ما الرسائل الإيرانية وراء استهداف شرقي سوريا بصواريخ باليستية؟

ما الرسائل الإيرانية وراء استهداف شرقي سوريا بصواريخ باليستية؟
نفذت إيران تهديدها بالرد على هجوم الأحواز (أدى لمقتل 29 عنصراً من الحرس الثوري) مستهدفة تنظيم "داعش" الموجود بالقرب من مواقع التموضع الأمريكي شرقي سوريا، حيث قصفته بصورايخ باليستية، وحملت الضربة التي تغنّت بقوتها وسائل الإعلام الإيرانية رسائل عدّة قرأ فيها مراقبون أن الولايات المتحدة هي المقصودة من هذه العملية.

ورأى أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس الدكتور (رامي الخليفة) في حديث لأورينت نت (الثلاثاء) أن هجوم الأحواز والحالة الاقتصادية المتدنية التي تعيشها إيران المترافقة مع احتجاجات واسعة من الطبقتين الوسطى والفقيرة، أجبرت النظام الإيراني على الرد خاصة بعد توزيع جنرالات الحرس الثوري الاتهامات إلى أطراف عدة.

وأوضح بالقول "كان لابد لإيران من البحث عن عدو ويبدو أن العدو الأسهل لها كان تنظيم داعش، مستغلة تواجد ما تبقى من هذه الجماعة في جيوب صغيرة شرقي سوريا وغربي العراق".

لماذا استخدمت إيران الصواريخ الباليستية؟

بحسب وكالة (فارس) الإيرانية فإن القوة الجوفضائیة التابعة لميليشيا "الحرس الثوري" استهدفت فجر  (الاثنین) بستة صواریخ بالیستیة (أرض- أرض) من محافظة كرمانشاه ومن مسافة 570 كيلومتر "مقر قادة جریمة أهواز الإرهابیة فی شرق الفرات"، وقالت إنه "عقب الضربات الصاروخية بدقائق قامت سبع طائرات مسيرة بقصف المقرات نفسها بالصواريخ".

ويقول (الخليفة) إن إيران اختارت هذه الصواريخ البالستية لتكون الرسالة أكبر للولايات المتحدة الأمريكية ولدول أخرى، وتكمن الرسالة الإيرانية في رفض المطالبة الغربية لها بإيقاف تطوير الصورايخ الباليستية التي لا يتم استخدامها فقط في سوريا بل أيضاً يتم قصف المملكة العربية السعودية بها عبر ميليشيا "الحوثي" في اليمن وفق (الخليفة) الذي أضاف أنه يُفهم أيضاً من هذه العملية مضي إيران في استراتيجتها في المنطقة.

 

وتابع "أعتقد أن استهداف إيران لتجمعات داعش في سوريا عبر الصواريخ البالستية يحمل رسالة سياسية أكثر من كونها عملا عسكريا ممكن أن يغير من المعادلات العسكرية والاستراتيجية في المنطقة".

هل أمريكا معنية بالرد؟ 

وعلّقت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على القصف الإيراني بصواريخ بالستية مواقع شرقي سوريا باعتبارها "تهديداً للطيران المدني والعسكري". وقال المتحدث باسم الوزارة (سين روبرتسون) إن "هجوم إيران الصاروخي عمل غير مسؤول"، مؤكداً أن إيران نفذت الهجوم دون التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

واستبعد (الخليفة) أن يكون هناك رد عسكري أمريكي بشكل مباشر (معنى الرد العسكري داخل الأراضي الإيرانية) على هذه الضربة التي استهدفت مواقع قريبة من الوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا.

 

وأضاف لأورينت نت "لكن على صعيد الميليشيات الإيرانية الموجودة في المنطقة من الممكن أن توجه أمريكا بالتنسيق مع إسرائيل ودول أخرى ضربات لتلك الميليشيات" مشيراً إلى وجود تصادم في الإرادات على الأرض السورية في ما يتعلق بالحل النهائي بسوريا أو ما يتعلق أيضاً بملف إدلب.

وعن أوجه الرد الأمريكي الممكنة قال "الولايات المتحدة تستعد لفرض الحزمة الثانية من العقوبات الاقتصادية في الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني وبالتالي فالعلاقات متوترة أساسا بين البلدين"، وتوقع أن يحتدم الصراع السياسي والاستراتيجي بين أمريكا وإيران قريباً، وأكد وجود الكثير من الحسابات لدى الطرفين تمنع الوصول للصدام العسكري المباشر.

إخراج إيران من سوريا 

في هذا الإطار رأى (الخليفة) أن مسألة إخراج إيران من سوريا بشكل كامل "تكاد تكون مستحيلة وأن معظم الأطراف لا تتوقع خروجاً قريبا لإيران سواء على المدى القريب أوالمتوسط" وفق قوله، موضحاً ذلك بالقول "إيران متغلغلة في عدة نواحي هناك كالمؤسسات العسكرية والسياسية التابعة للنظام وبالتالي يصعب إخراجها بالإضافة إلى الميليشيات التي أسستها والتي أخذ العديد من عناصرها الجنسية السورية بالإضافة إلى تموضع حزب الله في سوريا فكل ذلك يوحي بصعوبة إخراجها من هناك".

لكن في المقابل أكد إمكانية تقليص هذا الوجود من قبل الولايات المتحدة وروسيا أو الأطراف الأخرى عبر منع إيران من إقامة قواعد ثابتة لها على الأرضي السورية ومنع ميليشياتها هناك من امتلاك أسلحة نوعية ومنع تمرير أسلحة لـ "حزب الله" من إيران عبر الأراضي السورية. وتابع "إضافة إلى كل ما سبق يجب الضغط على حزب الله من أجل خروجه أو إخراج ميليشياته من سوريا".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات