وأوضحت الصحيفة أن المذكرة هي الأولى منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وأنها صدرت وفقاً لدعاوى على هؤلاء الضباط الكبار لارتكابهم أعمال تعذيب وحالات اختفاء قسري، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب بحق المدنيين في سوريا.
واستند الادعاء إلى أرشيف (قيصر) مصوّر الشرطة العسكرية الذي فرَّ من سوريا في تموز 2013 حاملاً معه 50 ألف صورة لجثث سجناء ماتوا بسب الجوع والمرض والتعذيب في سجون نظام بشار الأسد بين عامي 2011 و2013.
وكذلك بناء على الدعوى المرفوعة من قبل مواطن فرنسي سوري، بخصوص الاعتقال، والاختفاء القسري، والقتل بحق أخيه، وابن أخيه في سوريا.
وبحسب "لو موند" فإنّ الشخصيات التي صدرت بحقها قرارات توقيف هي (اللواء علي مملوك)، والمسؤولان الآخران هما (اللواء جميل حسن) "رئيس إدارة المخابرات الجوية"، و(اللواء عبد السلام محمود) "المكلف بالتحقيق في إدارة المخابرات الجوية في سجن المزة العسكري في دمشق"، وفق (فرانس 24).
والمسؤولون الثلاثة مطلوبون بما يتصل بقضية اختفاء مازن وباتريك دباغ وهما أب وابنه أوقفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 وفقد أثرهما بعد اعتقالهما في سجن المزة بحسب الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان.
وظهر (مملوك) الذي يوصف بصندوق الأسد الأسود (الأحد) برفقة بشار الأسد خلال استقبال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، (ألكسندر لافرنتييف)، ونائب وزير الخارجية الروسية، (ميخائيل بوغدانوف) في قصر الشعب بدمشق، في ظهور وصف بـ "النادر" منذ آخر صورة لـ (مملوك) في أيار 2015، خلال استقبال بشار الأسد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (علاء الدين بروجردي).
وكان المركز الأوروبي لحقوق الإنسان تقدم في حزيران الماضي بدعوى ضد الحكومة الإيطالية بعد سماحِها لـ (علي مملوك)، بدخوله أراضيها. كما اجتمع (مملوك) مع وفد أمريكي يضم مسؤولين أمنيين، زار دمشق في شهر حزيران الماضي.
يشار إلى أن صحيفة "تيليغراف" البريطانية، ذكرت في أيار 2015، عن وضع (علي مملوك) رهن الإقامة الجبرية بسبب ما أشيع وقتها عن اتصالات قام بها مع المخابرات التركية ومحاولته التواصل مع "رفعت الأسد"، الأمر الذي نفاه بشار الأسد بنشر صورة جديدة له مع (مملوك).
يذكر أن (مملوك) من مواليد 1945، وينحدر من أسرة علوية هاجرت من لواء إسكندرون إلى دمشق، حيث جرى تعيينه في شهر تموز 2012 مديراً لمكتب "الأمن الوطني" في نظام الأسد، وكان مديراً لإدارة "أمن الدولة" سيئة الصيت، وجاء ذلك بعد مقتل "هشام الاختيار" في تفجير خلية الأزمة وبذلك أصبح مسؤولاً عن العمليات العسكرية والأمنية لنظام الأسد.
التعليقات (0)