ما أسباب اقتتال ميليشيات أسد المستمر في مصياف بريف حماة؟

ما أسباب اقتتال ميليشيات أسد المستمر في مصياف بريف حماة؟
أفادت مصادر إعلامية موالية للنظام بأن مدينة مصياف بريف حماة الغربي شهدت مؤخراً حرب شوارع بين ميليشيات "الدفاع الوطني" التابعة لنظام الأسد، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وإحراق سيارات وآليات، وذلك إثر مشادة كلامية بين عناصر من هذه الميليشيات أمام المحكمة في المدينة، سرعان ما تطورت لاستخدام أسلحة الكلاشنكوف والقنابل.

وتؤكد المصادر أن المدينة تعيش حالة مستمرة من الفلتان الأمني، حيث تندلع المعارك بين الموالين للنظام والمليشيات الموجودة هناك بين فينة وأخرى، ما يزيد من حالة السخط في صفوف الموالين، جراء الانتهاكات الحاصلة وسط عدم تدخل واضح من نظام أسد.

يقول (محمد نزيه - وهو اسم مستعار لأحد المدنيين الذين يعيشون في المنطقة) إن المشاجرة التي وقعت في مدينة مصياف بين عائلتي اللبناني والحوري والمعروفتين بكثرة انخراط أبنائها في ميليشيات "الدفاع الوطني" وذلك بسبب ملاسنة بين أشخاص من العائلتين، ما أدى إلى مقتل شاب من عائلة اللبناني، الأمر إلى الذي ساهم في تطور الاشتباكات لتصل إلى استعمال السلاح المتوسط.

ويوضح (نزيه) أن العائلات في مدينة مصياف باتت تمتلك سلاحاً متوسطاً وثقيلاً، وذلك من خلال أبنائها المنخرطين في صفوف هذه الميليشيات، حيث تشهد المدينة اقتتالا أو مشاجرات بشكل شبه يومي بين الشبان أو العوائل، والتي تصل في أحيان كثيرة إلى اشتباكات عنيفة بين كتائب "الدفاع للوطني" في مصياف وريفها.

ويؤكد (نزيه) بأن محاولات أمن النظام الخجولة لضبط الوضع الأمني تبوء بالفشل، جراء المحسوبيات وكون أن من هذه العوائل والكتائب باتت تمتلك سلاحاً يجابه سلاح قوات أمن الأسد، سيما أن منطقة مصياف تعتبر خزاناً بشرياً للمنخرطين فيما يسمى "القوات الرديفة".

ورغم نفي بعض الأشخاص من هذه العوائل ما يجري في المنطقة، إلا أن مدنيين من المنطقة أكدوا أن المدينة تحولت إلى ما يشبه وكرا للعصابات، مؤكدين أن ظاهرة انتشار السلاح باتت منتشرة بشكل لا يطاق.

يقول الكاتب الصحفي (سمير العمر) إن أبرز أسباب المعارك المستمرة في المدينة، يعود إلى وجود نسبة كبيرة مما يسمى بين الأهالي بـ"الزعران" والذين باتوا ينشرون حالة من الذعر بين الأهالي، حيث إن إطلاق النار العشوائي في كل المناسبات بات أمراً طبيعياً، لا سيما أن المئات من الشبان عاطلين عن العمل، ودفع بهم النظام مستغلا هذه الحالة للانخراط ضمن ميليشيا "الدفاع الوطني" والمليشيات الموالية له.

ويشير (العمر) في حديثه لأورينت نت، إلى أن المشكلة الأكبر أن هؤلاء باتوا يشكلون خطراً على كل من يوجد في المنطقة، خصوصاً أنهم يتبعون لفصائل وكتائب تحميهم أو حتى شخصيات عسكرية لها ثقلها في النظام، لذا تجد فإن  أغلب هذه المواجهات تنتهي دون اعتقال أو ردع للأشخاص المسببين لها.

بدوره، يؤكد الناشط (أيهم الشيخ) أن أجهزة أمن الأسد غالباً تعجز عن ضبط الحالة الأمنية في مصياف وغيرها من مدن الساحل، والسبب أن هذه الأجهزة تكون ذات صلة وثيقة بأطراف النزاع او هذه العصابات أو المحرك لها، منوهاً إلى أن المواجهات الأخيرة التي شهدتها مصياف كان سببها قيام فرع الأمن العسكري بمدينة طرطوس بوقت سابق، بالقبض على قائد مجموعة من "الدفاع الوطني" بمنطقة مصياف، ويدعى "شادي العاصي" نتيجة قيام الأخير بعدة عمليات خطف وقتل في المنطقة.

ونوه (الشيخ) إلى أن المواجهات بدأت عندما تجمع قرابة 300 عنصر من ميليشيا "الدفاع الوطني" داخل المدينة وبداوا بقطع الطرق، وإثارة الفوضى بغرض الترهيب وبث الرعب، خصوصاً في غياب رادع لهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات