كيف ينظر السوريون في أوروبا لاتفاق إدلب؟

كيف ينظر السوريون في أوروبا لاتفاق إدلب؟
ما يزال الحديث عن اتفاق سوتشي بشأن إدلب الحدث الأبرز بين السوريين في الداخل ودول اللجوء، فقبل البدء بالحديث عن منطقة منزوعة السلاح تُجنّب المدنيين ويلات الحرب، كان السوريون في ألمانيا وعموم أوروبا يتوجسون معركة ستؤدي إلى "كارثة إنسانية".

ففي ألمانيا (أكثر الدول الأوروبية التي تضم لاجئين سوريين) رحّب وزير الخارجية الألماني (هايكو ماس)، بالاتفاق التركي الروسي المتعلق بإقامة منطقة منزوعة السلاح بين مناطق النظام والمعارضة بمحافظة إدلب، مشدداً على وجوب تطبيق الاتفاق التركي الروسي "فورا" وأن "كل ما يساهم في منع وقوع كارثة إنسانية أمر جيد". كما رحّبت المستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل) بالاتفاق الذي يجنب هجوم مرتقب على آخر معاقل المعارضة السورية.

وبالرغم من إعلان الاتفاق بين أنقرة وموسكو، ما زالت بعض الأسئلة تشغل بال اللاجئين السوريين في الشتات، أهما هل سيجنّب هذا الاتفاق المحافظة عملية عسكرية كانت على الأبواب؟ أم أنّ النظام وروسيا سيسعيان بعد فترة ما إلى تعكير صفو الاتفاق؟

يرى المحامي (طلال عمر – ألمانيا) أنّ الاتفاق يجنّب إدلب مبدأياً خطر معركة كانت على وشك أن تبدأ، كما أنّ وجود الضامن التركي على الأرض يعطي الاتفاق ضماناً أكبر، وهذا ما يميز إدلب عن بقية مناطق "خفض التصيد" التي انتهى بها الطريق إلى سيطرة النظام.

ويضيف: "المرحلة الأولى بعد إعلان قيام منطقة منزوعة السلاح، تتمثل في العمل الجاد من أجل كسب المزيد من الدعم السياسي من الأتراك، باعتبارهم الضامن، خصوصاً وأنّ أردوغان قال صراحة (أنا لا أعترف بنظام بشار الأسد، فقط أعترف بالشعب السوري) وهذا ما يتطلب من السكان والهيئات السياسية والمدنية والعسكرية التعاون مع الجانب التركي بما يضمن مصالح السوريين في إدلب، على المدى القريب والبعيد في آنٍ معاً". 

بدوره، اعتبر الكاتب والصحفي (مرهف دويدري - السويد) أن "اتفاق إدلب هو أفضل الحلول الحالية التي يمكن الوصول إليها في ظل التعقيدات الدولية وتشابك المصالح بين الدول، لا سيما ضغط تركيا باتجاه إيجاد منطقة وقف إطلاق نار مستدام في محافظة إدلب بدعم أمريكي. وهذا ما كنا نأمل به منذ توقيع نظام مناطق تخفيض التصعيد".

وأضاف في حديثه لأورينت نت: "كانت الانتهاكات المتقطعة هي من يعكّر حياة الناس، واعتقد أن وجود حزام منزوع السلاح على حدود المحافظة يأتي في صالح فصائل الجيش الحر، خاصة وأنّ المنطقة تحت الرعاية التركية، كما أن حالة الاستقرار المعيشي مع الحذر من أي اختراق ربما ستكون هي عنوان الأيام القادمة".

من جهته، يقول الكاتب والشاعر (عبد السلام حلوم – هولندا) إن "إدلب اليوم - إذا صح التوصيف - هي الثورة المكثفة، ومن هنا تأخذ رمزيتها في وجدان الناس المرتبطة عضوياً بالثورة السورية، وحراكها اليوم لا يعني عودة الثورة إلى مسارها الصحيح، فالثورات كما التاريخ لا ارتجاع فيه، فهي امتداد لاشتداد الحاجة للخلاص من الاستبداد بكل أشكاله، نظاماً وإرهاباً وعمالة، ومن هنا، فإني لست متفائلاً بالاتفاق الأخير حول إدلب، لأن العالم اليوم تحكمه مصالح الوحوش، ولا شيء يقطع الطريق أمامهم غير ثورات العدل، فسوف يغيرون القناع فقط للقضاء على الثورة السورية، لأنها من الثورات واسعة الطيف فقد فضحت كل شيء في هذه المرحلة من التاريخ من هيئة الأمم حتى خبايا الانسان الفرد".

ويضيف بحديث لأورينت: "وما هذه الشعارات الكاذبة حول الكارثة الإنسانية في إدلب؛ إلا محاولة جديدة للقضاء على هذه الثورة الماجدة، وإذا كنت متشائماً بالاتفاق فإنني متفائل بانتصار الثورات، وما موت الثورات إلا التحول في الحريق إلى جمر تحت الرماد، وكلاجئ في أوربا لا أرى في الخلاص في سوريا إلا باقتلاع نظام الأسد وأنصاره الداخليين والخارجيين، وهذا سيتحقق من تضارب المصالح بين الوحوش في الغد القريب، وساعتها ستتجلى الثورة بطريق جديد محطته الأولى إدلب، فلا ثورة إلا في شمول البلد".

ويرى الكثير من السوريين في فرنسا وعموم أوروبا، أنّ الاتفاق من شأنه أن يؤجل مبدأياً المعركة المحتملة، وربما يمنع حدوثها، نظراً لوجود الضامن التركي على الأرض، بحسب قولهم.

يشار إلى أن الرئيس التركي (رجب طيب اردوغان) والرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أعلانا الأسبوع الفائت التوصل إلى "قرار جاد بشأن إدلب السورية"، خلال قمة ثنائية عقداها في منتجع سوتشي. أفضت إلى الإعلان عن إقامة "منطقة منزوعة السلاح" بين الفصائل المقاتلة وميليشيات أسد الطائفية بحلول 15 تشرين الأول المقبل، تحت إشراف القوات التركية والروسية، على أن تكون المنطقة منزوعة السلاح بعرض يراوح من 15 الى 20 كيلومتراً ويتم سحب الأسلحة الثقيلة من المنطقة بحلول 10 تشرين الأول.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات