صحيفة تركية: "اتفاق إدلب" بوابة أنقرة إلى مناطق أخرى في سوريا

صحيفة تركية: "اتفاق إدلب" بوابة أنقرة إلى مناطق أخرى في سوريا
أشار كثير من المحللين والخبراء الاستراتيجيين مع اكتساب التطورات السياسية والعسكرية فيما يخص إدلب زخماً كبيراً إلى أنّ روسيا لن تبالي بموقف تركيا، وستصرّ على موقفها الحازم في القيام بعملية عسكرية في المدينة.

ولفت البعض إلى أنّ إدلب ستهدم كل ما تمّ التوصّل إليه من خلال اجتماعات أستانة بين روسيا وتركيا وإيران فيما يتعلق بسوريا، مؤكدين على أنّه ما من قوّة ستتمكن من تحييد موسكو عن قرارها وإصرارها.

لصالح من تشكّلت تطوّرات مرحلة إدلب؟ وما هو مستقبل العلاقات الروسية-التركية؟ وهل يستمر التعاون الثنائي بين البلدين خلال المرحلة القادمة؟ أسئلة أجاب عنها (حسن بصري يالتشن) الكاتب والإعلامي التركي في مقالة نشرتها صحيفة (صباح) تحت عنوان "روسيا تقترب من تركيا"، ذهب فيها إلى أنّ روسيا بدت خلال المفاوضات مع تركيا أكثر عقلانية، وأثبتت أنّ ما يهمها هو سلامة قواعدها العسكرية، وليس زيادة نفوذها على غرار ما تسعى إليه طهران.

وقال (يالتشن) في هذا السياق: "ادّعى البعض أنّ الهم الأكبر لروسيا فيما يتعلق بإدلب هو ضرب وتقسيم حلف الناتو، وذهبوا إلى أنّ موسكو تستخدم تركيا كأداة، وأنّ إصرار الأخيرة لتجنيب إدلب عملية عسكرية محتملة لن يجدي نفعاً، وأنّها سترضخ للأمر الواقع، إلا أننا عندما ننظر إلى اللوحة التي خرج بها اجتماع سوتشي تبيّن العكس تماما، واتضح أنّ موسكو لا ترغب بتطهير مذهبي أو عرقي في المدينة على غرار الأسد، ولا تسعى بالتوسّع على غرار إيران، وإنّما راضية من النفوذ الذي حققته حتى الآن، وأنّ أولويتها هي الحفاظ على سلامة وأمن قواعدها العسكرية في سوريا".

وأوضح الإعلامي التركي، أنّ موسكو أثبتت جاهزيتها للتفاوض، وأنّها غير مرتبطة بقراراتها بكلّ من الأسد وإيران، مضيفا: "بدت روسيا رافضة لسياسة أمر الواقع التي تحاول أمريكا وإسرائيل فرضها عليها، وبإمكاننا أن نفهم تخبّط إسرائيل من خلال ما فعلته في سوريا عقب الإعلان عن نتائج اجتماع سوتشي، إلا أنّ إسقاط الطائرة الروسية أثبت أمرا آخر وهو أنّ موسكو في سوريا ضعيفة جويّا من الناحية التقنية، وهذا قد يدفع بها إلى تكثيف جهودها وبالتالي تدارك هذا الضعف خلال المرحلة القادمة".

روسيا تقترب من تركيا

وبحسب (يالتشن) فقد أثبت اجتماع سوتشي رغبة موسكو بالتقارب من تركيا، مؤكدا - والحديث للكاتب - على أنّ تطورات المشهد في إدلب جاءت لصالح تركيا، موضحاً أنّه بات بإمكان أنقرة الجلوس في المرّات القادمة وفي يدها ملفا شرق الفرات وشرق البحر الأبيض المتوسط.

ونوّه الكاتب إلى أنّ أولوية أنقرة فيما يتعلق بشرق الفرات هي "الوحدات الكردية"، مردفا أنّ التعاون الروسي - التركي قد يمتد فيما يخص حوض شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث الثروات الباطنية، مؤكداً على أنّ هذا التعاون سيزعج كلّا من إسرائيل وأمريكا.

وختم (يالتشن): "إنّ التعاون في هاتين المنطقتين -شرق الفرات وشرق البحر الأبيض المتوسط- ستكون بمثابة تطابق حساس بين أنقرة وموسكو، ولكن بشرط استمرار حالة الثقة بين الطرفين، مع ذلك لا يمكن وصف العلاقة بين البلدين بأنّها وصلت إلى حالة كبيرة من الرومانسية، ولكن في الوقت نفسه يمكننا القول إنّ المشهد الجيوسياسي الراهن يستدعي تعاونا بين روسيا وتركيا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات