هآرتس: هكذا أسقط نظام الأسد الطائرة الروسية في اللاذقية

هآرتس: هكذا أسقط نظام الأسد الطائرة الروسية في اللاذقية
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلاً عن "مصدر عسكري" إسرائيلي قوله، إن نظام الأسد أطلق 20 صاروخاً بطريقة متهورة باتجاه الطائرة الروسية، الأمر الذي أدى إلى سقوطها ومقتل طاقمها.

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) قد أمر بمواصلة المحادثات الجارية مع روسيا، في أعقاب حادثة إسقاط الطائرة التي استهدفت أثناء محاولة نظام الأسد إحباط ضربة جوية إسرائيلية كانت تستهدف اللاذقية.

وكانت محطة "الميادين" الموالية للنظام، قد ذكرت في وقت سابق، أن روسيا لم تقبل بنتائج التحقيق الذي توصل له الجانب الإسرائيلي. وذلك بعد أن توجه وفد من الجيش الإسرائيلي إلى موسكو في محاولة منه لتخفيف التوترات بين البلدين الناجمة عن الحادث.

ونوهت "هآرتس" إلى أن الوفد الذي يقوده قائد القوات الجوية الإسرائيلية (عميكام نوركين)، قد نقل لقائد القوات الجوية الروسية (أندري يودين)، وجهة النظر الإسرائيلية حول الحادث، بما في ذلك المعلومات التي كانت إسرائيل تمتلكها قبل الضربة، والنتائج الرئيسية التي توصل إليها الجيش الإسرائيلي بعد التحقيق بالحادثة.

وكان مراسل "الميادين" في موسكو، قد زعم أن الروس رفضوا نتائج التحقيق، التي تعتبر مسؤولية إسقاط الطائرة تقع على عاتق روسيا ونظام (الأسد)، مطالبين إسرائيل بفتح تحقيق جديد.

وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، قدم الوفد خرائط ووثائق وعرض توضيحي يوضح خطوة بخطوة حيثيات إسقاط الطائرة.

تنسيق مستمر

المصدر العسكري أكد للصحيفة، أن عملية "فض النزاع" المتعارف عليها في سوريا بين الجيشين الإسرائيلي والروسي ما تزال على حالها، مؤكداً أن عمل القوات الجوية الإسرائيلية سيتسمر كالمعتاد في الأجواء السورية.

وأشار المصدر نفسه إلى أن "النظام السوري" أطلق 20 صاروخاً باتجاه الطائرة الروسية بطريقة وصفها بـ "غير مهنية"، وأضاف المصدر للصحيفة أن إسرائيل كشفت لروسيا الكيفية التي تم فيها إطلاق النار على الطائرة، في الوقت نفسه التي كانت فيه الطائرة الإسرائيلية تهبط في إسرائيل.

وأكد المصدر أيضاً أن الوفد الإسرائيلي قدم لروسيا "تفاصيل عملياتية واستخباراتية تتعلق بترسيخ التواجد الإيراني في سوريا، ونقل الأسلحة إلى حزب الله، والمعلومات التي يمتلكها جيش الدفاع الإسرائيلي حول المستودعات في اللاذقية، التي أدت إلى الهجوم الإسرائيلي".

واعتبرت السفارة الروسية في إسرائيل (الخميس) الفائت تصرف القوات الجوية الإسرائيلية في سوريا "غير مسؤول وغير ودي"، معتبرة أن هذه القوات قد عرضت الطائرة الروسية للخطر "مما أدى إلى مقتل 15 جندياً".

وتشير الصحيفة إلى أن بيان السفارة يأخذ وتيرة مرتفعة أكثر من بيان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) والذي قال بعد الحادثة أنه يبدو "سلسلة من الظروف المأساوية، لأن الطائرة الإسرائيلية لم تسقط طائرتنا".

وأضاف بيان السفارة "روسيا ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية للقضاء على التهديد الذي يعرض حياة وأمن قتالنا العسكري ضد الإرهاب".

الخيارات الروسية

وأشارت الصحيفة إلى وجود احتمالين أديا إلى إسقاط الطائرة الروسية، فشل التواصل إما بين إسرائيل وروسيا، أو بين التحكم الجوي الروسي والعناصر العسكرية التابعة لنظام (الأسد). وبينما ينفى (نوركين) الاحتمال الأول ترى الصحيفة أنه يجب توجيه اللوم للنظام. 

وإذا صحت التقارير التي تفيد بقيام عناصر من الشرطة العسكرية الروسية باعتقال المسؤولين العسكريين التابعين للنظام، هذا يعني بحسب الصحيفة أن روسيا تأخذ الرواية الإسرائيلية على محمل الجد، خصوصاً أن وزير الاستخبارات الإسرائيلية (يسرائيل كاتس) كشف (الخميس) رفض (بوتين) الرد على اتصالات (بشار الأسد) الهاتفية فور وقوع الحادث.

وتأمل إسرائيل، بحسب الصحيفة، أن يكتفي الروس بإغلاق الفضاء الجوي لمدة أسبوع فقط، بدون فرض المزيد من القيود، مثل منع إسرائيل من الطيران بالقرب من القواعد العسكرية الروسية في الشمال السوري، لأن ذلك من الممكن أن يحد تواجد إسرائيل في المجال الجوي فوق دمشق وفي جنوبها.

وعلى الرغم من قيام إسرائيل بتنفيذ غاراتها الجوية، من مسافة بعيدة خارج الأراضي السورية، إلا أن تقييد روسي كهذا من شأنه بحسب الصحيفة أن يحفز الإيرانيين ونظام (الأسد) و"حزب الله" على إنشاء منطقة آمنة من أي هجوم إسرائيلي في شمال سوريا. وهذا بالطبع من الممكن أن يؤدي على المدى الطويل، لتعزيز قبضة إيران العسكرية في المنطقة وتوسيع عمليات تهريب الأسلحة التي تقوم بها إيران إلى لبنان.

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات