هكذا تأثّر "حزب الله" من العقوبات الأمريكية على إيران

هكذا تأثّر "حزب الله" من العقوبات الأمريكية على إيران
بدأت العقوبات الجديدة التي أعادت الولايات المتحدة الأمريكية فرضها على إيران، تشكل مصدراً جديداً للضغط على ميليشيا "حزب الله"، إذ تفيد بعض المصادر إلى بدء اتخاذ الميليشيا إجراءات تقشفية للحد من الضائقة المالية، إضافة إلى أنها بدأت تدريجياً الاستغناء عن "المتطوعين السوريين" في صفوفها، خاصة من ريف دمشق الغربي ومنطقة القلمون المحاذية للأراضي اللبنانية.

الاستغناء عن جواسيس "حزب الله في سوريا 

ولفتت المصادر إلى أن العقوبات الأميركية على طهران التي أدت إلى إنهيار العملة تراجع التمويل والدعم اللازم لـ "حزب الله" مادفعه للبدء بتقليص نفقاته وإنهاء عقود المقاتلين المتعاقدين -غالبيتهم من السوريين- جُنّدوا أثناء المعارك التي خاضتها الميليشيا على مناطق المعارضة السورية واستخدمتهم كمصادر معلومات عسكرية للمناطق التي تجهلها، حيث طال التقليص من قاتلوا معها وأرشدوها على أفضل الطرق لإحداث ثغرات في تحصينات المعارضة، وبحسب المصادر فإن أجور عملاء "حزب الله" لا تتجاوز الـ 300 دولار أميركي.

الذعر يصيب جمهور "حزب الله"

وفي السياق يقول أحد السياسيين اللبنانيين البارزين إن "حالة من الرعب بدأت تصيب بيئة حزب الله، إذ إن للمال الإيراني دورا مهما في الحياة السياسية والحزبية للحزب، والدورة الإقتصادية الخاصة التي يشكلها في البيئة الشيعية الحاضنة خصوصاً، تجعلنا ندرك ونفهم حالة الذعر التي تُصيب جمهوره هذه الأيام مع كل هبوط جديد لسعر صرف الريال الإيراني مقابل الدولار الأميركي".

هذه الحقيقة لا تحتاج إلى إعمال العقل ولا يمكن للحزب أن يُهدّأ من روع جماهيره، فقد صرّح الأمين العام له (حسن نصر الله) بكل وضوح في أحد خطبه منذ فترة أن "معاشات حزب الله وأكله وشربه وسلاحه وصواريخه هي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأضاف "طالما بإيران في فلوس يعني معنا في فلوس"، وهذا يعني أنه عندما تجفّ الأموال في إيران فإن الأموال عند الحزب سوف تجف، فالمال هو عمود خيمة هذا الحزب فإن هذه الخيمة مهدّدة بالسقوط حتماً، وهذا ما بدأنا نسمعه همساً بين جدران البيوت.

البصرة لم تعد الحديقة الخلفية

وبعيداً عن لبنان يبدو أن الميليشيات الشيعية في العراق بدأت أيضاً ترزح تحت ضغوطات مالية هائلة مع تراجع قدراتها على التمويل، ووفق مصادر عراقية فإن حالات إنشقاق كثيرة ترصد في صفوف تلك المليشيات ولاسيما بعد عجز البعض منها عن تسديد رواتب عناصرها، وهذا ما فضحته التظاهرات الأخيرة في العراق ولاسيما تظاهرات البصرة وهي الخزان البشري للمليشيات والحديقة الخلفية لإيران والتي لطالما اعتبرتها طهران بحكم الساقطة "حكماً"  تحت نفوذ الحرس الثوري.

وتشير المصادر العراقية أنه بعد القرار الأميركي بإعادة العقوبات نددت بعض الجهات السياسية بالعقوبات ضد إيران لكنها رحبت سراً بها، فهي تجدها فرصة للخلاص من الهيمنة الإيرانية على العراق، فيما تعتبرها جهات أخرى بصيص أمل لإمكانية تغيير المعادلة السياسية في البلاد بالوصول إلى عراق مدني غير طائفي تحكمه مؤسسات وقانون واحد ولا سلطة لرجال الدين أو الأحزاب الطائفية فيه.

رحلة البحث عن الممر السري

في مقابل الوضع المأزوم الذي تعيشه إيران ومليشياتها تحاول طهران الإلتفاف على العقوبات التي تخنقها وخاصة تلك المنتظر دخولها حيز التنفيذ إبتداءً من 4 تشرين الثاني، عبر إيجاد أطر بديلة تسمح لها التفلت من القيد المحكم. ووفق مصادر مطلعة فإن محافظ البنك المركزي (عبد الناصر همتي) سمح لمكاتب الصرافة باستيراد الذهب والعملات النقدية الأجنبي التي كانت محظورة في السابق.

وتؤكد المصادر الى أن طهران تحاول البحث عن ممر جوي سري تنظم من خلاله العمليات التجارية بالتستر وراء شركات أجنبية مسجلة في دول أجنبية وإفريقية وتنقل البضائع مموهة برحلات للطيران المدني الى دول الشرق الأوسط ولاسيما لبنان والعراق حيث تنقل لاحقاً براً الى طهران، مضيفةً "أن إصرار طهران على الإحتفاظ بالممر البري بين بيروت وطهران عبر سوريا والعراق لأنه المتنفس الأخير قبل الاختناق".

 

ووضعت المصادر التقرير الاستخباراتي الغربي الذي كشف عن رحلتين نادرتين وغير عاديتين لشركة "قشم فارس" الإيرانية للطيران المدني من طهران إلى المطار الدولي في بيروت عبر ممرات غير مألوفة أنها محاولة جس نبض عن إمكانية التفلت من المراقبة.

التعليقات (1)

    ياسر منصور

    ·منذ 5 سنوات 6 أشهر
    بدأ دوركم ينتهي ياأذاب الفرس المجوس ، للأسف الناس كانوا مخدوعين بالمقاومة , ولكن تبين لهم أنهم أصحاب أهداف فاسدة لتغيير من دومغرافية بيروت وقت الحرب سنة 1981وقت إجتياح بيروت لإخراج مقاتلين فتح منها. وإستبدال (المقاومة المزعومة) مكانهم فهم من حافظ على أمن إسرائيل مثل نظام الأسد.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات