ما الأسباب وراء رغبة نظام الأسد في إعادة فتح معبر نصيب؟

أثار الإعلان الكاذب لوزارة النقل التابعة للنظام مساء (الجمعة) حول فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، موجة من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت النظام إلى مثل هذا الإعلان، وأهمية فتح المعبر بالنسبة له.

ويرى مراقبون أن النظام يريد تحقيق مكاسب سياسية من فتح المعبر، مؤكدين أن الجانب السياسي من فتحه لا يقل أهمية عن الجانب الاقتصادي الذي سيجنيه النظام.

وقال الصحفي والمهتم بالشأن السياسي (ياسين أبو رائد) لأورينت نت، إن النظام يحاول التركيز على موضوع إعادة العلاقات مع الدول، واليوم شاهدناه يروج لإعادة علاقته مع البحرين.

وأضاف (أبو رائد) أن فتح المعبر يعني إعادة العلاقة بين البلدين، وهذا يمثل نصرا معنويا للنظام، موضحا أن عودة التبادل التجاري سيرافقه حتما عودة العلاقات السياسية بين النظام والأردن، لأنه لا يمكن أن تكون المعابر بين الدول مفتوحة وعلاقتها السياسية سيئة.

ولفت (أبو رائد) إلى أن النظام يحاول أن يُظهر للمجتمع الدولي أن علاقاته مع العديد من الدول أصبحت جيدة لإقناعه بالتعامل معه من جديد.

ويشير بعض المراقبين إلى أن فتح المعبر بالنسبة لروسيا وسوريا مهمٌ لأنه ُيعد دليلاً على أن كل شيء يعود لطبيعته، وأن الحرب توشك على نهايتها.

وسيعود فتح المعبر بفوائد كبيرة على النظام من الناحية الاقتصادية، وتحديدا استعادة حركة الترانزيت التي تقدَّر خسارة سوريا نتيجة فقدانها خلال السنوات الماضية بنحو 5 مليارات دولار، في حين خسر الأردن 800 مليون دولار ولبنان 900 مليون دولا، بحسب موقع "روسيا اليوم".

ويعد معبر نصيب كما يُسمّى في سوريا، وجابر في الأردن، المعبر الرئيسي بين 19 معبرا بريا سوريا. ووصل عدد الشاحنات التي كانت تجتاز المعبر قبل بدء الثورة السورية عام 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا، وهو يضم 3 مسارات منفصلة، واحد للمسافرين القادمين وآخر للمغادرين بمركباتهم الخاصة أو وسائط النقل العمومية، وثالث مخصص للشاحنات القادمة والمغادرة، كما تحاذيه منطقة حرة سورية أردنية مشتركة.

وكانت "وزارة النقل" التابعة لنظام الأسد أعلنت إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن (الجمعة) بعد توقفه لسنوات.

في المقابل نفى الأردن أمس (السبت) فتح المعبر، بعد ساعات على إعلان وكالة "سانا" الناطقة باسم النظام عن فتحه.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية (جمانة غنيمات) في بيان لها، إن معبر "جابر – نصيب" ما يزال مغلقا، ولم يتم افتتاحه أمام حركة نقل البضائع والمسافرين.