"واشنطن بوست" تكشف عن الأهمية الاستراتيجية لقاعدة "التنف"

"واشنطن بوست" تكشف عن الأهمية الاستراتيجية لقاعدة "التنف"
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن "قاعدة التنف"، الحامية العسكرية الصغيرة التي أُقيمت بهدف محاربة "تنظيم داعش"، تحولت إلى قاعدة عسكرية تسعى من خلالها الولايات المتحدة لمواجهة التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.

والسبب بحسب الصحيفة يعود إلى موقعها الاستراتيجي على طول الطريق السريع الذي يربط مركز نظام (الأسد) في دمشق بداعميه في طهران، الأمر الذي أدى إلى تحول القاعدة الصغيرة، بشكل غير مقصود، إلى حصن تواجه فيه الولايات المتحدة النفوذ الإيراني في سوريا. ومن المحتمل، بحسب ما يتسرب عن خطط جديدة وضعها البيت الأبيض، أن تتحول هذه القاعدة لمركز لمواجهة إيران في كل المنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب)، قد تعهد بمواجهة حلفاء إيران ووكلائها في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك لبنان واليمن وسوريا، معتبراً أن هذه المواجهة هي محور الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط. وعلى هذا الأساس، قام بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على الشركات التابعة لإيران وانسحب من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه السابق (باراك أوباما).

وبحسب المسؤولين الأمريكيين، ستلتزم الولايات المتحدة بالبقاء في سوريا إلى حين مغادرة القوات الإيرانية، كما ستعمل على إنهاء برنامج طهران الذي يقدم دعماً عسكرياً ومالياً هائلاً لنظام (الأسد)، والذي تسبب بعكس مسار الحرب في سوريا.

الجنرال (جوزيف فوتيل) قائد "القيادة المركزية الأمريكية"، وصف "قاعدة التنف" بالعنصر الأساسي في المهمة العسكرية المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة لمحاربة "داعش" وضمان عدم قدرته على العودة من جديد. 

وقال في حديث له مع الصحفيين في التنف، إن التواجد العسكري الأمريكي له فوائد إضافية، منها عرقلة إيران في المنطقة عبر إيقاف مساعداتها المقدمة لنظام (الأسد) والتي تهدف إلى استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته ومنعها من إنشاء تواجد عسكري لها في سوريا.

توسيع نطاق المواجه

تعهدت إدارة (ترامب)، بحسب ما صرح أحد المسؤولين الأمريكيين للصحيفة، بتوسيع بعثتها العسكرية في سوريا إلى حين تحقيق الهزيمة الدائمة بـ "تنظيم داعش". 

وبينما يقول البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستبقى إلى حين رحيل القوات الإيرانية عن سوريا، أضاف المسؤول أن المهمة المرتبطة بإيران ستكون دبلوماسية أكثر من كونها عسكرية. حيث لم يتم توجيه طلب إلى البنتاغون، إلى حد الآن، لمواجهة إيران التي يعتقد أنها تقود قوة عسكرية تضم ما لا يقل عن 10 آلاف مقاتل في سوريا يتوزعون بين صفوف قوات النظام وبين الميليشيات العسكرية.

وقال المسؤول الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه إن التواجد الأمريكي المستمر في التنف "يدل على أن الولايات المتحدة لا تنوي مغادرة الشرق الأوسط عموما أو سوريا على وجه التحديد حتى يتم تأمين الحالة الأمنية التي تلبي احتياجاتنا واحتياجات حلفائنا في الأردن وإسرائيل وتركيا والعراق".

ويرى الدبلوماسيون الأمريكيون، وجود فرصة جديدة في تنشيط المحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة حول سوريا والتي من الممكن أن تعيد تحفيز الجهد الطويل لإيجاد حل سياسي في البلاد.

وبحسب الصحيفة، أراد بعض أصحاب الموقف الصقوري من إيران، ومع تراجع تهديد "داعش"، توسيع النطاق الأمني المحيط بـ "قاعدة التنف" واستخدام المنطقة لتدريب القوات لمواجهة نظام (الأسد) وإيران إلا أن هذه الفكرة لم تلق قبولاً واسعاً بسبب محاولة (ترامب) عدم التورط في حروب خارجية جديدة.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات