ما الذي يعنيه التوافق التركي الإيراني حول منطقة شرق الفرات؟

ما الذي يعنيه التوافق التركي الإيراني حول منطقة شرق الفرات؟
اجتمع الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) ونظيره الروسي (فلاديمير بوتين) (الإثنين) في (سوتشي) بهدف تناول آخر التطورات التي تشهدها مدينة إدلب، حيث أعلن الرئيسان عن أهم القرارات التي توصّلا إليها، والتي كان أهمها إنشاء منطقة منزوعة السلاح تصل تتراوح ما بين 15 إلى 20 كيلو مترا.

ما الرسالة التي أراد الرئيس أردوغان إيصالها من خلال لفت الأنظار إلى شرق الفرات في خضم الحديث عن إدلب؟ وكيف توافقت طهران مع أنقرة في خصوص المنطقة المذكورة؟ كيف سعى أردوغان إلى جعل شرق الفرات محورا جديرا بالذكر خلال قمّة سوتشي؟ أسئلة أجاب عنها (سيدات أرغين) الكاتب والإعلامي لدى صحيفة حرييت في مقال جاء تحت عنوان (بعد الانتهاء من إدلب ستتوجه الأنظار نحو شرق الفرات).

ذهب الكاتب أرغين إلى أنّ الرئيس التركي بدأ الحديث عن منطقة شرق الفرات منذ قمّة طهران التي عقدت قبل ما يزيد عن 10 أيام، مؤكدا مرّة أخرى على ضرورة إيجاد حل سريع لما تشهده المنطقة المذكورة من تطورات غير مريحة -على حدّ تعبيره- بالنسبة إلى تركيا.

وعكف أرغين على ذكر تصريحات الرئيس أردوغان فيما يخص شرق الفرات، والتي قال فيها: "مع توجّه الأنظار نحو إدلب تشهد منطقة شرق الفرات تطورات غير مرغوب بها، هناك قوى أجنبية تتخذ خطوات تحت ذريعة محاربة داعش، إلا أنّ هذه الخطوات تتجه نحو استقامة أخرى"، ولفت الكاتب إلى أنّ الرئيس أردوغان عبّر فيما بعد صراحة عمّا أراده بقوله (قوى أجنبية)، حيث قال -والحديث لأردوغان "تركيا منزعجة للغاية من استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها للتنظيمات الإرهابية، فقد وصل حجم الدعم الذي قدّمته أمريكا للوحدات الكردية ما يقارب 20 ألف شاحنة، بالإضافة إلى معدّات أخرى".

وأشار إلى أنّ الرئيس أردوغان شدد على أنّ تقوية يد الوحدات الكردية من خلال الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية لها تشكّل خطرا فيما يخص وحدة الأراضي السورية، داعيا قوى التحالف على ضرورة اتخاذ خطوة مشتركة حيال الأمر".

ونوّه الكاتب إلى أنّ الأمر الذي أدّى إلى تقوية وجهة نظر تركيا فيما يخص منطقة شرق الفرات، التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني (روحاني) الذي قال خلال القمّة: "علينا جميعا أن نعمل من اجل إدلب وشرق الفرات، وعلينا حل عقدة شرق الفرات، ومن الضروري أن ندفع أمريكا نحو الانسحاب من المنطقة، فأهم عامل خلف استمرار الأزمة هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية".

ووفقا لأرغين فإنّ روسيا وعلى الرغم من عدم تطرّقها لموضوع شرق الفرات صراحة، إلا أنّها عكفت عليه بطريقة غير مباشرة حين قال بوتين في القمة: "من الضروري أن تكون الأراضي السورية جميعها تحت سيطرة ما أسماها بـ الحكومة الشرعية".

وذكّر أرغين بتصريح الرئيس روحاني الذي أفاد بأنّ الملف الذي سيعقب إدلب ستكون منطقة (شرق الفرات) موضحا -والحديث للكاتب- أنّ تصريحات الرئيس أردوغان فيما يتعلق بشرق الفرات عبّرت عن اعتراض تركيا بشكل صارم للسياسة التي تتبعها أمريكا في المنطقة، ولا سيّما أن الرئيس أردوغان شدد مجددا على ضرورة عدم التمييز بين تنظيم إرهابي وآخر.

وختم الكاتب لافتا إلى أنّ حساسيّات كلّ من تركيا وإيران فيما يتعلق بشرق الفرات ستنتقل إلى طاولة المباحثات في جنيف، موضحا أنّ الرئيس أردوغان نجح في تسليط الضوء وعلى مرأى من الرأي العام للسياسة التي تنتهجها أمريكا في المنطقة، على الرغم من كون كافة الأنظار كانت منصبّة ومهتمة لما يحدث في إدلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات