ما أسباب الخلاف بين الوحدات الكردية وميليشيا أسد في الحسكة؟

ما أسباب الخلاف بين الوحدات الكردية وميليشيا أسد في الحسكة؟
اندلعت اشتباكات بين الوحدات الكردية وميليشيات الأسد بريف الحسكة شمال شرق سوريا، إثر خلافات حادة بين الشرطة الكردية (الأسايش) وقوات الأمن العسكري في مدينة القامشلي، نتج عن هذه الاشتباكات عدد من القتلى عند الطرفين.

وأكدت مصادر محلية لأورينت نت أن عدد القتلى تجاوز 20 قتيلاً، وأن ميليشيات أسد الطائفية هاجمت حواجز وحدات الأسايش الكردية رداً على مقتل أكثر من 14 عنصراً لها من قبل الوحدات الكردية، وما تزال حالة الاستنفار بأقصى درجاتها بين الطرفين، حسب نفس المصادر.

اعتقالات متبادلة

وقال الناشط (سراج الحسكاوي) لأورينت نت، "تعود أسباب الخلافات الحادة بين قوات الأسايش الكردية والتي تُعتبر الذراع الأمني للإدارة الذاتية الكردية في المنطقة، وقوات الأمن التابعة لميليشيات الأسد، تعود إلى الاعتقالات التعسفية بين مؤيدي الطرفين وذلك بحجج مختلفة ولكن لا يسمح كل طرف بما يقوم به الطرف الآخر".

وأوضح (الحسكاوي) عمليات الاعتقال هذه بقوله، "قامت قوات الأمن الكردية باعتقال أكثر من 100 شخصية قامت بالترشّح لانتخابات المجالس البلدية التابعة لنظام الأسد في مدن القامشلي والحسكة والريف التابع لهما، وبالمقابل قامت دوريات الأمن العسكري التابع لنظام الأسد باعتقال عدد من الشباب الكورد من مدينة القامشلي بتهمٍ مختلفة منها خدمة العلم والتورّط باعتداءات سابقة على قوات النظام".

وأشار (الحسكاوي) إلى أن هذه الاعتقالات المتبادلة ساهمت بانفجار الوضع الأمني في مدينة القامشلي خصوصاً، وقال (الحسكاوي) لأورينت نت، "رغم أن الوحدات الكردية سمحت لقوات الأمن التابعة لميليشيا أسد بالبقاء ضمن المربع الأمني في مدينة القامشلي، إلا أن قوات الأمن هذه تتعدى أحياناً حدودها وتتجوّل ضمن أحياء المدينة مما يستفزّ الوحدات الكردية، وهذا بدا ظاهراً عند توقيفهم على حواجز قوات الأسايش، وحصول الملاسنة فيما بينهم بشكل مباشر".

خلاف بين الإدارة الذاتية والإدارة المحلية

جرت مفاوضات بين مجلس سوريا الديمقراطية التابعة للإدارة الذاتية الكردية، وبين نظام الأسد حول الرؤية المستقبلية بين الادارة الذاتية والادارة المحلية المتمثلة بالمجالس البلدية، ولكن المفاوضات فشلت خاصة بعد محاولة نظام الأسد اعتقال الوفد الكرديّ المفاوض.

وبهذا السياق يقول الناشط (رودي الكردي) لأورينت نت، "بعد المفاوضات الفاشلة بين نظام الأسد والإدارة الذاتية التي مثلها حزب الاتحاد الديمقراطي، حصلت عدة خلافات بين الطرفين وخاصة فيما يتمثل بشكل الحكم الاداري للمنطقة، فنظام الأسد يريد الحكم تحت سيطرة المجالس البلدية التابعة لإدارته المحلية، والوحدات والأحزاب الكردية تريد الحكم عبر الادارة الذاتية الموجود حالياً والتابعة لمجلس سوريا الديمقراطية".

وكشف (الكردي) لأورينت نت مدى الخلاف بين الادارتين الذاتية والمحلية والذي تسبب بانفجار الأزمة بين قوات أمن الطرفين، حيث قال "حاول نظام الأسد فرض نظام حكمه لشمال شرق سوريا خلال المفاوضات من خلال حصر الإدارة بالمجالس البلدية والتي ستجري انتخاباتها أواسط الشهر الحالي، بينما طالب مجلس سوريا الديمقراطية بأن يكون الحكم تشاركياً بين الادارة الذاتية والادارة المحلية، فرفض نظام الأسد ذلك وحاول اعتقال الوفد المفاوض لولا تدخّل الجانب الروسي، وهذا الخلاف كان سبباً باصطفاف قوات الأسايش الكردية خلف ادارتها الذاتية، وقوات الأمن خلف إدارتها المحلية".

قطع الطريق بين المطار والمربع الأمني

تُسيطر ميليشيات الأسد الطائفية على المربع الأمني داخل المدينة وعلى مطار القامشلي الواقع جنوب المدينة، وبينهما شارع الحسكة الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية.

وبدوره قال الناشط (آلان محمد) لأورينت نت، "عادة تقوم قوات أمن النظام بتبديل دورياتها بين المربع الأمني ومطار القامشلي رغم سيطرة قوات الأمن الكردية على الطريق الواصل بينهما، ولكن بالفترة الأخيرة حاولت ميليشيا أسد تدعيم مفارزها الأمنية داخل المربع الأمني بالعتاد والذخيرة الثقيلة، وهذا ما رفضته قوات الأسايش المسؤولة عن حماية مدينة القامشلي وريف الحسكة".

وأكمل (محمد) حديثه قائلاً، "لذلك عملت قوات الأسايش الكردية على قطع طريق الحسكة الواصل بين المربع الأمني ومطار القامشلي، وعند مرور دوريات الأمن العسكري التابعة لنظام الأسد، حاولت الأسايش منعها من الذهاب للمطار وجلب الذخيرة، فحصل الخلاف الذي تطوّر مباشرة للاشتباك بالذخيرة الحيّة بين الطرفين، والذي أدى لمقتل وجرح العشرات من الطرفين".

ويُشار إلى أن الوحدات الكردية في الحسكة قدمت اعتذارها لنظام الأسد عمّا حدث بمدينة القامشلي، إلا أن النظام رفض الاعتذار مهدداً على لسان محافظه بأخذ الثأر لجنوده، ما جعل حالة الاستنفار مستمرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات