ستريت جورنال: أمريكا تسحب قواتها من الخليج العربي رغم التصعيد مع إيران

ستريت جورنال: أمريكا تسحب قواتها من الخليج العربي رغم التصعيد مع إيران
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الجيش الأمريكي قد قلص من تواجده في منطقة الخليج العربي على الرغم من زيادة حدة التصعيد التي تتخذها الولايات المتحدة ضد إيران.

وأشارت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين إلى أن الولايات المتحدة قد سحبت سفناً وطائرات وصواريخ ستكون ضرورية في أي مواجهة محتملة مع إيران. حيث لم تتواجد أي حاملة طائرات أمريكية في الخليج العربي منذ أن غادرت "ثيودور روزفلت" نحو المحيط الهادئ في آذار. وهي أطول فترة زمنية، خلال عقدين، لم تشهد فيها مياه المنطقة أي تواجد لحاملة طائرات وذلك وفقاً لمسؤولين على دراية بالموضوع.

وبالإضافة إلى ذلك، سيقوم وزير الدفاع الأمريكي (جيم ماتيس)، بسحب أربعة أنظمة دفاع صاروخي من طراز "باتريوت" من الأردن والكويت والبحرين في تشرين الأول، وذلك في إطار إعادة تنظيم القدرات العسكرية الأمريكية بعيداً عن الشرق الأوسط باتجاه روسيا والصين، حسبما قال مسؤولون أمريكيون للصحيفة الأسبوع الفائت.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن لديهم ما يكفي من الموارد العسكرية في المنطقة لمواجهة إيران وغيرها إلا أنهم وفي الوقت نفسه اعترفوا بأن حاملات الطائرات وبطاريات صواريخ "باتريوت" كانت بمثابة استعراض للقوة. مع ذلك حذر العديد من المحليين العسكريين من عواقب سحب الأصول العسكرية هذه.

ورأى (مارك دوبويتز) الرئيس التنفيذي لـ "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، والتي تتخذ من واشنطن مقر لها وتركز على إيران، أن "المشكلة، في أن الرئيس يبدو وكأنه نمر على تويتر.. فإذا لم يكن النهج الكلامي مدعوماً بتهديد موثوق ووجود موثوق للقوة العسكرية، إذا هنالك خطر أن تقول أيران إن أمريكا الناعمة وليست أمريكا العازمة، هي التي تقف وراء خطاب الرئيس الصارم".

التهديد القومي الأول

ويرى المدافعون عن الإدارة، أن الضغوط الأمريكية والضغط الموجه على شكل عقوبات اقتصادية، هي شكل من أشكال الردع التي من الممكن أن تدفع إيران نحو إجراء محادثات، في سيناريو مشابه لما حدث في كوريا الشمالية.

ولهذا، صرح (جون بولتون) مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الأسبوع الماضي، أن واشنطن تتوقع "تغيرات هائلة" في السلوك الإيراني.

ويعتبر البيت الأبيض إيران، التهديد الرئيسي لأمن للولايات المتحدة، حيث خصص (ترامب)، يوم الثلاثاء، جزءاً من خطابه، الذي استغرق 35 دقيقة أمام الأمم المتحدة، لانتقاد إيران بشدة، قائلاً "زعماء إيران يزرعون الفوضى، الموت والدمار. لا يحترمون جيرانهم ولا الحدود، ولا يحترمون حقوق السيادة للدول".

وكان البيت الأبيض قد صرح بأن الجنود الأمريكيين المتواجدين في سوريا، من الممكن أن يركزوا على إيران بعد انتهائهم من قتال "تنظيم داعش".

ويرى البنتاغون، أن دخول الحرب ضد "داعش" في طورها الأخير، يسمح له بنقل الموارد الرئيسية باتجاه روسيا والصين، بما يتماشى مع "التقرير الاستراتيجي السنوي" الذي يصدره البنتاغون. ونتيجة لذلك، تقول الصحيفة، إن حاملات الطائرات بدأت هذا العام بزيادة دوريات المراقبة التي تقوم بها في المحيط الأطلسي والهادئ.

تحولات استراتيجية

وتشير الصحيفة إلى أن البنتاغون لا تتوفر لديه حاملات طائرات كافية لتقوم بجولات بشكل متزامن بين الشرق الأوسط وأوروبا وأسيا.

كما أن الإصلاحات المتراكمة، تسببت بقلة عدد حاملات الطائرات المتوفرة لهذا العام، أما الحاملات التي في الخدمة، فتتنقل بين المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، حسبما قال (بريان كلارك)، كبير الزملاء في "مركز التقييمات الاستراتيجية والموازنة" والذي يراقب عمليات الانتشار العسكرية.

واعترف المسؤولون بالبحرية الأمريكية، بأنهم يواجهون بعض الصعوبات، نتيجة للتحول في الأهداف الاستراتيجية، ونتيجة لعمليات الصيانة. 

وقال (جريج هيكس) رئيس "قسم المعلومات" في البحرية الأمريكية "نحن في عصر التنافس بين القوى العظمى" وأضاف "لكي ننافس في بيئة كهذه، نحن بحاجة إلى زيادة قدرات البحرية وسعتها". حيث تضع البحرية هدفاً يتمثل بتوسيع أسطولها ليضم 335 سفينة حربية بدلاً من 300 وذلك خلال السنوات القادمة.

وأشار إلى أن البحرية تقوم بوضع الحاملات في أحواض بناء السفن، بهدف تقليل زمن تراكم عمليات الإصلاح. واستنتج تقرير حكومي أمريكي أن البحرية قد تحتاج إلى 23 عاماً لتتمكن من الانتهاء من الإصلاحات المطلوبة. 

وقال (كلارك) أن النقص في الحاملات قد يستمر لمدة عامين آخرين، وأشار إلى أن المسؤولين في البحرية على علم بهذه المشكلة، إلا أنهم لم يظهروها إلى العلن، لتجنب الاعتراف بالنقص الحالي الحاصل في عدد الحاملات.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات