كيلو والمتظاهرون ولذة استراق السمع!

كيلو والمتظاهرون ولذة استراق السمع!
وصلني تسجيل لميشيل كيلو يذم فيه المتظاهرين الذين رفعوا لافتات ضده في إدلب، ويروي نكتة سمجة مفادها أن الناس كانت تتوافد لتلتقط صورا مع متظاهر يحمل لافتة "ذات شعارات وطنية جميلة"، ولكن لكثرة من طلبوا أن يتصوروا معه ومع اللافتة.. صرخ المتظاهر متعجبا:" بدي أعرف شو مكتوب بهاللافتة حتى الكل بدو يتصور معها"!.

يتضح من رواية هذه النكتة المفتعلة ضعف حبكتها حيث يغمز من قناة المظاهرات وبأن المتظاهرين مجموعة أميين يرفعون لافتات لا يعرفون قراءتها ولا مدلولاتها، وهذا خنجر مسموم في ظهر التظاهرات السلمية.

لن أذّكركم بتاريخ كيلو في المعارضة خلال الثورة، فكلكم تابعتموه وتعرفون أنه كان ولا يزال ككرة "بولينغ" هدفها تشتيت كل جماعة معارضة دخل فيها، وهو أشهر من طبق سياسة انقسام الخلايا في المعارضة، وأشهر من علا صوته بجملة: "إما أن أكون رئيسا أو الخراب والانقسام".

ميشيل كيلو يعرف أني أعرف، أنه كاذب حين تمنى أن يكون جده علويا وسنيا كما قال في التسجيل الصوتي ذاته، وأن علمانيته لا تختلف كثيرا عن علمانية نزيه أبو عفش ونبيل صالح ومن لف لفيفهم، فلطالما سمعت له تعليقات اعتبر بها العلويين أنهم "تدميريون وهمج"، وسمعتم بأذنكم تسجيلا له أساء به للشيخين سارية وأسامة الرفاعي ولدينهما الذي قال: "لا أشتري دينهما بفرنك" وسبق وكتبت في ذلك مقالا لأنني كنت حاضرا الجلسة وشاهدا آنذاك، وأن كل ماقاله عن الشيخين كذب ومن اختراعه!.

وسبق وفي تلك الجلسة أن قدم ميشيل لائحة تكنوقراط ضم فيها 17 مسيحيا ومسلما واحدا، وعندما سألته بيني وبينه وكان بيننا شخص واحد طلبته جانبا للاستفسار لماذا؟ قال: "ليس بين المسلمين تكنوقراط فهم مجرد كم" وقد أجبته ساعتها: "بالحساب أم بالكعاب؟ عدد الشعراء والكتاب ورجال الفكر والمال ولنحسبها نسبة وتناسبا"؟! ميشيل ينظر إلى المسلمين بأطيافهم أنهم مجرد كم ليس فيهم نخباً!.

 

يا سيد ميشيل: لو أنك تنتمي للثورة لأحسست بنوع من البنوّة والغيرة تجاهها، فالابن يتشاقى لكن الأهل لا يطلقون عليه النار، بل يحضنوه بحب وينتظرون يوما يشب فيه ويصبح سندا لهم!.

يا سيد ميشيل: أما اكتفيت من التلاعب والعزف على وتر رغبة النفس البشرية بمعرفة الأحاديث الخاصة عبر تسريب تسجيلات أسبوعية تلعب فيها على هذا الوتر بحجة أنه حديث خاص مسرب لأشخاص وهميين.. مرة لأبي ياسر وأخرى لأبي خالد وثالثة لأبي أحمد...؟!.

يا سيد ميشيل: لقد بلغت حيطان الـ 80 عاما، وعلم النفس يؤكد أن المرء في هذا العمر يصبح سلوكه وانفعالاته كالطفل، وفعلا أنت تتصرف كالطفل بنكدك ونزقك وطيشك؛ ولو أنك التفت إلى أحفادك ربما هم الآن الأحوج لك وأنت الأحوج لهم لتداعبهم ويداعبوك وتعود لهم بقليل من الحلوى، بدل أن تعود لهؤلاء الناس الذين دفعوا أغلى ما يملكون من أجل حرية وطنهم، كل يوم بمصيبة كالخنجر المسموم في ظهورهم!.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات