ما خيارات "تحرير الشام" أمام تنفيذ "اتفاق إدلب"؟

ما خيارات "تحرير الشام" أمام تنفيذ "اتفاق إدلب"؟
رغم مرور عدّة أيام على توقيع اتفاق سوتشي بين الرئيسين التركي ونظيره الروسي القاضي بإنشاء منطقة عازلة بين مناطق سيطرة نظام الأسد ومناطق الفصائل، إلاّ أن "هيئة تحرير الشام" لم تُعلن عن موقفها الرسميّ حتى اللحظة من هذا الاتفاق، خاصةً فيما يخصّ نزع السلاح الثقيل من تلك المنطقة ومستقبلها.

وكانت مصادر من داخل هيئة "تحرير الشام" أعلنت عن اقتراب موعد إعلان موقف "الهيئة" من اتفاق سوتشي، وأنّ التأخير كان بسبب المشاورات المطوّلة داخل الفصيل، وكذلك التداولات بين "الهيئة" والجهات المعنية الأخرى من الفصائل الثورية وكذلك الراعي التركي لهذا الاتفاق.

التزام.. ولكن 

وكانت "رويترز" نقلت عن (معارضٍ مسؤول) بأنّ مسؤولين أتراك أعلموه بقبول "هيئة تحرير الشام" لاتفاق سوتشي دون الإعلان عن ذلك صراحةً، وبأن الأمور تسير بشكل جيد لتنفيذ بنود الاتفاق.

وهذا ما أكّده مصدرٌ مطّلع لأورينت نت (رفض ذكر اسمه) بقوله، "إن هيئة تحرير الشام ستقبل ضمنياً بأغلب بنود اتفاق سوتشي ولكن لها تحفّظ وحيد على البند الذي يسمح بمحاربة الإرهاب، وهذا ما اعتبره أغلب الشرعيين داخل الهيئة بأنه سيكون حجّة لمحاربة الهيئة من كافة الأطراف".

وأضاف (المصدر) "المشاورات والتداولات اليومية منذ أكثر من أسبوع داخل أروقة تحرير الشام تؤكّد قبول الهيئة بالاتفاق والتعامل مع الضامن التركي فقط، وأنّ القسم الأكبر من قادة الهيئة موافقون على ذلك، عدا عن وجود ما يُقارب الثلث يرفض الاتفاق جملةً وتفصيلاً، وهذا ما صعّب صدور البيان الرسمي حتى اللحظة".

وأشار (المصدر) إلى أنّ "الهيئة" قد تلتزم باتفاق سوتشي ولكنها تتخوّف من بعض النقاط التي أوضحها بقوله: "هيئة تحرير الشام كانت ملتزمة باتفاقية خفض التصعيد السابقة، وساعدت القوات التركية بالدخول والتوزّع في النقاط 12 الخاصة بها، وكذلك بالنسبة لاتفاق سوتشي فالهيئة ملتزمة بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، لأنه لا وجود له أصلاً بتلك المنطقة، إلا بحال المعارك مع ميليشيات النظام، ولكن الهيئة تتخوّف من السعي لاحقاً بنزع سلاحها الثقيل خارج المنطقة العازلة، أو العمل على حلّها بالقوة، وهذا ما لا ترتضيه وربما يجرّ المنطقة لاقتتال داخلي طويل الأمد".

ويرى المحلل والخبير العسكري العميد (أحمد رحال) أنّ "هيئة تحرير الشام" تسير إلى رفض اتفاق سوتشي، موضّحاً ذلك بقوله لأورينت نت: "يبدو واضحاً للجميع وجود خلاف داخلي ضمن هيئة تحرير الشام, بدليل تأخر صدور الموقف الرسمي لها، ولكنني أرى أن عدم القبول هو الأقرب بسبب أن الأجنحة الرافضة داخل الهيئة أقوى من الأجنحة الموافقة على الاتفاق، رغم قلّة عدد الرافضة بالنسبة للموافقة".

خيارات محدودة

ورغم أنّ اتفاق سوتشي أوقف معركة إدلب مؤقتاً، إلاّ أن خيارات الحرب مفتوحة في أي لحظة بحجّة وجود "الإرهاب" داخل إدلب وهذا ما نص عليه أحد بنود الاتفاق، إذ يقول (رحال) "نحن الآن لم يَعد لدينا متّسع من الوقت ولا متّسع من الخيارات، وذلك بشأن محاربة الإرهاب كما جاء ببيان سوتشي، ولذلك الخيارات باتت محدودة أمام هيئة تحرير الشام، فإما تحلّ نفسها وتندمج مع باقي الفصائل الثورية، أو تكون أمام الحل العسكري الداخلي أولاً وهذا ما لا يُحمد عقباه".

وأوضح المحلل العسكري بالقول: "لكن الأصعب من الخيارين السابقين، هو البديل لذلك بالتدخل العسكري من قبل ميليشيات أسد الطائفية والمدعومة من روسيا، وكل ذلك بحجّة الإرهاب التي يُطلقونها، وبالتالي سيكون أكثر من ثلاثة ملايين شخص مهدّدون بخطر الموت، ولذلك نتمنى أن يكون عند الهيئة رجاحة عقل لاختيار الخيار الأنسب وعدم الانجرار لأي اقتتال داخليّ أو خارجيّ".

أما المقدم (أحمد العطار) فيقول لأورينت نت: "للأسف خيارات الفصائل في إدلب باتت محدودة، وذلك بسبب ارتباطها الوثيق بالاتفاقيات الدولية، وما هيئة تحرير الشام ببعيدة عن تلك الاتفاقيات وخاصةً أنها مسمار جحا في إدلب".

وأوضح (العطار) استراتيجية "الهيئة" مؤخراً بأنه "رغم صدور بعض التصريحات من شرعيي الهيئة برفضهم تسليم السلاح أو فرض الحلول بالقوة؛ إلاّ أن الهيئة في الآونة الأخيرة رأيناها أكثر مرونة بحلّ بعض الخلافات مع الفصائل الأخرى كما حصل بريف إدلب الجنوبي، وربما يكون ذلك لعدم رغبتها بالاقتتال الطويل والذي ستكون فيه هي الخاسر الأكبر".

التعليقات (1)

    محمد ابو عبدالله

    ·منذ 5 سنوات 6 أشهر
    اولا لا حول ولا قوه الابالله وحسبنا ونعم الوكيل ،،من الاخير الكل خائن لدينه وقضيته وكله حكي بحكي الحل بيد الدول الكبرى وما حكام العرب الا حراس ونواطير لما تريده الدول الخائنه لحقوق الانسان فالله المنتقم والراد لحق من جرح اوكلم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات