واشنطن بوست: هكذا تعتزم إدارة ترامب هزيمة إيران في سوريا

واشنطن بوست: هكذا تعتزم إدارة ترامب هزيمة إيران في سوريا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن إدارة (ترامب) فتحت فصلاً جديداً في سوريا بعد تعهدها بالبقاء هناك في محاولة منها لوقف توسع نفوذ إيران في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى التغيير الجذري في موقف الإدارة الأمريكية، حيث أعلن (ترامب) منذ ستة أشهر، عن قراره بسحب القوات العسكرية وإنهاء التورط الأمريكي في حرب خلفت نصف مليون قتيل على الأقل وتسببت بإرباك إدارتين أمريكيتين.

 وكان (جيمس جيفري)، ممثل وزارة الخارجية الأمريكية الخاص بسوريا، قال إن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها في سوريا، وأشار إلى احتمال أن يشمل ذلك مهمة عسكرية موسعة، حتى تسحب إيران قواتها العسكرية والميليشيات التابعة لها.

وقال للصحفيين يوم الخميس الماضي "الرئيس يريدنا في سوريا حتى تتوفر الشروط الأخرى".

ويأتي حديث (جيفري) عقب إعلان مستشار الأمن القومي (جون بولتون) أن الولايات المتحدة لن تنسحب "طالما أن القوات الإيرانية، هي خارج حدود إيران" في تصريح يُعد الأول من نوعه أمريكياً حيث يربط مسار الولايات المتحدة في سوريا بالوجود الإيراني.

وتطرح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، بحسب الصحيفة، العديد من التساؤلات حول المخاطر التي يمكن أن تواجهها إدارة (ترامب) في سوريا. حيث تواجه العديد من العقبات، منها الدعم الروسي لنظام الأسد، كما أنه من المستبعد أن تتخلى إيران عن موطئ قدم لها في البحر المتوسط بعد أن استثمرت لمدة عقود طويلة لضمان هذا التواجد وتوسع استثمارها على نحو كبير بعد بداية الحرب في 2011.

وتحاول إدارة (ترامب) مواجهة شبكة القوات الإيرانية التي تقاتل بالوكالة عنها، من العراق إلى اليمن، وبشكل أساسي في سوريا، حيث يعتقد، بحسب الصحيفة، أن "الحرس الثوري الإيراني"، يمتلك هناك ما لا يقل عن 10,000 مقاتل، من ضمنهم مقاتلون منتمون لميليشيات شيعية وآخرون يقاتلون في صفوف قوات النظام.

تغيير الرؤية الأمريكية 

الباحث في شؤون الشرق الأوسط بـ "المجلس الأطلسي"، (فيصل عيتاني)، قال إن المسؤولين الأمريكيين جددوا أملهم في أن تؤدي عملية التفاوض التي تقودها الأمم المتحدة إلى تسوية نهائية. أو من المحتمل، بحسب (عيتاني) أن تكون الولايات المتحدة تستعد لمهمة مطولة على الأرض، بالنظر إلى احتمال نشوء صفقة في المستقبل القريب.

وقال "إما أننا نضلل الناس ونريد أن نبقى إلى أجل غير مسمى أو أننا نضلل أنفسنا. في اعتقادي بأنه يمكن التوصل لنتيجة عبر التفاوض". 

وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد كلف المبعوث الخاص بالإشراف على إنشاء دستور سوري جديد، ضمن أحدث تطور في الجهود الأممية للتوسط نحو السلام. 

وتماشياً مع الاستراتيجية الجديدة، غيّر المسؤولون الأمريكيون تصوراتهم السابقة عن طبيعة مهمة القوات الأمريكية البالغ تعدادها 2,000 جندي، بعد أن كانت ترتكز على محاربة تنظيم "داعش".

وفي حديث للصحفيين، الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس)، إن الجيش سيبقى إلى أن تتمكن القوات المحلية من منع عودة نشاط "داعش" مخافة تكرار الأحداث التي حصلت في العراق بعد الانسحاب الأمريكي عام 2011.

تواجد بهدف عزل إيران

المستشار في "مركز التقييم الاستراتيجي والموازنة" والذي عمل كسفير سابق للولايات المتحدة في تركيا وفنلندا، وشغل منصب مسؤول في البنتاغون أثناء إدارة (جورج دبليو بوش)، (إيريك إيدلمان)، يرى أن الأمر "يتعلق كله بتقييد قدرة إيران على ممارسة سيادتها على المنطقة",

وأشار (تشارلز ليستر) الزميل في "معهد الشرق الأوسط" إلى أن "القاعدة" هي من سيستفيد من التوترات الطائفية التي تخلقها إيران في المنطقة، خصوصاً أن "الجماعات السنية المتطرفة" تقدم الإيرانيين كعدو أساسي لها، حتى أنها انضمت للثورة السورية، بسبب سيطرة الأقلية العلوية ومقاتلة المليشيات الشيعية إلى جانب الأسد.

بدوره، شكك (روبرت مالي) الذي يرأس "مجموعة الأزمات الدولية" بجدوى الاستراتيجية الجديدة قائلاً: "مبدأ الطلب من إيران المغادرة أو إجبارها على الانسحاب في المستقبل هو عبارة عن وهم". وأكد (مالي) والذي أشرف على سياسة الشرق الأوسط في البيت الأبيض خلال فترة (أوباما) أن "إيران تعد الحليف الأطول، والأكثر تناغما ومصداقية لنظام الأسد".

ومن غير المعروف، بحسب الصحيفة، كيف سيكون رد (ترامب) على زيادة الخسائر البشرية بصفوف الجيش الأمريكي أو التحديات المباشرة التي قد تظهر أمام العناصر الأمريكية أو شركائهم في المنطقة. 

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات