأدية واجبهم لأنهم لم يأخذوا الأمر من أسيادهم، وقسم من قادة تلك الفصائل عبارة عن مرتزقة ما يهمهم هو المال والسلطة، وهذا ما وعدتهم به روسيا، وروسيا ليست مهتمة بتنفيذ وعودها لهم، لأنها والنظام لا يحترمون تلك الفصائل حتى يهتموا بهم وبالإيفاء بالالتزامات تجاههم.

مشيراً إلى أنه بحسب تصريحات أناس متنفذين في نظام الأسد فإن مصير عناصر تلك الفصائل القتل أو الاعتقال، إلا أذا شعر النظام  بولائهم المطلق فحينها سيضعهم على الجبهات وفي الخطوط الأولى للتخلص منهم أيضا ولكن بطريقة أخرى.

قادة المصالحات

موضحاً  أنه بالنسبة لقادة المصالحات فهم نوعان: الأول العملاء السابقين وهم من تثق بهم القيادة الروسية والنظام وستستعملهم وينضموا لقوات النظام، لأنهم بالأساس معها لكنهم كانوا بمهمة استخباراتية، أما النوع الثاني فهم المرتزقة، ومن يسعون للسلطة، فهؤلاء سيتم التخلص منهم فورا لعدم الثقة بهم، فروسيا تعلم أنهم باعوا وطنهم فيمكن أن يبيعوها بأي وقت لمن يدفع أكثر.

وقامت روسيا  بتشكيل الفيلق الخامس وذلك بعد سيطرتها على المناطق التي تقع تحت سيطرة الثوار ومنها الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وريف دمشق الجنوبي والقلمون ومنطقة درعا، وذلك بهدف احتواء المقاتلين الذي قبلوا بتسوية أوضاعهم بعد أن تم تدريبهم وزجهم بالجبهات خصوصاً في منطقة السويداء ومعركة إدارة المركبات في حرستا قبل سقوط الغوطة الشرقية.

ويقول خالد عمار وهو ناشط من منطقة درعا لأورينت نت بأنه روسيا أعطت الكثير من التطمينات لقادة الفصائل وذلك بهدف كسبهم مع مقاتليهم للبقاء في مناطقهم والانضواء تحت الرعاية الروسية، وبعد الانتهاء من جميع المناطق الثائرة بدأت تتكشف الخدعة الروسية وذلك من خلال المساح للنظام بالانتقام من المدنيين وعناصر الفصائل في المناطق التي قامت فيها التسويات.

مضيفاً بأن هناك عشرات الدعاوى التي ترفع حاليا في محاكم النظام بحق  قادة وعناصر في فصائل درعا بتهم القتل والاعتداء على الأملاك الخاصة وهذا الأمر سيمسح للنظام باعتقال العناصر المناوئة له بشكل قانوني دون تدخل روسي بحجة فرض القانون في المناطق الخارجة عن سيطرته، حيث إن الفصائل المقاتلة لن تستطيع الوقوف في وجه تصرفات النظام بعد الضوء الأخضر الروسي له بحرية التصرف.

مشيراً إلى الصفحات الموالية للنظام وحتى المقاتلين في جيش النظام والمليشيات الإيرانية يتهمون عناصر المصالحة بأنهم خونة ويجب محاكمتهم أو يجب على القوات الروسية التخلي عنهم وطردهم من المناطق التي يسيطر عليها النظام، حيث إن هذا الأمر يدل على وجود رغبة من قبل النظام في تصفية الفصائل التي قبلت بالتسوية ولكن  خلال فترات متعددة.

من جهته يقول الباحث السياسي سالم عبد الله بأن روسيا متفقة مع النظام وحتى إسرائيل والدول الغربية على ضرورة إنهاء الحالة الميليشاوية، وخصوصاً بعد انتهاء مهمتها في القتال حيث إن المرحلة القادمة ستشمل تصفية الميليشيات في مناطق سيطرة النظام وستشمل فصائل المصالحات وميليشيات الدفاع الوطني والرديفة وحتى سيصل الأمر للميليشيات الشيعية والإيرانية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات