لماذا ترفض فصائل إدلب أي وجود روسي في المنطقة العازلة؟

لماذا ترفض فصائل إدلب أي وجود روسي في المنطقة العازلة؟
أكدت فصائل إدلب أن هناك أسبابا كثيرة تدفعهم لرفض أي وجود روسي في المنطقة منزوعة السلاح المرتقب إعلانها بموجب الاتفاق الروسي التركي الأخير في سوتشي حول إدلب، مشدّدين على أن روسيا ليست طرفاً ضامناً بل هي "عدو ومرتكبة مجازر بحق المدنيين"، هذا فضلاً عن تنويه المحللين إلى أن الوجود الروسي يجر وجود نظام الأسد، وهذا ما تسعى إليه موسكو عبر محاولة الالتفاق على بعض بنود الاتفاق الذي يجري مناقشة بنوده بشكل مفصّل بين أنقرة وموسكو.

القاعدة الشعبية هي من ترفض الوجود الروسي

واعتبر الناطق الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير" النقيب (ناجي مصطفى)، في تصريح لـ أورينت، أنه "من غير المعقول أن يكون اليوم الروس طرفا في اتفاق إدلب، وهم يرتكبون مجازر بحق أهلنا بقصف الطيران، إضافة لكونهم طرف في الصراع وما يزالون يستهدفون المنطقة بالقصف الجوي، هذا فضلاً عن أن القاعدة الشعبية هي من ترفض الوجود الروسي في هذه المنطقة".

تعهد تركي بعدم دخول دوريات روسية إلى المنطقة العازلة

ولفت (مصطفى) إلى أنه "مازالت المفاوضات موجودة رغم إعلان الاتفاق ولكن هناك تفاصيل ما يزال البحث فيها، وهذه النقطة لم يتم البت فيها ولكن تم ذكرها أنها محل بحث بين تركيا وروسيا، وبالتالي لا يمكن القبول بدخول الشرطة الروسية إلى المنطقة العازلة حيث وعد الأتراك بتجاوز هذه النقطة، وبالفعل تم إبلاغ الفصائل أنه تم تجاوز هذه النقطة وأنه لا يمكن حصول دخول الشرطة الروسية إلى المنطقة العازلة".

ونوه القيادي في "الجبهة الوطنية للتحرير" (أكبر تشكيل عسكري في الشمال) إلى "أن فصائل إدلب، ستسحب فقط السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، على الرغم أنه لا يوجد سلاح في تلك المنطقة خشية من قصفه من قبل الطيران الروسي، وبالتالي فإن السلاح يتم استخدامه في العمليات العسكرية، ورداً على خروقات النظام ضمن أساليب تكتيكية"، مردفاً "إن الفصائل ستبقى في تحصيناتها ونقاط تمركزها ومن يخرق الاتفاق سنقوم بالرد عليها بشكل مناسب"، وفق قوله.

"روسيا تمتاز بالغدر"

بدوره أكد الناطق باسم "فيلق الشام" (عمر حذيفة) بتصريح لـ أورينت، أن "وجود قوات روسية في المنطقة العازلة لا يمكن القبول به من قبل الفصائل، لأننا نحن ندرك تماماً أن ميليشيا أسد وروسيا وإيران، تمتاز بالغدر والخديعة وبالتالي هي عدو بالنسبة للفصائل، وهذا ما عهدناه منذ ثمان سنوات أنهم قوات غازية ومحتلة".

وشدد (حذيفة) على أن "جميع الفصائل في إدلب اتفقت على عدم القبول بوجود الروس في المنطقة العازلة، واعتبرته خطا أحمر لا يمكن تجاوزه".

الوجود الروسي بأي منطقة يجر وجود نظام الأسد

من جانبه رأى العقيد المحلل العسكري والاستراتيجي (أحمد الحمادي) أن "الوجود الروسي بأي منطقة يجر وجود نظام الأسد، وبالتالي هذا ما شهدناه في الغوطة الشرقية ودرعا، لذلك اتفاق إدلب كان ينص على أن نظام سير الدوريات الروسية يمر بمناطق منزوعة السلاح على حساب منطقة النظام وخارج مناطق سيطرة الفصائل".

وأشار (الحمادي) في تصريح لـ أورينت، إلى أن "الطلب الروسي بدخول منطقة الفصائل والتفتيش على السلاح بداخلها، هذا أمر مرفوض بشكل قطعي من الفصائل لأن الثوار يعتبرون روسيا قوة عدوانية تقتل الشعب السوري، وهي ليست قوة حيادية".

واستطرد المحلل العسكري بالقول: "روسيا دائماً تريد أن تخل بأي اتفاق لكي تستفيد من الواقع وبالتالي الانقلاب على بعض بنود الاتفاق، وربما الدعوة لمشاركة الفصائل في قتال التنظيمات التي تسميها ارهابية".

يشار إلى أنه في 17 أيلول الماضي، أعلن الرئيسان التركي والروسي في منتجع سوتشي بروسيا، اتفاقا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق ميليشيا أسد الطائفية، والمعارضة في إدلب. ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية، للحيلولة دون تنفيذ نظام الأسد وداعميه هجوما عسكريا على إدلب، التي يقيم فيها نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين، وجرى تحديد 12 مادة والتوقيع عليها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات