كيف أثرت أحداث مدينة (كيمنتس) على اللاجئين السوريين في ألمانيا؟

كيف أثرت أحداث مدينة (كيمنتس) على اللاجئين السوريين في ألمانيا؟
شهدت العديد من المدن الألمانية خروج عدة مظاهرات ردا على أعمال الشغب التي ارتكبتها أحزاب يمنية معادية للاجئين، الأسبوع الماضي، في مدينة كيمنتس شرقي ألمانيا، إثر مقتل شاب ألماني في شجار مع لاجئين، حيث دعا نشطاء يساريون وأعضاء الجمعيات المعنية بمساعدة اللاجئين إلى مظاهرات في مقاطعة "بادن فوتنبرغ".

وكانت عدة مدن أهمها "هامبورغ، برلين، ميونخ وكيمنتس" خروجت في الأيام القليلة الماضية بمظاهرات حاشدة رفضا للعنصرية ودعما للاجئين، حيث تخطى عدد المشاركين في مظاهرة "هامبورغ" 10 آلاف متظاهر، بينما شارك بمظاهرة مدينة كيمنتس 70 ألف شخص، رفعوا خلالها شعارات تندد بالعنصرية كـ"لا مكان للكراهية في ألمانيا"، "النازيون إلى القمامة"، "لاتقلقوا نحن معكم" في إشارة إلى اللاجئين.

الشعب الألماني قال كلمته

وقال السيدة (آنية رالف) من منظمةrefugees welcome  "أهلا باللاجئين" في ولاية بافارايا لأورينت نت، إنه "لشي معيب أن نشاهد في ألمانيا النازيين يتحركون بحرية ويمارسون عنصريتهم تجاه اللاجئين والأجانب، وهناك تقاعس من السياسيين والحكومة"، مؤكدة أن "الشعب الألماني قال كلمته وخرج إلى الشوارع بالآلاف ومازال يخرج رفضا لهذه العنصرية البغيضة".

وشددت رالف أن "المسألة في كيمنتس ليست مسألة قتل ألماني من قبل أجانب، بل هي أن أنصار اليمين والنازيين يحاولون بث الشائعات والفوضى من أي حدث يجري في ألمانيا يكون اللاجئ طرفا فيه، والخوف اليوم ليس على اللاجئين فحسب بل الخوف على مستقبل ألمانيا كله بسبب هذه الأعمال الغوغائية التي ترتكب.

مطاردة اللاجئين

بعد عملية قتل الشاب الألماني على يد لاجئين في مدينة كيمنتس التابعة لولاية "سكسونية" احتشد المئات من أنصار الأحزاب اليمينية، والتي تحظى بشعبية مقبولة في المدينة مقارنة بالمدن الأخرى، وتظاهروا ضد اللاجئين والأجانب، وقاموا بأعمال عنف طالت اللاجئين، حيث قاموا بتكسير محلاتهم، كما أخذوا يضربون أي لاجئ أو أجنبي يصادفونه في الطريق، وكشفت تسجيلات كاميرات المراقبة لدى الشرطة مطاردة اللاجئين في الشوارع.

وقال (حسن الأمير) لاجئ سوري يسكن في "كيمنتس" لأورينت نت، إن السوريين حذروا بعضهم بعدم الخروج من المنزل بعد حادثة مقتل الشاب الألماني، إلا في الحالات القصوى، مشيرا إلى أن صاحب العمل الذي يعمل لديه أصبح يأتي إلى منزله لكي يصطحبه معه حتى تهدأ الأمور.

وأضاف (الأمير) أنه رغم أخذ الحيطة وكافة التدابير من قبل السوريين المقيميين في كيمنتس، إلا أن ذلك لم يمنع من تسجيل عشرات الحالات لاعتداءات من أنصار اليمن، لافتا إلى أن زوجة صديقه أصيبت بجروح بعد أن رمى أحدهم الحجارة على نافذة منزله.

وأوضح أن الشتائم والعبارات العنصرية والكتابة على الجدران ضد اللاجئين مستمرة إلى اليوم، ما دفع عدداً من السوريين للانتقال إلى مدن أخرى بشكل مؤقت.

يشار إلى أن أحداث كيمنتس هزّت البلاد وتسبّبت بأزمة سياسية داخل الحكومة الألمانية، والخلاف داخل الحكومة هو بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير داخليتها هورست سيهوفر الذي وقف إلى جانب متظاهري اليمين المتطرف في كيمنتس، في حين ندّدت ميركل بما اعتبرته "خطاب كراهية" استخدم من قبل متظاهري اليمين المتطرف.

إلى ذلك، دعا العديد من المسؤولين السياسيين الألمان إلى ضبط النفس، لتجنّب وقوع أعمال عنف مشابهة لتلك التي وقعت في مدينة كيمنتس، في حين أرسلت الشرطة تعزيزات إلى كيمنتس والمناطق التي تشهد خروج مظاهرات خوّفاً من وقوع صدامات بين المؤيدين للاجئين والمعارضين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات